متحف الشارقة للحضارة الإسلامية نافذة على التاريخ الإسلامي

يقع المتحف في قلب إمارة الشارقة بمنطقة المجرة، ويستقبل زواره من السبت إلى الخميس من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً، بينما تكون الزيارة يوم الجمعة من الساعة الرابعة عصرًا حتى الثامنة مساءً، وتتراوح أسعار التذاكر بين 5 دراهم للأطفال و10 دراهم للكبار، مع دخول مجاني لكبار السن وذوي الإعاقة، وإعفاء للرحلات المدرسية والجامعية، ويوفر المتحف مرافق متكاملة كالمكتبة، والمقهى، ومتجر الهدايا، والمصلى، والمصعد، ومواقف السيارات، وغيرها، ما يضمن تجربة زيارةٍ مريحة.

وتسلّط السطور التالية الضوء على أبرز ما يميّز متحف الشارقة للحضارة الإسلامية بوصفه منارة ثقافية في الإمارة:

الإرث التاريخي: نفحات من الفن الإسلامي

افْتُتح المتحف للمرة الأولى عام 1996م في منطقة التراث، ثم انتقل بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى مبنى سوق المجرة التاريخي، حيثُ أُعيد افتتاحه عام 2008م تحت اسمه الحالي.

ويُشكِّل المبنى نفسه تحفة معمارية تجمع بين الأصالة والحداثة، فهو يتميّز بقبته الذهبية المزخرفة من الداخل بالفسيفساء المصورة للسماء ليلاً ببروجها، ما يعكس براعة الفن المعماري الإسلامي وجمالياته الأخاذة.

المقتنيات النادرة: كنوز تحكي قصة الحضارة

يضم المتحف أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية فريدة من نوعها، جمعت من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، لتوثق تطور الحضارة الإسلامية من القرن الأول الهجري حتى القرن الرابع عشر الهجري.

وتتنوّع هذه المقتنيات بين المخطوطات الإسلامية النادرة، والمصاحف الأثرية، والنماذج المعمارية للمساجد التاريخية، والعملات القديمة والإسلامية المتنوعة، والمشغولات الحرفية من الخزف، والمعادن، والزجاج، إلى جانب قطع مميزة مثل ستار الكعبة المطرز بالذهب، والإسطرلاب الفلكي، فضلاً عن الأعمال الفنية التي تعكس جماليات الفن الإسلامي عبر العصور المختلفة.

العلوم والابتكارات: توثيق لإسهامات العلماء المسلمين

يُعد المتحف مركزاً لتوثيق إنجازات العلماء المسلمين وإسهاماتهم العظيمة في الحضارة الإنسانية بما يقدمه بالمجسمات والنماذج، والعروض التفاعلية من اكتشافات واختراعات علمية في مجالات؛ الفلك، والطب، والجغرافيا، والرياضيات، والكيمياء، والهندسة، وغيرها، وبذلك يُبرز المتحف الدور الريادي للعلماء المسلمين في تقدم البشرية ونهضتها العلمية، ما يؤكد على عالمية الحضارة الإسلامية وتأثيرها الممتد عبر الزمان والمكان.

التعليمية: برامج وفعاليات للفئات كافة

يؤدي المتحف دوراً تعليمياً بارزاً بتنظيم مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات الثقافية والتعليمية التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، من أبرزها الورش التفاعلية للأطفال والعائلات التي تُجرى كل يوم سبت، والمعارض المؤقتة التي تسلط الضوء على جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية.

وينظّم المتحف فعاليات موسمية مثل "لمة رمضانية" التي تقدم تجارب تعليمية وترفيهية تُعرِّف الزوار بعادات شهر رمضان وتقاليده لدى مختلف الشعوب الإسلامية، ما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي بين أفراد المجتمع.

التنظيم المتميّز: أقسام تروي قصة الحضارة

يتميّز المتحف بتنظيمه الدقيق، فقد وزعت المقتنيات وقُسمت على سبع صالات عرض رئيسة حسب موضوعاتها، بدءاً من صالة أبي بكر للعقيدة الإسلامية التي تعرف بأركان الإسلام ومبادئه، وصالة ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا التي تبرز إنجازات العلماء المسلمين، و4 صالات للفنون الإسلامية التي تعرض تطور الفنون الإسلامية عبر العصور المختلفة، وانتهاءً بصالة المجرة للمعارض المؤقتة، وتتيح هذه التقسيمات الموضوعية للزائر رحلة معرفية متكاملة عبر تاريخ الحضارة الإسلامية وإنجازاتها المختلفة.

الانفتاح الثقافي: تعزيز الحوار الحضاري

يسهم المتحف في تعزيز الحوار الثقافي والحضاري بين مختلف شعوب العالم باستضافة المعارض المحلية والعالمية المتنوعة، وتنظيم الفعاليات التي تجمع بين الثقافات المختلفة، ما يجعله جسراً للتواصل بين الشرق والغرب.

وتتمثّل أبرز هذه الفعاليات بمعرض "حروف خالدة: مخطوطات قرآنية من مجموعة عبد الرحمن العويس" الذي أجري عام 2024، وقدم رحلة ثقافية تاريخية عبر 1,300 عام من تاريخ فن الخط العربي والمخطوطات القرآنية، مجسداً التنوع الثقافي والفني في هذه الفنون من الصين حتى الأندلس.

واستضاف المتحف معرض "زينة البلاط الملكي الهندي" في أكتوبر 2023 بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية بدولة الكويت، بهدف تسليط الضوء على الفنون والثقافة في شبه القارة الهندية وتعزيز التعاون الثقافي مع دولة الكويت، وقد عرض 84 قطعة من مجموعة مقتنيات المرحوم الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح والشيخة حصة صباح السالم الصباح، منها قطع عرضت للمرة الأولى في الشارقة.

ختاماً، يعكس متحف الشارقة للحضارة الإسلامية -الذي يتبع لهيئة الشارقة للمتاحف- رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الحفاظ على التراث الإسلامي وإبراز قيمته الحضارية، فبفضل توجيهاته ودعمه المستمر، تحول المتحف من مجرد معرض للقطع الأثرية إلى منارة ثقافية متكاملة.

المراجع 

[1] sharjahmuseums.ae, متحف الشارقة للحضارة الإسلامية
[2] sharjahevents.ae, متحف الشارقة للحضارة الإسلامية
[3] moec.gov.ae, متحف الشارقة للحضارة الإسلامية
[4] sgmb.ae, سلطان القاسمي يفتتح معرض حروف خالدة: مخطوطات قرآنية من مجموعة عبد الرحمن العويس