سفاري الشارقة تجربة استثنائية في الطبيعة تستحق الزيارة

وقد افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سفاري الشّارقة عام 2022 ليكون مشروعاً حيويّاً وعلميّاً تحقيقاً لرؤية سمّوه وتوجيهاته في الحفاظ على البيئة ومكوّناتها وصون التنوّع البيولوجي بحماية الحيوانات المهدّدة بالانقراض وإكثارها، ويُعدّ سفاري الشّارقة السّفاري الأكبر من نوعه على مستوى العالم خارج إفريقيا؛ فهو يحتوي على 12 بيئةً متميّزة مستوحاة من مختلف أنحاء القارّة السمراء، ويقع على مساحةٍ تبلغ 8 آلاف هكتار ضمن أراضي مدينة الذيد.

وتشتمل سفاري الشّارقة على:

تضاريس متنوّعة وحيوانات برّية متعدّدة ونادرة

يمكن للأفراد في زيارةٍ فريدةٍ للطّبيعة البرّية في سفاري الشّارقة الاستمتاع بالتنوّع الواسع للتضاريس والبيئات والحياة البرّية هناك؛ بدءاً من الجبال الصخرية والمسطّحات الطبيعية المزروعة بمجموعةٍ واسعة من الأشجار الإفريقية النّادرة، وصولاً إلى البحيرات، والمستنقعات العذبة، والأنهار، وشلّالات المياه، والأراضي الرّطبة، والأخاديد والوديان، وتشتمل السفاري على ما يزيد عن 100 ألف شجرة، وأكثر من 50 ألفاً من الحيوانات والزواحف والثدييات الإفريقية لأكثر من 120 نوعاً بما فيها الحيوانات المهدّدة بالانقراض.

وتتوزّع تضاريس السفاري وحيواناتها على مناطق متعدّدة؛ هي: "منطقة إفريقيا" التي تشتمل على 60 نوعاً من الطيور الإفريقية، مثل: طائر النحام الصّغير ذي اللون الورديّ، وأنواع مختلفة من البط، كذلك تضم جزيرة مدغشقر التي تحتضن نحو 200 ألف حيوان وطائر برّيّ؛ مثل: بطّ مدغشقر الذي يُصنّف ضمن أكثر أنواع الطيور البرية ندرةً، وحيوان "الليمور" حلقيْ الذيل والأحمر المنتفخ، وكلاهما مهدّد بالانقراض، وتشتمل مدغشقر أيضاً على شجرة "الباوباب" العملاقة.

وتحتوي جزائر شرق إفريقيا "الدابرا" على نحو 300 نوعاً من النباتات والحيوانات؛ أبرزها سلحفاة الدابرا العملاقة، وتضمّ قرية زنجبار الماعز البيجمي القزم الذي يُعرف بذكائه، فضلاً عن بقر أنكولو واتسي الإفريقيّ ذي القرون الضخمة، وتضمّ القرية تلال النزهة، ومزرعة بوما.

ويبرز في "منطقة السّاحل" حيوان المها؛ مثل: مها أبو عدس ومها أبو حراب، والغزال العفري، وغزال المهر، وتضمّ "منطقة السافانا" حيوانات العند، والكودو، والمها وأنواعاً متعدّدة من الظباء، وتحتضن "منطقة سيرنجيتي" الحيوانات آكلة الأعشاب، وغزال الدقدق، وأرنب الصخور، والحمار الوحشي السهلي، والنو الأزرق، فضلاً عن احتوائها على الحيوانات الأكثر خطورةً في السّفاري وهي الأسد وتمساح النيل.

وتشتمل "منطقة نقورونقورو" على وحيد القرن الأسود الشّرقيّ، وتشتهر "منطقة موريمي" بأشجار "الواشونطونيا" الضخمة، والزرافات، أمّا "منطقة كالاهاري" فتشمل على أنواع متعدّدة من الظباء والغزلان والطيور، أمّا "منطقة وادي النيجر" فتضمّ فيل السافانا الإفريقيّ إلى جانب مجموعةٍ متنوّعة من الطيور والنباتات البرّية.

وتحتوي سفاري الشّارقة أيضاً في مختلف مناطقها على عدد من الطيور المحلية، مثل: الصرد الرمادي العربي، والشقراق الهندي، وأبو المغازل، ومالك الحزين والوروار.

أفضل المركبات المخصّصة لاستكشاف البيئة الطبيعية

تضمّ سفاري الشّارقة مجموعةً من المركبات المتخصّصة التي تنقل الزوّار ضمن البيئات المختلفة في المحمية بما يُمكّنهم من استكشاف الحياة البرّية الإفريقية مباشَرةً وعن قُرب، والتفاعل مع الحيوانات والنظم البيئية فيها على نحو حيّ وواقعيّ، مع توفير المركبات أعلى معايير الأمن والسلامة والرّاحة لمستقلّيها، فضلاً عن منحهم فرصة التقاط صورٍ مميّزة للمناظر الطبيعية حولهم.

فعالياتٌ وأحداثٌ متميّزة وسط الطبيعة

يستضيف سفاري الشّارقة عدة فعاليات تُعزّز تجربة الزوّار الفريدة للطبيعة؛ فتُضيف إليها تجارب ثقافيةٍ وتوعويةٍ بيئية وفنّية متنوّعةً ومميّزة، من ذلك استضافة السفاري للدورة الثانية والعشرين من منتدى الشّارقة الدوليّ لصون التنوّع الحيوي، والنسخة الثّامنة من طواف الشّارقة الدوليّ للدرّاجات الهوائية.

كما استقبل السفاري مجموعة من المصورين المشاركين في النسخة السّابعة من مهرجان إكسبوجر الدوليّ؛ ما منحهم فرصة التقاط صورٍ إبداعيةٍ للمعالم الطبيعية المتنوّعة في المنطقة، واستقبل مؤتمر "استراتيجية الحفاظ على النمر العربيّ"، وفعالية إطلاق فيلم "موفاسا: الأسد الملك" وبرنامج "يوم في محمية" الذي يصحب العائلات في رحلاتٍ ترفيهية وتثقيفية لتعزيز وعيهم البيئيّ، واستضاف السّفاري أيضاً معرض "إحياء ذكرى فصائل الحيوانات المنقرضة" التفاعليّ، وغيرها كثير.

مرافق وخدمات متميّزة تخدم الزوار 

يضمّ سفاري الشّارقة ضمن البيئة البرّية السّاحرة التي يتمتّع بها مجموعةً من المرافق التي تُقدّم للزوّار أفضل الخدمات لضمان زيارةٍ مُريحة وممتعة؛ فتنتشر فيه الأمكنة المخصّصة لتناول طعام الإفطار أو الغداء أو الوجبات الخفيفة في أمكنة مختلفةٍ، أبرزها: مخيّم السفاري وقرية زنجبار التي تضمّ أيضاً سوق زنجبار، وتحتوي جميعها على خياراتٍ واسعة من المأكولات والمشروبات التي تُلبّي الأذواق جميعها.

وتتوافر عدة فنادق فاخرة بالقرب من السفاري، إلى جانب فندقٍ جديد سيفتتح داخل المتنزّه في العام 2026م تحت إدارة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير - شروق، ويشمل هذا المشروع الذي اسمه (لوكس منتجع البردي) 35 خيمة مجهّزةً بأفضل وسائل الرّاحة، إضافةً إلى مرافقها الشاملة من مطعم، ونادٍ، ومقهى، ومنتجع، ومسبح، وغيرها مجهزةً بأعلى المستويات مع مراعاة معايير الاستدامة البيئية.

ختاماً، فإنّ ما تنطوي عليه رحلة سفاري الشّارقة من الاستمتاع بمشاهدة مجموعةٍ واسعةٍ من النباتات والحيوانات البرّية الإفريقية المختلفة؛ كالأسد والتمساح والسلاحف والغزلان والطيور وغيرها، فضلاً عما تحتويه من مرافق خدمية شاملة؛ يجعل منها تجربةً فريدةً لا تُنسى. 

المراجع

[1] sgmb.ae, "سفاري الشارقة" عالم بدون أسوار لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض والحفاظ على الحياة البرية
[2] sharjah24.ae, سفاري الشارقة يحتفي بالذكرى السنوية الأولى لتأسيسه 
[3] shjticket.ae, سفاري الشارقة
[4] visitsharjah.com, الطبيعة والحياة البرية