جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
فضاء تعبيري يتوهج بالعروض والتفاعل

مهرجان خورفكان المسرحي يعزز الحراك الثقافي المحلي

22 يوليو 2025 / 11:29 AM
مهرجان خورفكان المسرحي يعزز الحراك الثقافي المحلي
download-img
يُعد مهرجان خورفكان المسرحي ظاهرة فنية وثقافية بارزة في المشهد الإماراتي، وقد انطلقت دورته الأولى عام 2014 بهدف إثراء الثقافة والفن فيها، ومن ذلك الحين أصبح المهرجان منصة حيوية تجمع المواهب المحلية والدولية، وتتيح للجمهور الاستمتاع بمختلف أشكال الفن المسرحي والأدائي.

وتُنظم إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة هذا المهرجان تحت إشراف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة ورعايته، وتُنفذ فعالياته في يوم واحد من الساعة الرابعة عصراً تقريباً حتى منتصف الليل، وقد استضاف كورنيش خورفكان معظم دورات المهرجان مستفيداً من إطلالته البحرية، بينما نُظمت الدورة العاشرة في منتزه خورفكان بجوار نصب المقاومة، وتعكس هذه المواقع أهمية الفضاءات العامة في استضافة الأحداث الثقافية وإثراء تجربة الجمهور.


فيما يأتي أبرز الجوانب التي يعزز بها المهرجان الحراكَ الثقافي المحلي:


منصة إبداعية: فرصة المواهب المحلية للظهور والتألق

يشكل مهرجان خورفكان المسرحي منصة مثالية لإبراز المواهب المسرحية المحلية، فهو يتيح للفنانين والممثلين المحليين فرصة استثنائية لعرض إبداعاتهم أمام جمهور واسع، ويسهم في صقل مهاراتهم باحتكاكهم بتجارب وخبرات متنوعة، ويفتح المجال أمام اكتشاف وجوه جديدة قادرة على إثراء المشهد المسرحي المحلي، وبالتالي يسهم المهرجان في تعزيز حضور المسرح بعدّه فناً أصيلاً في المجتمع الإماراتي، ويشجع الشباب على الانخراط في العمل المسرحي والإبداعي عموماً.


فضاءات فنية متنوعة: ثراء ثقافي متكامل

يتميّز المهرجان بتقديم تشكيلة واسعة من العروض الفنية على مسارحه الثلاثة التي تتزين بألوان الأحمر، والأزرق، والأخضر، ما يضفي أجواءً احتفالية تثري تجربة المشاهدة عند الجمهور، وتتنوع فعاليات المهرجان بين المسرح المدرسي، والكشفي، ومسرح الطفل، والعروض الكوميدية، فضلاً عن تقديم فنون شعبية إماراتية أصيلة كالعيالة، والدان، والليو، بالإضافة إلى استضافة عروض فولكلورية وموسيقية عربية وعالمية، ما يخلق حالة من التبادل الثقافي الثري ويعزز قيم الانفتاح والتنوع في المشهد الثقافي المحلي.


مشاركة المدارس: استثمار في الجيل الناشئ وتنمية مواهبه

يولي المهرجان اهتماماً خاصاً بالمسرح المدرسي بما يتيحه للمدارس من المشاركة بالعروض المتميّزة، ما يعزز ثقة الطلاب بأنفسهم ويطور مهاراتهم في التمثيل والإلقاء والتعبير، ويغرس فيهم حب المسرح وتقدير دوره الثقافي والاجتماعي، ويسهم في اكتشاف المواهب المسرحية في سن مبكرة، وبالتالي يضمن استمرارية الحركة المسرحية وتجددها، ويربط الأجيال الجديدة بتراثهم وهويتهم الثقافية.


المسابقات التفاعلية: إشراك الجمهور في العملية الإبداعية

يعزز مهرجان خورفكان المسرحي التفاعل الإيجابي مع الجمهور بتنظيم مسابقات متنوعة ومبتكرة مثل "أميرة المهرجان"، و"عروس المهرجان"، و"أجمل سيارة"، وتشجع هذه المسابقات على المشاركة الفعالة من مختلف الفئات العمرية، وتحفز روح الإبداع والابتكار لدى المشاركين، كما أنها تضفي جواً من المرح والبهجة إلى أجواء المهرجان، وتعزز الشعور بالانتماء والمشاركة في صنع الحدث الثقافي.


الورش التدريبية: تنمية المهارات وتعزيز المشاركة

يحرص المهرجان على تقديم ورش تدريبية متنوعة في مجالات مختلفة كالرسم، وتصميم الأزياء، وصناعة الأقنعة بما يتيحه للجمهور من فرص ثمينة للمشاركة الفعّالة في الحدث الثقافي، ولا تقتصر هذه الورش على التدريب النظري، بل تمتد إلى التطبيق العملي مثل ورشة "كيف تبتكر قناعك"، وذلك بهدف اكتشاف المواهب الإبداعية ودعمها وتشجيعها على التواصل والتفاعل مع فعاليات المهرجان.


كرنفال مفتوح: تحويل المسرح إلى احتفالية جماهيرية شاملة

يمتاز المهرجان بطابعه الكرنفالي المميّز الذي يبدأ بمسيرة حاشدة تجوب شوارع المدينة، وتنتهي في موقع الفعاليات الرئيس، حيث تشارك فرق الموسيقى العسكرية والخيالة ومؤدو عروض السيرك والدمى وهواة المركبات القديمة فيه، إضافة إلى الفرق المدرسية والكشفية ونجوم المسرح والدراما، وتسهم هذه المسيرة في إضفاء جو احتفالي على المدينة بأكملها، وتجذب الاهتمام للمهرجان، وتكسر الحواجز التقليدية بين المسرح والجمهور، وتحول الفن إلى ممارسة مجتمعية شاملة.


تواصل الأجيال: جسر بين الماضي والحاضر

يعمل مهرجان خورفكان المسرحي على مد جسور التواصل بين الأجيال بالجمع بين الفنون التقليدية والمعاصرة، وتتجاور العروض الشعبية الأصيلة مع المسرحيات الحديثة، ويشارك الكبار والصغار في تقديم العروض والاستمتاع بها، فيسهم ذلك في نقل التراث الثقافي للأجيال الجديدة بأسلوب جذاب ومعاصر، ويعزز الارتباط بالهوية الثقافية الإماراتية، ويضمن استمرارية التقاليد الفنية الأصيلة مع تطويرها بما يتناسب مع روح العصر، ويحقق التكامل بين الأصالة والمعاصرة.


رعاية رسمية: دعم مؤسسي يضمن الاستمرارية والتطور

يحظى المهرجان برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإشراف دائرة الثقافة بالشارقة، ما يعكس الاهتمام الرسمي بالمسرح بعدّه وسيلة للتنمية الثقافية والمجتمعية، ويضفي عليه طابعاً مؤسسياً يعزز مكانته بوصفه حدثاً ثقافياً مهماً، وبالتالي يضمن تحقيق أهدافه، فقد عُرف سموه بشغفه العميق وحبه الاستثنائي للفن المسرحي حتى لُقب بـ"رجل المسرح في الدولة".


وفي الختام، يمثل مهرجان خورفكان المسرحي نموذجاً ناجحاً للفعاليات الثقافية التي تجمع بين المتعة والفائدة، ويسهم في إثراء المشهد الثقافي الإماراتي، ومع استمرار دوراته المتعاقبة يترسخ دور المهرجان ليكون منارة ثقافية تضيء المنطقة الشرقية من الإمارات، وتعزز مكانة المسرح بوصفه فناً راقياً.

المراجع

[1] sharjahevents.ae,  مهرجان خورفكان المسرحي
[2] sdc.gov.ae, مهرجان خورفكان المسرحي
[3] sheikhdrsultan.ae, المسرح عشق سلطان
[4] sharjah24.ae, فواغي الفردان: مهرجان خورفكان المسرحي تظاهره فنية دولية

 

July 22, 2025 / 11:29 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.