جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
عبق الماضي بأنامل ماهرة

الشارقة تحافظ على حرفة صناعة العطور والدخون ككنز ثقافي

22 يوليو 2025 / 11:02 AM
الشارقة تحافظ على حرفة صناعة العطور والدخون ككنز ثقافي
download-img
تُعدّ حرفة صناعة العطور والدخون في الشّارقة حرفةً تقليديةً إبداعيةً تجمع بين المهارةِ التقنية والحسّ الفنّيّ، وقد حافظت على حضورها عبر الزّمن، ولا تزال تعكس هويّة الإمارة وثقافتها وتراثها، وتُسهم في الوقت نفسه في تعزيز الاقتصاد المحليّ.


فيما يأتي أبرز ما يتعلق بهذه الحرفة:

صناعة العطور والدخون: تاريخٌ ممتدّ من المهارةِ والإبداع

نشأت صناعة العطور والدّخون في الإمارات ومنها إمارة الشّارقة من قديم الزّمان، فقد استثمر الحرفيون التقليديون -والنّساء على وجه التحديد- في موارد الطبيعة المُتاحة للخروج بأفضل خلطاتٍ للعطور والبخور وأكثرها جمالاً وفوحاناً.


وقد استعانوا في صناعتهم بأصنافٍ من المسك، ودهن العود، ودهن الورد، والعنبر، والهيل، ومزجوا بينها على نحو يعكس ذوق صانعه الرّفيع ويُلائم مختلف الأذواق، واستخدموها يوميّاً في المنازل، ومجالس الضيافة، وفي المناسبات الدينية والاجتماعية بعدّها مظهراً من مظاهر الأناقة والرقيّ، وتعبيراً عن حسن الاستقبال وكرم الضيافة.


واتّسمت عملية صناعة الدخون آنذاك بالبساطة؛ فمثلاً، كان الحِرفيون يدقّون خشب العود بالمنحاز والرشاد (وعاء أسطوانيّ محفور مع مدقّ)، ويعجنونه بخليط من الماء والسكر، والبعض كان يُضيف ماء الورد، ثمّ يضعونه في أوانٍ كبيرة، ويتركونه ثلاثة أيام أو حتّى يتماسك ويُصبح قابلاً للتقطيع؛ فيُقطع إلى مربعات ليُصبح جاهزاً للاستخدام.


ومع تطوّر صناعة العطور والدخون؛ ابتُكِرت أنواع وتركيبات عطرية، وأُعِدّت عبواتٌ جميلة لحفظها للترويج وجذب الزّبائن.

جلسات وورش عن صناعة العطور: نقل الحِرفة إلى الجيل الجديد

تعقد إمارة الشّارقة عدداً من الجلسات وورش العمل التي تهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بمفهوم صناعة العطور والدخون ودلالاتها الاجتماعية والثّقافية، وحتى اللّغوية، وأهمية الحفاظ عليها وتعلّمها بوصفها جزءاً من الهويّة الإماراتية، وموروثاً أصيلاً امتهنه الآباء والأجداد، وكذلك تهدف إلى تعريف الحضور بمختلف أنواع العطور والدّخون المُستخدمة من القدم حتّى الوقت الحاضر، وطريقة خلطها وإعدادها وتجهيزها، وطريقة الاستفادة منها بعدّها مشروعاً استثماريّاً يُمكن امتهانه والعمل به.


ومن أبرز هذه الجلسات؛ الجلسة الثقافية التي نظّمها المقهى الثقافيّ ضمن فعاليات أيّام الشّارقة التراثية تحت عنوان "صناعة العطور بين التاريخ والتراث"، وورش العمل التدريبية التي أعدّتها مؤسسة الشّارقة للتمكين الاجتماعيّ بعنوان "صناعة العطور علم وفن"، التي قدّمها خبراء ومتخصّصون لإكساب المتدرّبات المهارات اللازمة لصناعة العطور، والاستفادة منها لتطوير حياتهنّ المهنية وتمكينهنّ على المستوى الاقتصاديّ، فضلاً عن إحياء التراث ودعم الاقتصاد المحلّيّ.


وكذلك شارك مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة التابع لمؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة -برئاسة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي- في جلسةٍ نقاشية حملت عنوان "التواصل بين الثقافات" في جناح المرأة بإكسبو دبيّ، وقد سلّط المجلس الضوء فيها على صناعة العطور والدخون كإرثٍّ شارقيّ إماراتيّ غنيّ، وأطلق أثناءها بحث "عبق المستقبل" الذي يُوثّق فيه حِرفة العطور ويُشير إلى أهميتها في ترسيخ الهوية الثقافية الإماراتية، وتعزيز مكانة الدولة بعدّها رائدة في هذا المجال صناعة العطور.

معارضُ العطور والدخون: روائح وعبق يستدعيان الذّكريات

تُقيم الشّارقة عدداً من معارض العطور والدخون السّاحرة التي تشهد إقبالاً واسعاً من محبّي العطور بأنواعها، التقليدية والأكثر حداثة، كما تُقدم هذه العروض تشكيلة واسعة من العطور التي تدمج بينهما بطريقةٍ غايةٍ في الفنّ والإبداع، ومن أبرز هذه الخلطات: خلطات المسك، والعنبر، والعود.


ومن أبرز معارض العطور والدخون: معرض الإمارات للعطور والعود بتنظيمٍ سنويٍ من مركز إكسبو الشّارقة، الذي يضمّ مجموعةً واسعةً من العطور العربية والشّرقية التي تُلائم الحياة اليومية أو المناسبات الاجتماعية على اختلافها، بمشاركة حوالي 500 علامة تجارية، سواءً محلية أو عالمية، وكذلك بازار سوق الشّارقة القديم الذي أجراه معهد الشارقة للتراث، وعُرض في جزءٍ منه المشروعات المتعلّقة بالمنتجات العطرية المحلّية والعربية الفوّاحة.


كما وتشتمل فعاليات "أيّام الشّارقة التراثية" التي يُنظمها معهد الشّارقة للتراث على أصحاب حِرفة صناعة العطور والدخون الذين يقومون بتعريف الحضور بمنتجاتهم العطرية المتنوّعة، والمُعبأة في زجاجاتٍ لتروي حكايات هذه الحرفة وإبداعاتها وتطورها عبر الزمن؛ ذلك برفقة مجموعةٍ من الحرفيين في مجالاتٍ أخرى، وقد حرص المعهد على استضافتهم بهدف التأكيد على رسالته في حماية التراث والاحتفاء به.


ولا يقتصر الأمر على عقد المعارض الموسمية للعطور في الإمارة؛ إذ تضمّ الشّارقة عدداً من الأسواق الشّعبية التي تعرض دائماً التركيبات العطرية باختلاف أنواعها، مثل سوق صقر "سوق البحر" جوار خور الشارقة؛ وسوق الشناصية في قلب منطقة الشارقة، وغيرها من الأسواق في إشارةٍ إلى أهمية الحفاظ على هذه الحِرفة وإحيائها، والتذّكير الدّائم بها.

 

المراجع


[1] Google Books, إمارة الشارقة تاريخ وحضارة
[2] sharjah24.ae, أيام الشارقة التراثية..رحلة تعيد الزمن الجميل عبر الفنون والثقافات
[3] sharjah24.ae, الشارقة للتمكين الاجتماعي تنظم ورشة "صناعة العطور علمٌ وفن"


July 22, 2025 / 11:02 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.