جار التحميل...
ويكون ذلك ضمن أُطر عديدة على النحو الآتي:
تضمّ الشارقة العديد من المؤسسات الفنّية التي تُقدّم فرصاً تعليمية للنساء في مختلف المجالات الفنّيّة سواء عبر الإنترنت أو حضوريّاً، وتكون هذه الفرص على شكل برامج تدريبية، وورش ودورات تعليمية ونقاشات تفاعلية جماعية.
ومن أبرز هذه الورش هي تلك التي تعقدها مؤسسة الشارقة للفنون بشكلٍ دوريّ ومستمر، والتي تتنوّع مواضيعها بدءاً من تحسين المهارات العملية للنساء والشبّان على السواء في: الفنون، والموسيقا، وبرامج الأفلام، والعروض الأدائية، والتصوير الفوتوغرافي، والكتابة، والفن الصوتيّ، وغيرها، وصولاً إلى عقد جلسات التطوير المهنيّ وتعلُّم التقنيات الحديثة في الفن المعاصر.
كذلك هناك مركز مرايا للفنون، الذي يدعم المرأة بدءاً من تولّي سيّدات قيادة المركز، وصولاً إلى إقامة المبادرات، وتنظيم ورش عمل لتوعية مختلف فئات المجتمع، ومن ضمنها المرأة حول الفن والإبداع، وتطوير المهارات والقدرات الفنّية.
أمّا متحف الشّارقة للفنون، فيُمكّن المعنيين كافّة بمن فيهم النّساء، من التمتّع بحقوق متساوية في الانتفاع من برامجه التعليمية الفنّيّة، مثل: التصوير والتصوير الفوتوغرافي. وكذلك فإنّ المتاحف كافّة في الشّارقة تعقد ورشاً تعليمية حول الآثار، والتاريخ، والطبيعة، والعلوم، بحضورٍ واسعٍ للنساء.
وأخيراً، تضمّ الإمارة أكاديمية الشّارقة للفنون الأدائية التي هي الأولى من نوعها في الشّرق الأوسط، إذ تُمكّن النّساء على غرار فئات المجتمع الأخرى كافّة من الانضمام إلى برامج البكالوريوس في مجالات التمثيل، والمسرح الموسيقيّ وفنون الإنتاج، وكذلك برنامج دبلوم "ترينيتي" من المستوى السادس في مجال الرقص الاحترافيّ.
أطلقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي نادي سيّدات الشارقة، والذي يضمّ بدوره العديد من الأنشطة المجتمعية التي من أبرزها الأنشطة الفنّيّة، ويهدف -في هذا السّياق- إلى تمكين المرأة في المجال الفنّيّ وتعزيز إبداعها.
ومن الأمثلة البارزة على دعم النّادي للمرأة الموهوبة؛ اعتماد "جائزة نون للفنون" سنويّاً في مجالات مثل الرسم، والتصوير الفوتوغرافي، والفن الرقميّ، مع منح جائزة مالية للفائزات في نوعٍ من الدعم الماليّ، فضلاً عمّا تحوزه المشتركات من ترويجٍ لأعمالهنّ وتقديرٍ مجتمعيّ.
ويُشارك النّادي أيضاً في فعاليات ثقافية وفنّية خارج الشّارقة؛ إذ يُغني بإبداعات فنّاناته معرض فنون العالم دبي الذي يعرض أعمال الفنانات الموهوبات في دولة الإمارات.
تُقيم الشّارقة العديد من المسابقات الفنّية كنوعٍ من الدعم والتشجيع للمواهب النسائية -على وجه التحديد- وتعزيز روح التنافس الإيجابيّ، ومن ذلك المسابقة التي أعدّها المكتب الثقافيّ في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الإمارة، والتي شهدت إقبالاً كبيراً من السيّدات، وهي تحت عنوان: جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في الآداب والفنون، التي كانت تستهدف الأدب الروائيّ، والشعريّ، والمسرحيّ، وأدب الطفل، ويُشار إلى أنّ هذه الجائزة هي الأولى من نوعها على صعيد دول مجلس التعاون الخليجيّ.
فضلاً عن وجود مسابقات أخرى تُقام في مختلف مؤسسات وهيئات الشّارقة، مثل: مسابقة الرسم الحر التي أقامتها جامعة الشارقة ضمن فعاليات مهرجان الفنون التشكيلية، وقد استهدفت المسابقة الطالبات من التخصصات كافّة.
فضلاً عن المعارض الفنّيّة النسائية التي يُقيمها نادي سيّدات الشّارقة، هناك معارض أخرى يجري دعمها من قبل المسؤولين في الإمارة، فمثلاً، افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور شخصيات مهمّة، معرضين لفنّانتين "بشرى خليلي وإميلي كاراكا"، واللّذين ترعاهما مؤسسة الشّارقة للفنون، إذ تضمّن المعرضان عروضاً مرئية وصوتية، إلى جانب سرد القصص وغيرها.
إضافةً إلى ذلك، هناك العديد من المعارض التي يُمكن للنساء المشاركة فيها على قدم المساواة مع بقية فئات المجتمع، مثل: المعارض التي يُقيمها مركز مرايا للفنون، ومتحف الشارقة للفنون، ومتحف الشارقة للخط، ومعهد الشارقة للفنون وغيرها.
وختاماً، ونتيجة للجهود المستمرة التي تبذلها إمارة الشارقة في دعم وتمكين المرأة فنياً، شهد المشهد الثقافي والفني في الإمارة بروز العديد من الفنانات الشّارقيات، اللاتي قدمن إبداعات متنوعة في مختلف أشكال الفنون؛ التشكيلية، والمسرحية، والفنون البصرية، كما وانعكس هذا الدعم في تعزيز حضور المرأة الشارقية في المعارض الفنية محلياً ودولياً، وإبراز صوتها الفني في التعبير عن الهوية الوطنية والقضايا المجتمعية، مما رسّخ مكانتها كعنصر مؤثر وفاعل في تطوير المشهد الثقافي الإماراتي.
المراجع
[1] sharjahart.org, البرنامج التعليمي
[2] maraya.ae, نبذة عن مركز مرايا للفنون
[3] slc.ae, "جائزة نون للفنون" في نسختها الرابعة
[4] universitycity.gov.ae, أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية