الشارقة تقدّم نموذجاً ملهماً في تطوير مراحل التعليم المبكر

وفيما يأتي استعراض لأبرز هذه الجهود في تطوير التعليم المبكر ورياض الأطفال:

الرعاية المبكرة: بناء الأسس المتينة للمستقبل

تمثل حضانات الشارقة نموذجاً رائداً في مجال رعاية الطفولة المبكرة منذ عام 2003، بفضل الدعم المستمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوفر هذه الحضانات بيئة آمنة متكاملة للأطفال من عمر ثلاثة أشهر وحتى مرحلة ما قبل الروضة، مع التركيز على تنمية قدراتهم وتلبية احتياجاتهم الفردية، انطلاقاً من الإيمان بأهمية مرحلة الطفولة في تكوين شخصية الإنسان المستقبلية.

وتتميز مرافق حضانات الشارقة بتصميمها المدروس الذي يخلق بيئة ملهمة للأطفال، مع توفير فصول دراسية حديثة وملاعب واسعة ومكتبات غنية بالموارد التعليمية، وتضع الحضانات سلامة الأطفال في مقدمة أولوياتها من خلال تطبيق إجراءات سلامة صارمة والتدريب المستمر للموظفين، مما يضمن تجربة تعليمية آمنة ومتكاملة تسهم في بناء جيل واعد.

إطار الشارقة للطفولة المبكرة: نقلة نوعية في تنظيم عمل الحضانات

أطلق مجلس الشارقة للتعليم مبادرة "إطار الشارقة للطفولة المبكرة للعام الدراسي 2021-2022"، والتي تمثل خطوة استراتيجية في تطوير رعاية الطفولة المبكرة بالإمارة، حيثُ يهدف الإطار إلى توحيد متطلبات الجودة في الحضانات الحكومية ومعايير التعلم والسلوك النموذجي للأطفال، كما يسعى إلى ضمان جودة البرامج والخدمات المقدمة في هذه المرحلة العمرية الحاسمة.

ويستند الإطار على القوانين والقرارات المرجعية وأفضل الممارسات التربوية العالمية، ويشمل ثمانية مجالات أساسية تضم اللغة، والتواصل، والتنمية الاجتماعية والنفسية، والمهارات الحسية الحركية، وتنمية التفكير الرياضي، والوعي بالعالم الخارجي والفنون الجميلة والتعبيرية، والوعي الأخلاقي والديني والوطني، وقد تمت مواءمة هذه المجالات مع مهارات القرن الحادي والعشرين لضمان إعداد متكامل للنشء يتوافق مع تطلعات الإمارة والدولة المستقبلية.

مركز وحضانة بساتين: نموذج متميز لتنمية مهارات الطفولة المبكرة

يُعد مركز وحضانة بساتين في إمارة الشارقة واحداً من الإنجازات البارزة في مجال تطوير منظومة التعليم المبكر؛ حيثُ يتبنى منهجاً دراسياً مدعوماً ببيئة تعليمية ممتعة للأطفال تهدف إلى تنمية حب الاستكشاف لديهم وتشجيعهم على التعلم والإبداع، كما يعتمد المركز منهج "هاي سكوب" المستند إلى أبحاث عالم النفس السويسري جان بياجيه والخبير التربوي جون ديوي.

ويتميز المركز بتوفير كادر تعليمي عالي الكفاءة يشمل معلمتين رئيستين في كل صف، إحداهما تتحدث العربية والأخرى الإنجليزية، مع حصول المدرسات على شهادات تأهيل متخصصة من مؤسسات رائدة، فضلاً عن تقديم خدمات مرنة لرعاية الأطفال تمتد من الصباح الباكر حتى المساء لتتناسب مع أوقات عمل الآباء والأمهات، مما يعكس التزام نادي سيدات الشارقة بتوفير مرافق تواكب المواصفات العالمية وتلبي احتياجات المجتمع.

مشروع زيارات المراجعة: نحو تحسين جودة الحضانات في الشارقة

أطلقت هيئة الشارقة للتعليم الخاص في عام 2024 مشروع "زيارات مراجعة التحسن للحضانات" ضمن برنامج "إتقان"، بالتعاون مع مؤسسة شايلد بيس البريطانية المتخصصة في تعليم الطفولة المبكرة، استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، وتعزيزاً لالتزام الإمارة بتطوير فرص تعليمية متميزة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.

وتمَّ الإعلان عن المشروع خلال لقاء في أكاديمية الشارقة للتعليم، حيثُ ناقش المسؤولون آليات تنفيذ المبادرة التي تستهدف 141 حضانة حكومية وخاصة في الإمارة، بهدف تحسين جودة الخدمات التعليمية وتوفير بيئة محفزة تدعم النمو الشامل للأطفال وتنمية مهاراتهم الاجتماعية، والعاطفية، واللغوية، والحركية، مع تعزيز دور أولياء الأمور كشركاء أساسيين في عملية التعلم.

تعاون دولي وإقليمي: تعزيز ريادة الشارقة في مجال الطفولة المبكرة

نظمت الشارقة في يونيو 2023 مؤتمراً إقليمياً حول رعاية وتعليم الطفولة المبكرة بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت وعدة جهات محلية، حيث هدف المؤتمر إلى تقييم التقدم المحرز في المنطقة العربية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتعليم المبكر.

وقد جمع المؤتمر ممثلين من 14 دولة عربية وخبراء دوليين، وأكدت توصياته على أهمية وضع إطار عام لمناهج التعليم المبكر في الدول العربية لتعزيز إبداع الأطفال، ورفاهيتهم، ومهاراتهم الاجتماعية، إضافة إلى تطوير مناهج مرنة تتيح مشاركة الأسرة والمجتمع، وإنشاء هيئة تنسيق مركزية تمثل مختلف الوزارات المعنية بالطفولة المبكرة، مما يعكس التزام الإمارة بالريادة في هذا المجال الحيوي.

وفي الختام، تمثل جهود الشارقة في تطوير التعليم المبكر نموذجاً يحتذى به محلياً وإقليمياً، حيث استطاعت بفضل رؤية قيادتها ترسيخ ثقافة الاهتمام بالطفولة المبكرة وتأسيس منظومة متكاملة تلبي احتياجات هذه المرحلة الحرجة، مما يسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على مواكبة التحديات المستقبلية.

المراجع 

[1] sn.ac.ae, رعاية وتعليم منذ الخطوات الأولى

[2] slc.ae/ar, مرحلة ما قبل المدرسة نقلة نوعية في حياة الطفل
[3] spea.shj.ae, أخبار الهيئة
[4] unesco.org, In Sharjah, UNESCO creates a new momentum around Early Childhood Care and Education in the Arab States