الحرف التقليدية تزهو من جديد في الشارقة

وقد جاء ذلك تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في ضرورة صون التراث المحلي وتعزيز وعي أفراد المجتمع بتراثهم، وما يتضمّنه من حِرَف وفنون تعكس ثقافة المجتمع وهويته، بما يساهم في ضمان استمرار الحرَف التراثية مع كل جيل، ومن أبرز ما تجسّدت به تلك الرؤية هو إنشاء مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، بموجب مرسوم أميري من صاحب السمو حاكم الشارقة.

وتتضمن أبرز الفعاليات الثقافية في مجال الحرف التقليدية:

البرامج والورش التدريبية المتخصّصة

تسعى إمارة الشّارقة بالبرامج التدريبية المتخصّصة في مجال الحرف التقليدية، إلى تأهيل الشّباب الإماراتيّ عموماً والشّارقيّ خصوصاً؛ ليُصبحوا قادرين على ممارسة الحِرف اليدوية القديمة المختلفة أو امتهانها على نحو يحفظ معه استمراريتها الآن ومستقبلاً بين الأجيال القادمة.

وتتضمّن هذه الورش التدريبية عدداً من المهارات اليدوية، من أبرزها: تعلّم صناعة (الليخ) وحرف (السفافة) و(التلي) و(الفروخة) وصناعة (المكاحل)، التي تدلّ كلّ واحدةٍ منها على التوالي على: حياكة شباك الصيد لاستخراج اللؤلؤ بواسطة تقنيات تراثية، وصناعة الحصير من سعف النخيل، وتطريز الملابس التقليدية باستخدام خيوط الذهب والفضة، وزخرفة الملابس بواسطة خيوط زينة ملوّنة، وصناعة أوعية الكحل التراثية.

ويُعدّ معهد الشّارقة للتراث أحد أهم المعاهد التي تتولّى مهمّة تنفيذ برامج تدريبية، وقد أطلق ورشاته التدريبية الأخيرة في نقل المهارات الحرفية إلى الشباب بمركز المنظمات الدولية للتراث الثّقافيّ التابع له في المدينة الجامعية، وقد انعقدت هذه الورشات على مدار شهرٍ كامل.

الملتقيات الثّقافية

تعقد إمارة الشّارقة ممثلّةً بمؤسساتها الثقافية المختلفة، وبدعم مستمر من صاحب السمو حاكم الشارقة، عدداً من الندوات والملتقيات الثقافية التي تُعنى بمجال الحِرف التقليدية والتراث الشّعبي، التي تهدف جميعها إلى التعريف بأهمية الحِرف التقليدية، وضرورة حفظها حيّة بين أبنائها، فضلاً عن تعزيز الاهتمام بالسياحة التراثية لتعريف العالم بالموروثات الإماراتية العريقة.

وتتناول الملتقيات موضوعات ومحاور عدّة للنقاش، مثل: علاقة التنمية المستدامة بالجانب الثقافيّ والتراثيّ، والتحديات والمخاطر التي تُهدّد الحِرف التقليدية، وتستعرض الملتقيات الأعمال الحِرفية التقليدية التي يُعدّها المشتركون من الهواة أو الممتهنون لهذه الحِرفة على السّواء.

ويعدّ ملتقى الشارقة للحِرف التقليدية السنوي من أبرز الملتقيات في هذا الشأن، والذي يُنظمه معهد الشّارقة للتراث بالتعاون مع مؤسسات ومراكز مختلفة، وجاءت النسخة الثانية عشرة منه تحت شعار (حِرف شارقية) للاحتفاء بالحِرف في الإمارة، لا سيما بعد اعتمادها ضمن أبرز المدن المبدعة في هذا المجال لدى شبكة اليونسكو للمدن المبدعة.

المعارض التراثية والفعاليات 

تشمل المعارض التراثية في الشّارقة تعريف الزوّار بمجموعةٍ واسعةٍ من الأدوات، والإنتاجات، والمهن الحرفية التقليدية، بما فيها التعريف بمهنتيْ النجارة والحدادة مثلاً بعدّهما اثنتين من أهم الحِرف التقليدية القديمة اللتين استُخدمتا لبناء المنازل وصناعة الأدوات، والأواني والأبواب.

ويُمكن مشاهدة المعارض التراثية في الشّارقة بعدّها جزءاً من الفعاليات التي تلي الندوات والملتقيات الثقافية، أو بالاستمتاع بمشاهدتها ضمن فعالية ثقافية لزيارة مراكز تراثية تُقام في الإمارة على الدوام، مثل: مركز التراث والحِرف التقليدية المُجرى في منزل يعود إلى القرن التاسع عشر، ويستطيع الزوّار الدخول إلى غرف البيت المختلفة للتعرّف إلى تاريخ صناعة الحِرف اليدوية في كلّ غرفة، أمّا المركز نفسه فيُمكن مشاهدة الحرفيين الذين يصنعون (السلال) من ورق النخيل، إلى جانب أنشطة مختلفة أخرى تمكن ممارستها في المركز.

توجد أيضاً الفعاليات التي يُجريها متحف الحرف التقليدية في خورفكان، الذي يُعرِّف بها الزوّار على الموروث الشعبيّ بما يحتويه من مهن وحرف متوارثة عن الآباء والأجداد، ويزوّدهم بمعلومات شاملة عنها، ومن أبرز ما يعرضه: صناعة القراقير (أقفاص من سعف النخيل لصيد الأسماك)، والمدبسة (معمل لإنتاج التمور)، ومهن مثل الخيّاط والمحسّن (الحلاق) وغيرها.

وتعدّ أيّام الشّارقة التراثية من أبرز الأحداث الثقافية التي تُجرى سنوياً في الإمارة تحت إدارة وتنظيم دائرة الثقافة والإعلام بالشّارقة، وتشتمل على مجموعةٍ من الفعاليات المتميّزة التي تعكس التراث الإماراتيّ الغنيّ وتحتفي به؛ بما يشمل الاحتفاء بالحِرف التقليدية والمشغولات المُتقنة بأنواعها المُختلفة.

وتتضمن أبرز الحِرف القديمة التي تُعرض فيها: صناعة السفن الخشبية باستخدام الأخشاب المستوردة من بلدانٍ قريبة أو من أخشاب محلّية، مثل: خشب القرط، وكذلك فنّ السدو، وهو فن صناعة نسيج تقليدي باستخدام صوف الأغنام أو الماعز أو الإبل.

المراجع

 [1] visitsharjah.com, مركز التراث والحرف التقليدية
 [2] sharjahevents.ae, أيام الشارقة التراثية
 [3] sharjah24.ae, متحف الحرف التقليدية بخورفكان وجهة سياحية تعزز الموروث والاقتصاد