جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
أحد أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية التي تحتفي بالموروث الإماراتي والعالمي

أيام الشارقة التراثية..رحلة تعيد الزمن الجميل عبر الفنون والثقافات

01 مارس 2025 / 3:06 PM
أيام الشارقة التراثية..رحلة تعيد الزمن الجميل عبر الفنون والثقافات
download-img
أظهر التقرير الصادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أن أيام الشارقة التراثية أحد أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية التي تحتفي بالموروث الإماراتي والعالمي، مقدمةً تجربة غنية تجمع بين الفنون الشعبية، والحرف التقليدية، والعروض الفلكلورية التي تعكس هوية الشعوب وتاريخها العريق، فهي "رحلة تعيد الزمن الجميل عبر الفنون والثقافات".
الشارقة 24:
 
في كل ربيع، ترتدي إمارة الشارقة حلةً من الأصالة، وتنفتح أبوابها لعشاق التراث، ليغوصوا في رحلةٍ ساحرة بين أروقة "أيام الشارقة التراثية"، ليتحول الماضي إلى لوحةٍ متحركة تنبض بالحياة، تفوح بعبق الماضي وسط الأهازيج التراثية بتناغم مع إيقاعات الحرفيين وحكايات الأجداد.
 
جددت الأيام هذا العام، وعدها بالعودة إلى الأساس، باختيارها "جذور"، شعاراً لدورتها الـ 22؛ لتعود بها إلى البدايات التي جسدت هوية الإمارات لتعكس جوهر التراث الإماراتي ومكوناته الأصيلة، وامتدت بفعالياتها إلى خورفكان، مليحة، الحمرية، الذيد، كلباء، ودبا الحصن، لتكون بمثابة خريطة زمنية، تحمل زوارها بين طيات الحاضر والماضي في تجربة استثنائية تجمع بين الأصالة والحداثة.
 
ووفقاً للتقرير الصادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، فإن أيام الشارقة التراثية تعد واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية التي تحتفي بالموروث الإماراتي والعالمي، مقدمةً تجربة غنية تجمع بين الفنون الشعبية، والحرف التقليدية، والعروض الفلكلورية التي تعكس هوية الشعوب وتاريخها العريق.
 
وأصبحت الأيام محطة رئيسية على خريطة الفعاليات الثقافية في المنطقة، ومقصدًا سنويًا لعشاق التراث تسهم في بناء جسور التواصل مع ثقافات متباينة من شتى أنحاء المعمورة.
وفي دورتها الأخيرة واصلت الأيام تقديم تجربة غنية تعود بالزوار إلى الزمن الجميل عبر الفنون والثقافات لتصبح رحلة متكاملة تنصهر فيها مكونات التراث والفكر والثقافة مع تفاعل جماهيري حيوي، من خلال برامج متنوعة تلبي احتياجات جميع الفئات العمرية.
 

أسرار الموج على أشرعة القوارب

 
تألق الفن الشعبي الإماراتي في أيام الشارقة التراثية، حيث أضاءت الرقصات المحلية، التي تنسج حكايات البحارة، أسرار الأمواج مما يجعلها شواهد حية على تاريخ عظيم وتراث فريد.
 
وتحاكي الحركات الإيقاعية التي يسردها البحارة أو "النواخذة" في اللهجة الشعبية المحلية الإماراتية، وأضفى معها الزي الشعبي الرجالي والنسوي، رونقاً مضاعفاً على الأداء، حتى جعلت الزائر لفعاليات أيام الشارقة التراثية يشعر أن هؤلاء الفنانين ينسجون من خيوط الموج أسرار البحر، ويطبعون ذكرياتهم على أشرعة السفن، لتبقى راسخة في الوجدان كرمز لعراقة أمة.
 
وفي الأرجاء تصدح أصوات الأهازيج والأناشيد التراثية، فتعالت نغمات "يا هلا بالضيف"، و"يا مرحبا"، و"يا زين"، تملأ القلوب بالفرح، وتعيد إلى الأذهان ذكريات الأجداد، لتضع الزوار تارةً على متن قارب يسافر في أعماق البحر، ملتحفًا بأجمل الذكريات، وتارةً أخرى تأخذهم إلى البوادي النائية، والرمال الذهبية، وتلك الخيام التي لا تزال منصوبة في أعماق الضمير الإنساني.
 

فرقة "النوبان" الإماراتية

 
تزدحم الصور وكأنها لوحة فنية متحركة، بينما تتابع الحركات الرشيقة التي تؤديها فرقة "النوبان" الإماراتية التي يقودها طاهر إسماعيل ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، لتختلط فيها أصوات الفرقة بشجن النغمات التي تصدرها الآلات الشعبية الإيقاعية مثل "الراس، والواسط، والشيمبوّه"، بينما يبرز "المنجور" المصنوع من أظافر الماعز، الذي يرتديه أحد أعضاء الفرقة بشكل يشبه التنورة، ليخلق نغمة فريدة تنبعث من حركته الاهتزازية المتناغمة، فتجسد ألحان الفرح والتراث في عرض ساحر.
 

فن التلي

 
في ركن الأزياء، بعثت الملابس التقليدية سحراً يستهوي العين ويأسر الأنفاس، فالعباءة الإماراتية بألوانها الداكنة المتقنة، والحلي الفضية المترفة التي تتلألأ كنجوم الليل، تروي حكاية الأصالة والتراث، بينما الثوب الخليجي، بزخارفه الجميلة ومطرزاته المتقنة، كان يحكي عن الرفعة والكرم التي تميز بها المجتمع الإماراتي عبر العصور.
 
وكان "التلي" في كل حركة وحرف يشبه أمواج البحر التي تحاكي دقات القلوب فكل غرزة تحكي حكاية من حكايات الزمن الماضي، حيث كانت نساء الإمارات يفتخرن بهذا الفن الذي يُجسد قيم الفخر وغنى التراث الثقافي، كما أكدت أم محمد، إحدى الحرفيات المشاركات في أيام الشارقة التراثية، على عظمة هذا الفن وأهميته.
 
تشير عائشة الحميدي إحدى المتقنات لفن التلي، التي تلفت إلى العيون وهي تتعقب براعة فناني التلي، وتلتقط كل لمسة ذهبية تنبض بحكايات الماضي.
 

عطر التراث

 
في أزقة السوق التراثي، يتسلل إلى الزوار عبق العود والمسك والعنبر، ليأخذهم إلى إحدى ليالي الأجداد. في معرض “العطور عبر العصور”، لتسافر الحواس عبر الزمن، إذ تكشف زجاجات العطر عن أسرار صُنعت بحرفية وإبداع، تحكي عن نساء كنّ يُعدن العطور في بيوتهن بمزج دقيق بين الأزهار والعود والزعفران.
 
وفي أحد الأركان، تقف أم عبد الله، المرأة السبعينية، تحكي للزوار عن أيامٍ كان فيها العطر جزءًا من الهوية، وكانت كل رائحة تحمل بصمةً فريدة تُميز بها صاحبها.
 

الخوص.. تأبى الاندثار

 
في أحد الأركان، تجلس الحرفية فاطمة الشحي التي حضرت من رأس الخيمة لتنسج الخوص بخفة ودقة، فتتحول الجدائل النخلية إلى سلال وحقائب ومفارش، تمامًا كما فعلت جدتها قبلها إذ أن صناعة الخوص على مدار التاريخ شكلت جزءاً أساسياً من تراث دولة الإمارات كونها أحد أقدم الحرف اليدوية التي ما زالت تُمارس حتى اليوم.
 
وفي ركن الخوص، تناغمت أنامل الحرفيات مع خيوط النخيل، فنسجن سلالًا وحقائبً وأغطيةً، تعكس براعتهن في تحويل المادة البسيطة إلى تحف فنية.
 
توضح الشحي، أن صناعة السلال تمر بمراحل حيث يلون الخوص بعد تطريته بصبغات ثم تجف، ثم تقوم بشبكها معاً بأشكال مبدعة، صانعة منها قطعاً فنية فريدة من نوعها.
 

مهنة الأجداد

 
ازدهرت صناعة السفن الخشبية، التي تُعتبر من أعرق المهن في الإمارات، إذ شكلت وسيلة حيوية للانطلاق في مغامرات بحرية، سواء للغوص في أعماق البحر بحثاً عن اللؤلؤ أم لصيد الأسماك، أو للسفر إلى عوالم قريبة وبعيدة.
 
وفي زاوية صناعة السفن، أبدع الحرفيون في تشكيل الأخشاب، فصنعوا قواربًا وسفنًا، تنبض بالحياة، تروي قصص البحارة والمغامرات البحرية.
 
وانتشرت هذه المهنة في المناطق الساحلية في الإمارات، وكانت الأخشاب تجلب من الهند والمدن القريبة، إضافة إلى استخدام بعض الأخشاب المستخرجة من الأشجار المزروعة محلياً مثل خشب القرط وغيره.
 

البيئات الإماراتية

 
تجسدت البيئات الإماراتية في أركان متعددة، حيث عرضت البيئات الزراعية والبحرية والبدوية، فاستمتع الزوار بجولة عبر الزمن، تنقلهم بين مزارع النخيل، وشواطئ البحر، وصحراء البادية.
 
وفي واجهة البيئة البحرية الإماراتية تستقبلك مجسمات سفن بحرية قديمة، عاشت مع الإماراتيين قديماً لتروي حكايات الصيادين، وتصف أشواق الأهل بانتظار عودتهم سالمين، تراث كبير من القصص، والذكريات، والأناشيد، والأمثال، والمواقف، والأحوال.
 
ويطلق ناصر حسن الكاس آل علي، رئيس جمعية بن ماجد للفنون الشعبية والتجديف في إمارة رأس الخيمة، على أنواع من السفن التي عملت في الصيد والنقل والتجارة والحروب تسميات مختلفة وهي: عويسي، وصمعاء، وجالبوت، وسمبوك، وتبيل، وشاحوف، وكوتية، وبوم، وبغلة.
 
وتتضمن البيئة البحرية ركن صناعة الشباك ورعايتها، وآخر مخصص لصناعة الحبال، بالإضافة إلى ركن لصنع الأدوات المستخدمة في الصيد البحري، وفي زاوية أخرى، يقوم حرفي بارع بإنتاج مجموعة من المستلزمات الضرورية لعمل السفن البحرية، وبعد ذلك يلتقي الجميع مرددين مجموعة من الأهازيج الحماسية للصيادين.
 

السدو.. فنٌ متوارث عبر الأجيال

 
أوضحت السيدة نوال إبراهيم العطية، الحرفية المتخصصة في السدو، والمشاركة ضمن الجمعية الكويتية للتراث، والتي تعمل في هذا المجال منذ أكثر من 3 عقود، أن المرأة العربية تبدأ ممارسة حرفة السدو منذ سن السابعة، حيث تكون قد بلغت مرحلة الإدراك والوعي، وخلال فترة قصيرة، يمكنها حياكة خيمة الشَعَر الكبيرة، التي تقي من حرارة الشمس وبرد الصحراء.
 

حكايات عربية

 
أضاءت أجنحة عربية متنوعة خلال أيام الشارقة التراثية، على مجموعة من الحرف اليدوية التي انطلقت من جميع أنحاء البلاد، لتروي كل حرفة منها قصة محفورة في الزمن، تعكس أجيالاً من الحرفيين المهرة، وتميزت المشغولات المعروضة بسحرها ودقتها، وبتفاصيلها الفريدة التي تأسر الأنظار، لتحمل بصمة فنية تتنقل بالحضور عبر رموزها وصورها ومعانيها، مجسدة أشكال الحياة التي عاشها أهلها منذ عصور الفراعنة وحتى يومنا هذا.
March 01, 2025 / 3:06 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.