جار التحميل...
يختصّ متحف المحطة (Al Mahatta Museum) بعرض تاريخ الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وهو أوّل مطار جرى تدشينه في البلاد، وتحديداً عام 1932، قبل تحويله إلى متحف في عام 2000، أمّا تاريخه ونشأته، فنستعرضهما على النحو الآتي:
أبرمت حكومة الشارقة في عام 1932، وتحديداً في عهد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الثاني، الذي حكم الشارقة خلال الفترة بين 1924-1951، اتِّفاقاً مع الحكومة البريطانية لإنشاء مهبط طائرات في محطة الشارقة الجوية، وكانت الغاية من إنشاء المحطة -كما عُرِفت محلّياً- التزوُّد بالوقود والراحة، ومثَّلت أوّل مطار جوي مدني عرفه البريطانيون خلال فترة الإمارات المُتصالِحة.
وفي الساعة الرابعة من مساء اليوم الخامس من شهر أكتوبر عام 1932، هبطت أوّل طائرة في المحطة، وكانت من طراز هانو (42HP)، بقيادة الكابتن هورسي، في طريق عودتها من مدينة كراتشي إلى بريطانيا، وتُعَدّ هذه الرحلة أولى الرحلات الجوية المُسجَّلة في تاريخ دولة الإمارات.
ومهَّد هذا الإنجاز الطريق أمام نهضة قطاع الطيران في الإمارات وتطوُّره، وكان لمحطّة الشارقة الجوية (المحطة) أيضاً دور محوري في تعزيز مكانة إمارة الشارقة في هذا المجال قبل الإعلان عن تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتمثَّلت أهمية المحطة بفضل موقعها الاستراتيجي بعدد من الأمور الأخرى، ومن أبرزها أنَّها شكَّلت حلقة وصل استراتيجية بين الشرق والغرب، وتحديداً بين أوروبا وآسيا وأستراليا، وجسراً بين مختلف الثقافات والحضارات؛ ممّا أتاح لها التواصل في ما بينها، والتبادلات على مختلف المستويات؛ التجارية، والثقافية، وغيرها.
وعلاوةً على ذلك، حظيت المحطة في ذلك الوقت بمُميّزات ومرافق جعلتها مختلفة عن غيرها من المطارات الأخرى في المنطقة، ومنها: بيت الضيافة المُخصَّص للمبيت والاستراحة ليلاً، والذي يُعَدّ أوّل فندق في البلاد، وضمَّت المحطة أيضاً أوّل محطة أرصاد جوية في الإمارات وعُمان، والتي تأسَّست في عام 1934، إلى جانب خدمات، مثل: البريد، والتلغراف، وخزّانات الوقود، وبرج مراقبة.
أمّا مهبط الطائرات في المحطة، فقد أصبح لاحقاً مدرجاً، ثمّ تحوّل في ستينيات القرن الماضي إلى شارع أسفلتي يُعرَف اليوم باسم شارع الملك عبد العزيز.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مطار المحطة في الشارقة يحتضن أيضاً أوّل سينما في الشارقة، وكانت آنذاك ساحة مُربَّعة تضمّ منطقة جلوس وشاشة عرض مُتوسِّطة الحجم، يجتمع فيها الأفراد؛ لمشاهدة الأفلام الصامتة ذات الأغلبية الكوميدية، والوثائقية.
وفي الرابع عشر من شهر مارس عام 2000، جرى تحويل محطة الشارقة الجوية إلى متحف، بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة؛ استكمالاً لاهتمام سُمّوه بتاريخ الإمارة، وحرصه على تخليده بالمتاحف؛ لإطلاع الزُّوّار عليه.
يضمّ متحف المحطة في الشارقة اليوم خمس قاعات رئيسة، وهي: قاعة حظيرة الطائرات التي تحتضن خمس طائرات أصلية، ومقصورتَي قيادة، وعربة تزويد الطائرات بالوقود، وخرائط تُوضِّح مسار الرحلات الجوّية في الماضي، وقاعة تضمّ صوراً إلى جانب مُجسَّم يعرض أوّل طائرة هانو هبطت في محطّة الشارقة الجوية.
أمّا القاعة الثالثة في متحف المحطة، فقد خُصِّصت لعرض أجزاء الطائرات وتقنياتها، مثل: الإطارات، والمحركات القديمة والحديثة، وأجهزة الملاحة الجوية، بينما تروي القاعة الرابعة في المتحف، والمُسمّاة "قاعة معجزات الطيران"، قصَّة تاريخ الطيران، والإنجازات التي حققها الإنسان في هذا المجال، وتتبع القاعة الخامسة شركة العربية للطيران، وتَستضيف المعارض المؤقَّتة.
يقع متحف المحطة في الشارقة في منطقة المحطة، وتحديداً مقابل منطقة القاسمية في إمارة الشارقة، بجانب حديقة المحطة، أمّا أوقات الزيارة، فهي من السبت إلى الخميس، من الساعة 8 صباحاً وحتى 8 مساءً، بينما يستقبل المتحف الزُّوّار أيام الجمعة من الساعة 4 مساءً إلى 8 مساءً.
ويجدر التنويه إلى أنّ رسوم دخول متحف المحطة في الشارقة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-12 عاماً تبلغ 5 دراهم، أمّا الكبار الذين تزيد أعمارهم عن 13 عاماً، فتبلغ 10 دراهم، ويكون الدخول مجّانيّاً للأطفال الذين تقِلّ أعمارهم عن السنتَين، وللرحلات المدرسية؛ الحكومية، والخاصة، وللرحلات الجامعية؛ الحكومية، والخاصة، وللأشخاص ذوي الإعاقة، ولكبار السنّ الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً مع مرافق واحد.
ويستقبل متحف المحطة في الشارقة الزوّار مجّاناً في مناسبات عِدَّة أيضاً، منها: اليوم العالمي للمتاحف (18 مايو)، وذكرى هبوط أوّل طائرة هانو على أرض الشارقة (5 أكتوبر)، ويوم الشهيد (1 ديسمبر)، واليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة (2 ديسمبر)، بينما يكون مُغلقاً في يومَي 29 و30 من شهر رمضان، وأوّل يوم من عيدَي الفطر والأضحى، وفي يوم 9 ذي الحجة.
وحرصاً من إدارة المتحف على توفير تجربة مريحة للزُّوّار، فقد حرصت على توفير مرافق عِدَّة تشمل مُصلّى، ومكتبة، ومواقف سيارات، ودورات مياه، وطاولة تغيير للأطفال، ومدخلاً للكراسي المُتحرِّكة، وخدمة واي فاي، وغرفة للأُمَّهات.
المراجع
[1] sharjahmuseums.ae, Al Mahatta Museum
[2] sharjahmuseums.ae, Sharjah Air Station: The First Landing
[3] sharjahevents.ae, معرض محطة الشارقة الجوية: لمحة تاريخية لأول هبوط
[4] wam.ae, ‘Al Mahatta’ highlights history of aviation in Gulf Region
[5] wam.ae, 8 مواقع تاريخية في الشارقة مرشحة للإدراج على قائمة التراث العالمي " اليونسكو "
[6] sharjah24.ae, متحف "محطة الشارقة الجوية" يروي تاريخ الطيران بالإمارات منذ 1932