هل تعلم؟ فوائد ممارسة رياضة الرماية تتخطى مهارات التصويب

الفوائد الجسدية لممارسة رياضة الرماية

لرياضة الرماية فوائد صِحِّية وجسدية عديدة، وعلى الرغم من أنّ بعض الأفراد يعتقدون باقتصارها على الرماية نحو الطرائد فقط؛ لما تتطلَّبه من مجهود بدنيّ عالٍ يتمثَّل بمطاردتها ومحاولة صَيدها، فإنّ فوائدها تشمل أنواعها كافَّة، بما فيها الرماية من مكان ثابت على الأهداف الثابتة، وفي ما يأتي أبرز تلك الفوائد:

تقوية عضلات الجسم

يُسهم الحفاظ على ثبات الجسم في وضعية الرماية الصحيحة، مع حمل وزن؛ كالبندقية، أو أيّ أداة رمي أخرى ذات وزن جيّد في تدريب عضلات الجذع الأساسية (في منطقة الوسط) وتقويتها، وتحديداً عضلات البطن والظهر؛ ممّا يُحسِّن وضعية الجسم كلِّه.

وتعتمد الرماية على استخدام الذراعَين والكتفَين واليدَين بقُوّة وثبات؛ للتمكُّن من الإمساك بأداة الرَّمي، وتوجيهها نحو الهدف بدِقَّة؛ ممّا يُقوّي هذه العضلات ويُعزِّزها، وتُسهم الرماية بالسِّهام تحديداً في تقوية عضلات الذراعَين والصدر والظهر أيضاً؛ من خلال السَّحب المُتكرِّر للقَوس، ومن ثَمَّ استخدام طاقة تلك العضلات.

تعزيز توازن الجسم

تبذل الساقان جُهداً إضافيّاً للحفاظ على توازن الجسم وثباته أثناء الرماية؛ إذ يساعد الارتداد الناتج عن رَمي الطلقات في الرماية بالبندقية -على سبيل المثال- على ثبات الجسم، ومُقاوَمة القُوَّة العكسية الناتجة عند الإطلاق أيضاً؛ ممّا يُعزِّز توازن الجسم وثباته مع مرور الوقت.

زيادة القدرة على التحمُّل 

وتتعلَّق هذه الفائدة برياضة الرماية المُعتمِدة على الجري تحديداً؛ فالركض أثناء حَمل مُعدّات الرماية حول الخصر، أو فوق الصدر؛ كالبندقية، والتنقُّل فيها عبر تضاريس غالباً ما تكون صعبة وغير مُستَوية، تُعَدّ فرصةً جيِّدة؛ لتعزيز اللياقة البدنية، وزيادة القدرة على التحمُّل.

ومن جهة أخرى، تتطلَّب ممارسة الرماية الحفاظ على صِحّة العضلات وإبقائها في حالة مُتأهِّبة للرَّمي؛ ممّا يتطلَّب تعزيز القدرة على التحمُّل؛ لذا، يلجأ العديد من الرُّماة إلى ممارسة تمارين الكارديو (Cardio exercises) التي تُعزِّز لديهم هذا الجانب؛ بزيادة مُعدَّل ضربات القلب، ثمَّ دفع الجهاز التنفُّسي والجسد كلِّه إلى العمل بجُهد عالٍ من شأنه زيادة القدرة على التحمُّل، وخاصَّةً مع استمرارية التدريب والممارسة.

الفوائد النفسية والعقلية لممارسة الرماية

تعتمد ممارسة رياضة الرماية اعتماداً كبيراً على القدرات الذهنية، والمهارات البدنية؛ لذا، لا بُدَّ للرُّماة المحترفين من معالجة المَهامّ الذهنية والعقلية أوّلاً، ثمّ إنجاز مهارات القُوَّة البدنية؛ لتحقيق أفضل النتائج، وبهذا، تنطوي ممارسة هذه الرياضة على العديد من الفوائد العقلية والنفسية، وفي ما يأتي أبرزها: 

تعزيز القدرات العقلية

تُعزِّز رياضة الرماية بعض العمليات والوظائف العقلية؛ فهي تجمع بين المنطق عند اختيار الطريقة المناسبة والوقت المثاليّ لإطلاق النار أو السَّهم، مع مراعاة عوامل عِدَّة، مثل: سُرعة الرياح، واتِّجاهها، وغيرها.

وتحتاج هذه الرياضة أيضاً إلى تركيز عالٍ؛ لتحقيق أفضل النتائج، واستخدام الرياضيات؛ لمعرفة البُعد المُستهدَف، وطريقة ضبط مركز الهدف، وحساب عدد الطلقات أو الأسهُم في المخزن، إضافة إلى التفكير الإبداعي المتعلِّق بكيفيَّة إصابة الهدف بدِقَّة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ العمليات العقلية السابقة كلّها تُساعد على تعزيز القدرات العقلية في مُعالَجة المَهامّ من خلال التدريب والممارسة؛ ممّا يؤثِّر إيجاباً في تحسين الإبداع، وزيادة التركيز، ليس أثناء ممارسة الرياضة فحسب، بل في مجالات الحياة كُلِّها أيضاً.

تقليل التوتُّر

يُعَدّ حمل أدوات الرماية، والتسديد على الأهداف، أو التنافس بين اللاعبين، من التجارب المثيرة التي تُعزِّز إنتاج هرمون الأدرينالين (Adrenaline) في الجسم، والذي يُعزِّز بدوره طاقة الجسم، ويزيد إفراز هرمون الإندورفين (Endorphin) المسؤول عن زيادة الشُّعور بالسعادة؛ ممّا يُقلِّل مشاعر التوتُّر والقلق، ويمنح الجسم مزيداً من الاسترخاء.

‍

ومن جهة أخرى، تساعد الرماية في تجنُّب الهموم أو المشكلات خلال التدريب، أو اللَّعِب، أو المنافسة؛ إذ تتطلَّب هذه الرياضة التركيز على المُعالَجة الذهنية للمَهامّ المطلوبة، والمهارات البدنية؛ لتحقيق الهدف، والحفاظ على السلامة، وتتطلَّب ممارستها اللَّعِب برفقة أشخاص تجمعهم بهم الاهتمامات ذاتها؛ ممّا يُساعد في تكوين علاقات جديدة بما ينعكس إيجاباً على الصحَّة النفسية.

ويُشار إلى أنّ هذه الرياضة تُمارَس عادةً في أماكن مفتوحة ومُتنوّعة؛ إذ إنّ ممارستها في أماكن طبيعية بين النباتات الخضراء، والأشجار، والحيوانات، يُقلِّل مُستَوَيات التوتُّر، ويُعزِّز الاسترخاء والتركيز، إلى جانب أنّ تجربة الرماية بالأسهُم -مثلاً- في الصحراء الواسعة قد يُحسِّن الحالة المزاجية، ويُصفّي الذهن.

تعزيز الثقة والشجاعة

تُعَدّ ممارسة الرماية وتعلُّمها وسيلة لزيادة شُعور الرامي بالقوّة والشجاعة والثقة؛ إذ ترتبط هذه المشاعر بقدرته على التحكُّم في أداة الرَّمي؛ كالسَّهم، أو البندقية؛ ممّا ينعكس إيجاباً على جوانب الحياة كافَّة، والتدرُّب على الرماية مع التحسُّن المُستمِرّ في المهارة والكفاءة والدِّقَّة بمرور الوقت يمنح الرامي شُعوراً بالإنجاز؛ ممّا يُعزِّز احترامه لذاته، ومن ثَمّ ثقته بنفسه.

الفوائد الاقتصادية لممارسة رياضة الرماية

تتطلَّب ممارسة الرماية الإنفاق لشراء أدوات الرماية المُتنوِّعة، وزيادة عدد الأشخاص الذين يُمارسون هذه الرياضة تعني فتح أسواق جديدة لعرض السِّلَع والخدمات المُرتبَطة بها؛ ممّا يستدعي الحاجة إلى المزيد من الأيدي العاملة، وفي الوقت ذاته، الحصول على إيرادات مالية تُعزِّز اقتصاد الدولة، أمّا الضرائب المدفوعة لشرائها فتدخل ضمن الميزانية الحكومية؛ لتغطية الخدمات الصحِّية، والتعليمية، وغيرها.   

 المراجع

[1] ripeinsurance.co.uk, 5 reasons why shooting can be surprisingly good for your health
[2] preciholesports.com, Mental & Physical Health Benefits of Shooting Sport
[3] agirlandagun.org, Top 10 Health Benefits of Shooting
[4] basc.org.uk, The benefits of shooting
[5] eley.co.uk, five mental and physical health benefits of shooting sports