جار التحميل...
يجب أن تتمتَّع الخيول المُخصَّصة لرياضة القفز الحواجز بالقدرة على القفز إلى ارتفاعات مُتنوِّعة وبسُرعات مختلفة، وأن تمتلك قدرة عالية على التحمُّل؛ للاستمرار في المنافسة، فضلاً عن التوازن الجيِّد والطاعة اللازمة أثناء التدريب.
وعند اختيار الخيل المناسب، لا بُدّ أيضاً من مراعاة عوامل عِدَّة، مثل: اختيار السُّلالة المناسبة التي تتمتَّع بقدرات عالية في القفز، والتحقُّق من أنّ عُمر الخيل وحالته الصحّية يتناسبان مع مُتطلَّبات هذه الرياضة.
ويجدر بالذكر أنّ الخيول ذات المهارات المُتوسِّطة يُمكنها عادةً القفز إلى ارتفاعات تصل إلى نحو متر واحد، بينما يمكن للخيول المُحترِفة والمُدرَّبة أن تقفز إلى ارتفاع يتراوح من متر ونصف إلى مترَين.
يتطلَّب تدريب الخيل خبيراً مُحترِفاً؛ لضمان إتقان مهارة الترويض التي تُعَدّ أساساً في رياضة القفز على الحواجز؛ ممّا يُحقِّق قَفزاً آمِناً دون وقوع أيّ ضرر للفارس أو الخيل.
وينبغي على المُدرِّب تعليم الفارس طريقة الجلوس الآمِنة والمُريحة والمُتوازنة على السَّرج، مع تجنُّب الضغط الشديد أو الضعيف الذي قد يتسبَّب في إسقاطه، إضافة إلى تعليمه طريقة الاستعمال الصحيح للِّجام؛ لتتناسق حركته مع حركة الخيل عندما يمدّ رقبته عند القفز، واستخدام قدمَيه للتحكُّم بدِقَّة في الخيل ودعم نفسه، فضلاً عن إتقان طريقة استخدام اللّجام؛ لتوجيه الخيل بفاعلية دون دون إيذاء فمها.
ومن المُهِمّ تدريب الخيل تدريجياً؛ بحيث يبدأ بتعليمها المشي والهرولة والجري فوق أعمدة قصيرة قبل تدريبه القفز فوق الحواجز.
قد تختلف المُعدّات الأساسية لرياضة قفز الحواجز باختلاف الجهة المُنظِّمة للتدريب أو السِّباق؛ فقد تفرض بعضها ألواناً خاصَّة ومُعدّات أخرى إضافية.
من المُعدّات الأساسية للخيل في رياضة قفز الحواجز السَّرجُ الذي يُعرَف بسَرج القفز، ويُشترَط أن يُمنَح الفارس نطاقاً واسعاً للحركة بما يُسهِّل عليه استخدام ساقَيه ليُقدِّم الدَّعم اللازم للخيل، إلى جانب وسادة السَّرج التي تُستخدَم؛ لامتصاص الصدمات الناتجة عن الهبوط بعد القفز، وأخيراً حزام القفز الذي يُثبِّت السَّرج في مكانه تثبيتاً آمِناً.
ولا بُدّ من استخدام الصدرية للخيل؛ بهدف التحكُّم في حركته بفاعلية، واستخدام اللّجام بأنواعه المختلفة؛ لتعزيز تواصُل الفارس مع الخيل، والحفاظ على توازنه؛ بإصدار الأوامر اللازمة للخيل.
ويجري أيضاً استخدام أحذية واقية (Bell Boots) للخيل؛ بهدف حمايتها، وخاصَّة إن كانت أقدامها الخلفية عُرضة للاصطدام بأقدامها الأمامية، وتُستخدَم أحذية الكاحل (Fetlock Boots) لأرجل الخيل الخلفية؛ لحمايتها من الاصطدام بالحواجز.
وفقاً لمعايير الاتِّحاد الدولي للفروسية (FEI)، على الفارس ارتداء خوذة؛ للحفاظ على سلامته، مع التأكيد على ارتدائها في أوقات ركوب الخيل جميعها، بما فيها أوقات التمرين والإحماء، ويُوصى بارتداء سُترة سوداء، أو زرقاء داكنة، أو خضراء داكنة، أو ما يُشابهها من الألوان المُحافظة القاتمة.
أمّا سراويل الفارس، فلا بُدّ أن تكون مريحة، وذات ألوان مُحايِدة، ومناسبة للجسم؛ بحيث لا تكون ضَيِّقة، بينما لا بُدّ أن يكون الحذاء مُريحاً وطويلاً، وذا ألوان غامقة؛ كالأسود، أو البُنّي، وأن يُراعي معايير السلامة التي قد تختلف قليلاً باختلاف الجِهة المُنظِّمة.
على الفارس الالتزام بقوانين قفز الحواجز، والتي قد تختلف باختلاف الجهة المُنظِّمة، وتشمل معايير مُحدَّدة، مثل: ارتفاع مدى القفز، والوقت والمَسار المُحدَّدَين.
ويتعيَّن على الفارس والخيل عدم إسقاط الحواجز، واستخدام مُعدّات مناسبة ومُطابقة للقوانين أثناء السِّباق، وقد تُفرَض بعض الإجراءات الجزائية التي قد تصل إلى الإقصاء من المنافسة عند سُقوط الخيل أو الفارس مثلاً أثناء السِّباق.
وتأتي الحواجز في مسابقات قفز الحواجز بأنواع وأشكال عِدَّة، أبرزها الحواجز العرضية، ويختلف ارتفاع الحواجز وصعوبتها؛ وفقاً لمُستَوى التقدُّم في المنافسة، أمّا ارتفاعها فيختلف باختلاف المسابقات، ويتراوح عادةً بين 100-140 سم.
لممارسة رياضة القفز على الحواجز، لا بُدّ من الاهتمام بمراحلها المختلفة، وهي على النحو الآتي:
تتمثَّل هذه المرحلة باستعداد الفارس والخيل للقفز؛ إذ ينبغي أن يكون الفارس على خَطّ مستقيم باتِّجاه السِّياج أو الحاجز، ويتميَّز بالسرعة والطاقة المناسبتَين للقَفز بنجاح، ولا بُدّ أن يكون الخيل مُتوازناً ومُطيعاً لتمكين الفارس من ضبط طول خطوته عند اللُّزوم، وفي هذه المرحلة، ينخفض رأس الخيل قليلاً؛ لرؤية الطريقة المناسبة للإقلاع.
تُعَدّ هذه المرحلة بداية القفز اليي يبتعد فيها الخيل عن الأرض؛ إذ يدفع نفسه باستخدام ساقَيه الخلفيَّتَين، ويرفع ساقَيه الأماميَّتَين إلى أسفل صدره، وفي هذه الأثناء، يرفع الفارس جسده قليلاً عن السَّرج، ويثني وركَيه؛ للحفاظ على توازُنه، وتجدر الإشارة إلى أهمّية حفاظه على ثبات جسمه، ووضع يدَيه على رقبة الخيل؛ لتجنُّب سَحب فم الخيل وإصابته أثناء القفز.
وفي هذه المرحلة، يكون الفارس والخيل في الهواء فوق الحاجز؛ ممّا يعني أنّ على الفارس الحفاظ على ثبات جسمه؛ لتجنُّب السقوط، والنظر نحو الأمام مباشرة، مع توجيه الخيل باستخدام اللّجام إذا لزم الأمر، فإذا كان الحاجز التالي يقع على مُنحَنى مثلاً، فلا بُدّ من استخدام اللّجام والنظر مباشرة باتِّجاه الحاجز؛ لتحضير الخيل للمرحلة المُقبِلة.
بعد اجتياز الحاجز، يكون الحصان في مرحلة الهبوط؛ لذا، لا بُدّ على الفارس من الحفاظ على ثبات جسمه؛ لتفادي الارتطام برقبة الحصان، وضبط توازن الحصان عند الهبوط؛ ليتمكَّن من العودة إلى وضعه الطبيعي بأمان، والاستعداد للخطوة التالية.
في هذه المرحلة، تنتهي القفزة، ويعدو الخيل من جديد، وهنا، يُمكن للفارس استعادة التوازن والطاقة اللازمة له ولخَيله، والتأكُّد من إمكانية التواصل معه من جديد، ومن استجابته للأوامر؛ للتمكُّن من القفز فوق حاجز آخر.
وختاماً، تُعَدّ رياضة قفز الحواجز من الرياضات المُنتشِرة بكثرة في دولة الإمارات، وفي إمارة الشارقة تحديداً؛ إذ يُنظِّم نادي الشارقة للفروسية بالتعاون مع اتِّحاد الإمارات للفروسية باستمرار بطولات مَحلّية ودولية؛ ممّا يُعزِّز مكانة إمارة الشارقة بوصفها مركزاً رياضيّاً بارزاً يعكس الاهتمام بهذه الرياضة.
المراجع
[1] farmhousetack.com, What Is Show Jumping? The Ultimate Guide for Beginner Equestrians
[2] rjclassics.com, The Ultimate Guide to Show Jumping
[3] horserookie.com, Horse Show Jumping: A Complete Beginners Guide
[4] ranvet.com.au, Five Phases of a Jump
[5] horseandcountry.tv, Showjumping for beginners: How to get into the sport