تعتبر إمارة الشارقة منارة للتنمية المستدامة في المنطقة، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبدعم جهود مؤسسات حكومية وخاصة تسعى جاهدة لتحقيق التنمية المستدامة، ومن أبرز هذه المؤسسات، تأتي "بيئة" لتلعب دورًا محوريًا في هذا الصدد.
وأود الإشارة إلى أن "بيئة" نجحت، من خلال جهودها المتواصلة على مدار أكثر من 15 عامًا، في تحقيق إنجازات بارزة في مجال إدارة النفايات، حيث تمكنت من تحويل 90% من النفايات إلى طاقة بإمارة الشارقة بعيدًا عن المكبات.
ويضع هذا الإنجاز إمارة الشارقة في صدارة المدن العربية في هذا المجال، ويعكس مدى التزام "بيئة" برؤية القيادة الرشيدة، وحرصها على بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
فكيف استطاعت مجموعة بيئة تحقيق هذا النجاح الكبير؟ تكمن الإجابة في عدة عوامل، منها إنشاء نظام متكامل لإدارة النفايات، ابتداءً من جمعها وصولًا إلى إعادة تدويرها ومعالجتها واستعادة المواد، مما يعزز مفهوم الاقتصاد الدائري، ويتجلى ذلك في خدمات جمع النفايات المتقدمة ومجمع بيئة لإدارة النفايات الذي يضم أكثر من 12 مركزاً متطوراً لإعادة التدوير.
وتعتبر محطة تحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة نموذجاً بارزاً لجهود "بيئة" المستمرة في تعزيز الاستدامة وتشجيع العمل البيئي والاقتصاد الدائري ودعم الأهداف البيئية للإمارة، حيث ساهمت بشكل كبير في رفع معدلات تحويل النفايات بعيداً عن المكبات لتصل إلى 90%.
وتُنتج المحطة النوعية، بالتعاون مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، 30 ميجاوات من الطاقة سنوياً، ما يكفي لتزويد 28 ألف منزل في إمارة الشارقة بالكهرباء.
كما تساهم المحطة في معالجة 300 ألف طن من النفايات التي كانت تذهب كلها إلى مكبات النفايات، وتقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة بمقدار 450 ألف طن، مما يدعم جهود تعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة.
ونظراً لأهمية التقنيات الحديثة ودورها المحوري، اعتمدت "بيئة" على أحدث الابتكارات في مجال إدارة النفايات، مثل الذكاء الاصطناعي، وتداول النفايات عبر المنصة الإلكترونية، وأنظمة التحليل المتقدمة، مما ساهم في تحسين كفاءة العمليات واتخاذ القرارات بشكل أكثر دقة.
كما بادرت المجموعة ببناء شراكات قوية مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، مما ساهم في تضافر الجهود وتوحيد الرؤى.
ونظراً للدور المحوري للمجتمع، أولت مجموعة بيئة اهتمامًا كبيرًا بتوعية المجتمع بأهمية فرز النفايات وإعادة التدوير، وذلك من خلال حملات توعية واسعة النطاق، وابتكار برامج تعليمية توعوية للأطفال والشباب.
إن نجاح "بيئة" في تحويل النفايات إلى ثروة، ليس مجرد إنجاز بيئي، بل هو إنجاز اقتصادي واجتماعي أيضًا، فقد ساهمت هذه الجهود في خلق فرص عمل جديدة، وتوفير طاقة نظيفة، والحفاظ على البيئة، وتحسين جودة الحياة للمجتمع.
دور مجموعة بيئة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
تساهم جهود "بيئة" بشكل مباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تبنتها الأمم المتحدة، لا سيما الأهداف المتعلقة بالطاقة المتجددة، والصحة والازدهار، والمدن، والمجتمعات المستدامة، والإنتاج والاستهلاك المسؤول.
مستقبل واعد
مع استمرار جهود "بيئة"، يمكننا أن نتطلع إلى مستقبل أكثر استدامة للشارقة، حيث يتم تحويل النفايات بالكامل إلى موارد قيّمة، وتصبح الإمارة نموذجًا يحتذى به في المنطقة والعالم في مجال إدارة النفايات.
ختامًا، يمكن القول:" إن "بيئة" تلعب دورًا حيويًا في بناء مستقبل مستدام للشارقة، وهي شريك رئيسي في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة".
ونحن على ثقة بأن جهودها المتواصلة ستساهم في تعزيز مكانة الشارقة كمركز للابتكار والاستدامة في المنطقة.