جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

آثار مليحة.. قصص الماضي تلهم الحاضر وتبني المستقبل

آثار مليحة.. قصص الماضي تلهم الحاضر وتبني المستقبل
download-img
بمناسبة 'اليوم العالمي للآثار'، نحتفي بالجهود القيمة لمن كرَّسوا حياتهم لاكتشاف قصص ماضينا المشترك. من علماء الآثار والباحثين والمجتمعات المحلية، التي كشفت بالدليل العلمي جوانب من حياة من خاضوا هذه المغامرة قبلنا في هذه المنطقة.
هذه الجهود ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على تراثنا وضمان استمرار سرديات الحضارات القديمة في إلهامنا وإثارة فضولنا، وساعدت جميع الساعين على فهمها. إنهم حراس التاريخ، وحملة شعلة الشغف بالاكتشاف، التي من واجبنا أن تظل متقدة، لتحمل حكايات التاريخ للأجيال القادمة.

ربما يكون البعد الأكثر أهميةً في علم الآثار هو ذلك الذي يتجاوز عملية اكتشاف دليل محدَّد من الماضي، ويأخذنا إلى مساحات نتعرف فيها على تاريخ عالمنا وجوهر إنسانيتنا. إذ تُعلّمنا قصص أجدادنا، التي نكتشفها ونجمع أركانها واحدة تلو الأخرى، دروساً قيمة حول قدرة الإنسان على التغلب على الشدائد وتجاوز التحديات. فتكشف القطع والبقايا الأثرية، التي يستخرجها أفراد كرّسوا أوقاتهم وشغفهم وحياتهم لهذا المجال، كيف استطاعت الحضارات والثقافات القديمة التغلب على ظواهر تشبه كثيراً ما نعايشه اليوم، مثل تغيّر المناخ وندرة الموارد والاضطرابات الاجتماعية. ومن خلال فهم استراتيجياتهم في النجاة والبقاء ودراسة تجاربهم، يمكننا استخلاص الحكمة اللازمة لإنقاذ عالمنا المعاصر.

تشكّل مليحة كنزاً حضارياً متجذراً عبر التاريخ والعصور. تقع وسط الكثبان الرملية الذهبية والصخور الأحفورية في قلب إمارة الشارقة، وتقف شاهدة على إبداعات البشرية التي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام. وتتردد فيها أصداء أجدادنا عبر الزمن، لتذكرنا برحلتنا المشتركة عبر العصور، انطلاقاً من العصر الحجري القديم والحديث، مروراً بالعصر البرونزي والحديدي، إلى عصور ما قبل الإسلام، وصولاً إلى العصر الحديث.

أثبتت الاكتشافات الأثرية أن مليحة كانت موطناً سكنه الأجداد بعد رحلاتهم من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية وأوروبا وشرق آسيا، وغيرها من مناطق العالم، وفي ظل ذروة العصر الجليدي، تكوّن جسر بري بسبب امتصاص الصفائح الجليدية لمياه البحار والمحيطات، مما شجّع البشر الأوائل على عبور المساحات  التي تشكّلت بين القارات واستكشاف آفاق جديدة، وهنا في البيئة الخصبة التي سبقت تشكّل رمال الصحراء، تم اختراع أدوات حجرية سردت لنا قصص الشجاعة والبطولة، مؤكدة أن مليحة لم تكن مكاناً للاستراحة على المدى القصير، وإنما قاعدة أساسية شكّلت حجر أساس في رحلتنا البشرية المشتركة.

إن شغفي بفن السرد القصصي ساعدني على فهم السرديات التي كشفتها بعثات الآثار، فكما يصحب كل كتاب القراء في رحلة عبر الزمن إلى عالم الخيال، تروي القطع والبقايا الأثرية التي تم اكتشافها في مليحة حكاية شيقة عن التاريخ البشري، حيث يُعد كلٌّ من الأدب وعلم الآثار أدوات فعالة لفهم عالمنا، وأنفسنا، تعزز التزامنا بالحفاظ على هويتنا الثقافية وإثراء سردياتنا الجماعية. 
 
حول المؤلف
الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي

الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي

الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي هي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات.
وهي عضو الأسرة الحاكمة في الشارقة، الإمارة الثالثة من حيث المساحة بين الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاءت في المرتبة 34 ضمن قائمة مجلة فوربس - الشرق الأوسط لأقوى 200 سيدة عربية لعام 2014.
تحمل الشيخة بدور درجة البكالوريوس في علم الآثار و الانتروبولوجي مع مرتبة الشرف من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، ودرجة الماجستير في الانثروبولوجيا الطبية من كلّية لندن الجامعية، كما أكملت بنجاح دورات تدريبية في النشر من جامعتي كولومبيا وييل في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشيخة بدور القاسمي هي نائب رئيس مجلس إدارة نادي سيدات الشارقة، ورئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، ورئيس اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلا حدود.
في العام 2007، أسست كلمات، أول دار نشر متخصصة بإصدار القصص والكتب العالية الجودة باللغة العربية للأطفال في دولة الإمارات.
وهي من الداعين إلى تعزيز دمج التكنولوجيا في التعليم بالمدارس ورياض الأطفال، وقادت توسعة مجموعة كلمات لتضم حروف للنشر التعليمي، وهي مؤسسة تابعة للمجموعة، تهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في المدارس بطريقة مبتكرة تعتمد على التطبيقات الذكية.
وقد وقعت "حروف" اتفاقية تعاون مع سامسونج في عام 2013 لتوفير الأجهزة الكفية والهواتف الذكية والتطبيقات الخاصة بها في المدارس ورياض الأطفال.
والشيخة بدور هي المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، والتي حصلت في العام 2012 على عضوية كاملة في الاتحاد الدولي للناشرين.
وفي أكتوبر من العام 2014، باتت أول امرأة عربية يتم إنتخابها لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين.
وهي المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني للمجلس الدولي لكتب اليافعين.
والشيخة بدور القاسمي هي رئيس اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلاحدود, مبادرة انطلقت برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة تهدف لنشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية القراءة و الثقافة العامة.
وتقديراً لمساهماتها في مجال الأدب العربي، حصلت الشيخة بدور على جائزة "شخصية العام" لمهرجان طيران الإمارات للآداب 2013، وجائزة "شخصية العام" لجائزة الشارقة للتميّز التربوي لعام 2013.
وفي العام 2014، حصلت على جائزة المرأة العربية لفئة التعليم.
كما تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في قطاع الأعمال العائلية في العام 2014، حيث حلت في المركز 34 في قائمة مجلة فوربس - الشرق الأوسط، تقديراً لدورها في تأسيس وإدارة مجموعة كلمات.
كما حصلت على جائزة شخصية العام في قطاع السياحة بالنسخة الأولى من هذه الفئة التي أطلقتها هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وقدمتها للشيخة بدور خلال حفل تسليم جوائز الشارقة للتميّز السياحي 2013.

October 20, 2024 / 5:12 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.