دول العالم الأفضل للعيش فيها

تالياً مجموعة من هذه الدول وأهم المزايا التي تتمتع بها، مع تركيزٍ خاص على فرص العمل، والوضع الاقتصادي، والأجور، والخدمات، مع التأكيد على أنّ هناك معايير أخرى ومزايا تتمتع بها هذه الدول غير تلك المذكورة. 

دولة الإمارات العربية المتحدة

تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى إقليمياً و32 عالمياً في قائمة أفضل دولة للعيش حول العالم وفقاً لنتائج مؤشر (Statehood Index StIx)، حيث تتمتع الإمارات بالعديد من المزايا والمقومات التي تجعل منها وجهة مثالية للعيش والاستقرار.

فعلى صعيد فرص العمل مثلاً، تحرص الدولة على استقطاب العمال والموظفين من أصحاب الكفاءات للعمل في مختلف القطاعات، كما يمكن البحث عن عمل في الإمارات بكل سلاسة وسهولة، حيث توفر الجهات الرسمية المعلومات، وخدمات وبوابات التوظيف الإلكترونية في مختلف إمارات الدولة؛ مثل موقع التوظيف الإلكتروني للحكومة الاتحادية في الإمارات العربية المتحدة.

أيضاً، تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة ثالث أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وقد حلّت في المرتبة السابعة ضمن قائمة أول 10 دول في مؤشر نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي لعام 2022، حيث بلغ  48.95 ألف دولار أميركي في هذا العام ليُسجل ارتفاعاً بنسبة 12.63% مقارنة بعام 2021 الذي بلغ فيه نصيب الفرد 43.46 ألف دولار أميركي. 

ومن الجدير بالذكر أنّ عدد المقيمين في الإمارات يفوق عدد المواطنين، وعلى الرغم من أنّ متوسط الأجور في الدولة يعتمد على العديد من العوامل؛ مثل التعليم والخبرات، إلا أنّ دولة الإمارات تحمي حقوق العاملين في أراضيها، وتتيح لهم التواصل مع وزارة الموارد البشرية والتوطين عند مواجهة أي عقبات تتعلق بالعمل.

من الميزات الأخرى التي تجعل من دولة الإمارات وجهة مثالية للمعيشة توفر الخدمات بمختلف أشكالها؛ التعليمية منها والصحية، بالإضافة إلى الاتصالات، والخدمات المالية والمصرفية، والتقنية، والترفيهية، وتوفر الخدمات الحكومية على مدار الساعة عبر تطبيقات الهواتف الذكية، كما أطلقت الحكومة البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، وذلك من منطلق حرصها على الارتقاء بجودة الحياة في مختلف قطاعات الدولة للمواطنين والمقيمين على حدّ سواء.

سلطنة عُمان

حلّت سلطنة عُمان المرتبة 48 عالمياً، والثانية إقليمياً في قائمة أفضل دولة للعيش حول العالم، فهي من أكثر دول العالم أماناً للوافدين بحسب استطلاع (Expat Insider) لعام 2023.

ووفقاً لاستطلاع (InterNations Expat Insider) لعام 2023، صُنفت سلطنة عُمان كواحدة من أفضل الدول للعيش والعمل بالنسبة للمقيمين، وذلك بناءً على عدة مقوماتٍ، من أهمها تميز جودة الحياة، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة، والوضع المالي الشخصي، ومستوى الأمن والرعاية الصحية.

تعتبر قوة الاقتصاد من المقومات الأخرى التي تجعل سلطنة عُمان من أفضل الأماكن للعيش؛ حيث يتميز الاقتصاد العُماني بنموه المتواصل، ومستويات التضخم المنخفضة، وقد شهد إجمالي الناتج المحلي الفعلي في السلطنة في عام 2022 نمواً بلغت نسبته 4.3% نتيجة ازدهار قطاع النفط والغاز.

علاوةً على ذلك، بلغ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي لعام 2022 في سلطنة عُمان 20.150 ألف دولار أميركي، متمثلاً بزيادة قدرها 12.26% مقارنة بأرقام عام 2021، التي وصل فيها نصيب الفرد إلى 17.950 ألف دولار أميركي.

أما الحدّ الأدنى للأجور، فيبلغ 325 ريالاً عُمانياً في الشهر وفقًا للبيانات المتاحة على موقع (Trading Economics)؛ أي ما يعادل 844 دولاراً أميركياً تقريباً، وذلك بحسب تقديرات عام 2023.

وبالنسبة للخدمات في عُمان، فهي تشمل مختلف القطاعات، بما فيها المرافق السكنية الجيدة، والرعاية الصحية، والتعليم، كما أنّ أسعار الطعام، والمواصلات المحلية، والمرافق العامة معقولة، ويتسم المجتمع في عُمان بالتنوع واحترام الآخرين، علمًا بأن الوافدين غير العمانيين يشكلون ما نسبته 43% تقريباً من إجمالي عدد سكان السلطنة.

دولة قطر

تحلُ دولة قطر المرتبة 52 عالمياً في قائمة أفضل دولة للعيش حول العالم،  وتتصدر أيضاً المرتبة الثالثة إقليمياً بحسب نتائج القائمة، وهذا ما تؤكده أيضاً نتائج استطلاع "Expat Explorer" الذي أجراه بنك إتش إس بي سي (HSBC)‏، والتي صنفت قطر ضمن أفضل عشر دول للعيش والعمل للوافدين لعام 2021.

تمتاز قطر بتوفر فرص العمل، وانخفاض معدلات البطالة التي بلغت نسبتها في البلاد في الربعين الرابع والثالث من عام 2022 ما نسبته 0.1%، مما يعني أنّ هناك فرصة جيدة للحصول على وظيفة بالنسبة للباحثين عن عمل في قطر.

يمكن البحث عن فرص العمل في قطر بسهولة، فهناك العديد من الطرق المتاحة للمهتمين، والتي يمكنهم من خلالها العثور على ما يناسبهم؛ مثل وكالات التوظيف، ومعارض الوظائف، والصحف، والمنصات على الإنترنت مثل لينكد إن (LinkedIn).

وفي عام 2023، حققت قطر المرتبة الخامسة عالمياً في الأداء الاقتصادي، بينما بلغ الحدّ الأدنى للأجور 1000 ريالٍ قطري، أي ما يعادل 275 دولاراً أميركياً تقريباً، كما يحظى العاملون في قطر ببدلات طعام وسكن لا تقل عن 300-500 ريال قطري يلتزم أصحاب العمل بدفعها على التوالي.

بالمقابل، بلغ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي لعام 2022 في دولة قطر  70.500 ألف دولار أميركي، بزيادة قدرها 13.04% عن نصيب الفرد في عام 2021 الذي وصل إلى 62.370 ألف دولار أميركي.

أما فيما يخص الخدمات، فهي منتشرة في قطر وبجودة عالية، بما في ذلك خدمات الصحة والتعليم، كما يقدم ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي منصة خاصة للخدمات الحكومية في قطر، ليستفيد منها الأفراد، والجهات الحكومية، والأعمال، ولضمان تنفيذها بكل سهولة ويسر.

دولة الكويت

تبوأت دولة الكويت المركز 60 عالمياً والرابع إقليمياً في قائمة أفضل دولة للعيش حول العالم، ولطالما كانت الكويت، ومنذ عقود من الزمن من الوجهات المفضلة بالنسبة للأفراد الباحثين عن فرص الإقامة والعمل، ويُعزى السبب في ذلك إلى حدٍّ كبير إلى الازدهار الاقتصادي الذي تتمتع به البلاد، وفرص العمل التي تتيحها، بالإضافة إلى الأجور المرتفعة وطبيعة الضرائب.

بالنسبة لسوق العمل في الكويت، فإنّ هناك تركيزًا على استقطاب العمال ذوي الخبرة والمهارة، كما تشهد البلاد تزايداً سريعاً في فرص العمل في القطاعات غير النفطية؛ مثل المبيعات، والعقارات، والتسويق، وتطوير الأعمال؛ وذلك بسبب تمتع الكويت باقتصاد غني ومفتوح نوعاً ما، وقد قامت مجلة سي إي أو وورلد (CEOWORLD magazine) بتصنيفه كرابع أكبر اقتصاد خليجي من حيث الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022، كما أنّ نسبة البطالة في البلاد من أدنى المعدلات على الصعيد العالمي.

أما ضريبة الدخل في الكويت التي تعد من ميزات الإقامة في البلاد، فإن معدلها يبلغ صفر! حيث لا تُفرض على المقيمين هناك أي ضريبة.

ومن الأمور الأخرى التي تشجع الإقامة في الكويت العملة؛ فالدينار الكويتي أقوى عملة في العالم، والذي يساوي 3.26 دولارت أميركية، كما أنّ الحد الأدنى لأجور العمالة المنزلية الأجنبية في الكويت يبلغ 60 ديناراً كويتياً (195 دولاراً تقريباً)، بينما يبلغ الحدّ الأدنى للأجور للعمال الأجانب في القطاع الخاص 75 ديناراً كويتياً (244 دولاراً تقريباً).

أيضاً، بلغ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في الكويت لعام 2022 ما يصل إلى 39.570 ألف دولار أميركي، مسجلاً زيادة قدرها 17.14% مقارنة بعام 2021 الذي وصل نصيب الفرد فيه إلى 33.780 ألف دولار.

 وبالنسبة للسكن والخدمات الأخرى في الكويت، تتوفر في البلاد خيارات متنوعة تناسب مختلف متطلبات وميزانية المقيمين، فهناك أماكن سكن رخيصة ومريحة، كما أنّ بعض جهات العمل توفر المساكن للموظفين الأجانب، أما الرعاية الصحية في الكويت فهي تتراوح بين منخفضة التكلفة والمجانية للوافدين، كما أنّ بعض أصحاب العمل يوفرون تأميناً صحياً لهم.

المملكة العربية السعودية

احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الخامسة إقليمياً، و63 عالمياً في قائمة أفضل دولة للعيش حول العالم، وهي من أفضل الدول للعيش لما تقدمه من مزايا؛ مثل فرص التطور الوظيفي، وفرص السفر، بالإضافة إلى الرواتب المعفاة من الضرائب، علاوةً على ذلك، يمثل الوافدون من غير السعوديين جزءًا مهماً من التركيبة السكانية في المملكة، حيث يشكلون 36.4% من السكان وذلك بحسب الإحصائيات الرسمية لعام 2021.

بفضل اقتصادها المتطور، ورؤية السعودية 2030، ونمو الاستثمارات، توفر المملكة فرص عمل في مختلف المجالات، بما في ذلك وظائف القطاع النفطي، ومشاريع البنية التحتية، والقطاع الصحي، والقطاع المالي، والتكنولوجيا، وتجذب هذه الوظائف الأفراد المقيمين من مختلف الدول.

من المزايا الأخرى للعيش في السعودية أنّ الرواتب معفية من ضريبة الدخل الشخصي، كما أنّ الأجور عالية، ويحصل الموظفون عند انتهاء العقود الوظيفية على مكافأة نهاية الخدمة من صاحب العمل.

أما بالنسبة لنصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في المملكة العربية السعودية، فقد وصل في عام 2022 إلى 27.590 ألف دولار أميركي، مقارنة بـ 23.920 ألف دولار أميركي في عام 2021.

وبشكلٍ عام، يمكن القول أنّ تكاليف المعيشة في السعودية منخفضة نسبياً، كما أنّ خيارات الإقامة متنوعة وتناسب ميزانية واحتياجات المقيمين، أما نظام الرعاية الصحية في المملكة، فهو يوفر للمقيمين والمواطنين خدمات الرعاية الصحية المجانية.

أفضل دول أخرى في العالم للعيش

فيما يلي استعراض لبعض الدول التي تصدّرت مراكز متقدمة في قائمة مؤشر (Statehood Index StIx)، وتعتبر من أفضل الوجهات في العالم للمعيشة وجودة الحياة:

النرويج 

تتصدر مملكة النرويج المرتبة 7 عالمياً في قائمة أفضل دولة للعيش حول العالم، فهي تتفوق في العديد من الأمور التي يطمح إليها الباحثون عن أفضل الدول للمعيشة، بما في ذلك جودة الحياة، والوظائف، والتوازن بين الحياة والعمل، والتعليم، والصحة، والأمن والسلامة.

ومن الأمثلة على المميزات التي تشجع على العيش فيها أنّ متوسط نصيب الفرد من صافي الدخل المعدّل للأسرة المعيشية يبلغ 39144 دولاراً أميركياً سنوياً، كما أنّ فرص العمل متاحة، ويعمل ما نسبته 75% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 64 عاماً في النرويج في وظيفة مدفوعة الأجر، فضلاً عن تقدم قطاعي الصحة والتعليم في البلاد، وارتفاع متوسط العمر المتوقع ليبلغ 83 عاماً، وارتفاع تقييم مستوى الرضا العام عن الحياة في النرويج مقارنة بالدول الأخرى في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، حيث يبلغ 7.3 من 10 في المتوسط. 

ألمانيا 

في المرتبة 10 في قائمة أفضل دولة للعيش حول العالم هناك ألمانيا، المعروفة بأنها من الوجهات المفضلة للعيش في الخارج؛ بسبب ما تقدمه للأفراد من امتيازات، فضلاً عن طبيعة العيش فيها، ومن أبرز هذه المزايا متوسط نصيب الفرد من صافي الدخل المعدّل للأسرة المعيشية البالغ 38971 دولاراً أميركياً سنوياً، وتكاليف المعيشة الشهرية التي تعد أرخص نسبياً من بقية دول أوروبا الغربية، وتتراوح ما بين 1698 - 3561 يورو (أي ما يعادل 1859 - 3898 دولاراً أميركياً تقريباً).

تتوفر في ألمانيا فرص عمل ممتازة للوافدين، وهناك تزايدٌ مستمر في الوظائف التي تعتمد على اللغة الإنجليزية، وارتفاع في مستوى الأمن والسلامة في البلاد، إلى جانب تقدم قطاعي التعليم والصحة، ومن الجدير بالذكر أنّ متوسط العمر المتوقع في ألمانيا يبلغ 81 عاماً تقريباً، بينما يبلغ تقييم مستوى الرضا العام عن الحياة هناك 7.3 من 10 في المتوسط أيضاً.

السويد 

تقع السويد في المرتبة 14 عالمياً في قائمة أفضل دولة للعيش، فهي واحدة من أسعد الدول في العالم، وتوفر للمقيمين على أراضيها العديد من الامتيازات، بما في ذلك المستويات الممتازة في الاقتصاد، والتعليم، والصحة، إلى جانب حرصها على تحقيق التوازن للأفراد بين الحياة والعمل.

يبلغ متوسط نصيب الفرد من صافي الدخل المعدّل للأسرة المعيشية في السويد 33730 دولاراً أميركياً سنوياً، كما يعمل حوالي 75% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 64 عاماً في السويد في وظيفة مدفوعة الأجر، منهم 1% فقط يعملون لساعات طويلة جداً، وتوفر الدولة للقاطنين على أراضيها رعاية صحية ممتازة، وتعليماً متقدماً، وتتميز أيضاً بارتفاع متوسط العمر المتوقع (83 سنة تقريباً)، كما أنّ تقييم مستوى الرضا العام عن الحياة هناك مماثلٌ للنرويج وألمانيا، ويبلغ  7.3 من 10 في المتوسط.