جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
نظم أمسية بمشاركة أدباء ونقاد أشادوا بإنتاجه الثري

النادي الثقافي العربي في الشارقة يستذكر الأديب الراحل عزت عمر

03 فبراير 2024 / 3:08 PM
صورة بعنوان: النادي الثقافي العربي في الشارقة يستذكر الأديب الراحل عزت عمر
download-img
ماريا محيي الدين تتوسط الدكتور عمر عبد العزيز ونواف يونس خلال الأمسية
أحيا النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية استذكارية للمرحوم الناقد عزت عمر الذي رحل عن عالمنا منذ أسابيع قليلة، بعد عمر مكثف من العطاء الأدبي والنقدي أثرى فيه الساحة الأدبية الإماراتية والعربية بعدة إصدارات قيمة.
الشارقة 24:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية استذكارية للمرحوم الناقد عزت عمر الذي رحل عن عالمنا منذ أسابيع قليلة، بعد عمر مكثف من العطاء الأدبي والنقدي، أثرى فيه الساحة الأدبية الإماراتية والعربية بإصدارات قيمة، وتحدث في الأمسية الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، ونواف يونس مدير تحرير مجلة الشارقة الثقافية، وأدارتها ماريا محيي الدين، بحضور أسرة المرحوم، وشهدت مداخلات من عدد من الأدباء أصدقاء المرحوم الشهود على تاريخه الأدبي والشخصي.

وشهدت الأمسية، تقديم عرض تسجيلي عن حياة المرحوم عزت عمر، الذي ولد بمدينة منبج السورية، وتخرّج في جامعة حلب عام 1977، وهو عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومحرر صحافي في مجلة الشارقة الثقافية، وعمل في لجان تحكيم أدبية كثيرة على مدى عدة عقود، حصل على جائزة معرض الشارقة لأفضل كتاب عن الإمارات عام 2019، وقد ألف نيفاً وعشرين كتاباً أغلبها عن السرد الإماراتي، ومنها: رواية "قفص يبحث عن عصافير"، فضلاً عن مجموعتي قصص للأطفال "النوافذ الذهبية" و"أجنحة الفراشات"، وسلسلة روايات الناشئة "غسّان"، وفي النقد: "مرايا البحر" و"توجّهات الخطاب السردي في الرواية الإماراتية والعربية"، و"سوسيولوجيا النص السردي الإماراتي"، و"أثر الحداثة وما بعدها في النصّ السردي الإماراتي "، و"ناصر جبران، ألق الكتابة وقلق الفنان".

واستهلت ماريا محيي الدين الأمسية بالقول: هو كوكب هوى، لكنه يعلم مساره فهو حين يرحل يترك أثره؛ لأنه من منابع النور والضياء والمعرفة، إليك أيها المُلهَم إلى مجاهل علم الجمال ومكنونات الحب والحياة، عزت عمر، رحيلك أخبرني أن الحياة طريق سريعة يمر بها الأوفياء المخلصون؛ ليتركوا في قلوبنا أثراً جميلاً، فيأتي الموت ليسرق منا ضياء أعينهم يرحلون ويتركون في القلب غصة، وفي الروح حرقة وفي العين ألف ألف دمعة، وحين تطيب ذكراهم يبقى الدعاء أجمل حديث "اللهم روح وريحان وجنة نعيم"، كنت أقرأ مقالته النقدية المنشورة في عدد يناير من الشارقة الثقافية سعيدةً بكل حرف، شغوفةً بكل كلمة، ازداد امتلاءً من معرفته الآسرة حتى وقعت عيني على مربعٍ صغير، ينعى رحيله كل ما أتذكره أنني همتُ على وجهي، يممتُ إلى مكتبه لأكذّب ما قرأته عيناي وشريط الذكريات يوقظ كل صوره البهية، لم أجده، تعثرت خطواتي بوابل دموعي، لا أتذكر سوى ارتجافات أنفاسي، ودموعي المنهمرة من فيض تقديري وحبي له.

من جهته، أكد الدكتور عمر عبد العزيز، في شهادته عن المرحوم، أنه كان يمتلك ذائقة نقدية جمالية راسخة، وعلى معرفة بجملة المفاهيم الحداثية وله فهم عميق للتاريخ، ما أعطاه قدرة على سبر أغوار النصوص واجتراح مفاهيم تخصه، وقد شكل رافداً من روافد النقد ووجهاً من أوجه التلاقي الثقافي العربي على الإماراتية.

أما نواف يونس، فاستهل شهادته بقوله إن المثقف الحقيقي هو الذي يؤثر في محيطه ويتأثر به، وتلك هي حال المرحوم عزت عمر، لقد التقيته في عام 1990 في القسم الثقافي في صحيفة الخليج، عندما كانت الساحة الثقافية في الإمارات في أوج تشكلها وحركيتها، وقد نشرت له "الخليج" روايته الأولى "قفص يبحث عن عصافير" على حلقات، واستكملنا التواصل في اتحاد الكتاب الذي انضم إليه عزت عمر، وبدأ نشاطه المكثف فيه، برؤية نقدية تواكب الإبداع الأدبي في الإمارات، وتفسح مجالاً واسعاً للشباب نقداً وتوجيهاً، ثم كانت المرحلة الثانية من لقائنا عندما شكلت أنا وهو وحسين درويش وناصر جبران ومجموعة من الكتاب الآخرين، مجموعة نقاشية فكنا نلتقي دورياً، ونناقش الأطروحات الثقافية والمفاهيم الفكرية المطروحة على الساحة وآخر المستجدات الأدبية، أما المرحلة الأخيرة من مراحل حياتنا المشتركة، فكانت في مجلة الشارقة الثقافية، حيث كان محرراً معنا يغني الجانب الثقافي والفكري، بقلمه النقدي الجميل.

وختم نواف يونس حديثه، بالإشارة إلى أن المرحوم كان كيساً أديباً ومعطاءً، وأن فقده ترك أثراً عميقاً في نفسه، ونفوس أصدقائه الكثيرين.

وتحدث في الأمسية أيضاً، الكاتب محسن سليمان متحدثاً باسم اتحاد كتاب الإمارات ناقلاً تعزية رئيس الاتحاد سلطان العميمي، ومشيداً بالخدمات النقدية الجليلة التي قدمها عزت عمر للأدب الإماراتي، حيث أماط اللثام من خلال مؤلفاته ودراساته الكثيرة عن الكثير من ظواهر هذا الأدب، وقدم وشجع الكثير من كتابه في مراحل متعددة من مسيرتهم الأدبية، مرشداً وموجهاً وناقداً حصيفاً، همه الأول أن يرتقي الأدب الإماراتي، ويلمع كتابه على الساحة العربية.

أما الكاتب حسين درويش، فقال إن علاقته بالمرحوم بدأت عام 1990، حينما جاء إلى الإمارات يحمل عنفوان المعرفة الثقافة، وانطلق في حقل التربية، ولكنه كان له اهتمام خاص بالثقافة والصحافة، وقد عملنا معاً في مجلة "حياة الناس" لمدة سنتين، ثم لما انتقلت أنا إلى صحيفة البيان، وأصدرت "البيان" ملحقها "بيان الكتب" يكتب لنا عن أعمال خالدة، كما كتب في صحيفة الحياة أيضاً، لقد كان مثقفاً أصيلاً صاحب موقف أدبي وثقافي يسعى من خلاله إلى خدمة الثقافة والأدب، والمساهمة قدر الإمكان في المشهد الثقافي الأدبي الإماراتي.

من جهته، أكد الناقد صالح هويدي، أن المرحوم كان وفياً يتفقد أصدقاءه، وكان ناقداً حقيقياً، في زمن كثر فيه النقاد الأدعياء، وناقداً معرفياً، لا يحب المفاهيم العائمة، ولديه أسئلة فكرية يبحث عن أجوبتها، وكان له فضل كبير على الأدب الإماراتي، وقدم كتباً عن الشعر الإماراتي بعيون حداثية كما كتب للأطفال.

كما قال الناقد إسلام بوشكير، إن تجربة عزت عمر هي تجربة متكاملة على المستوى الثقافي والنقدي، وقد كنت معجباً بشخصيته الواثقة الهادئة، آمن بحق الكتاب الشباب في أن يأخذوا فرصتهم، وكان يحرص على توجيههم، وكان مؤمناً بفكرته ورؤيته وما يكتب عنه، وصاحب اختيارات حرة جعلته يكتب عن تجارب أدبية أصيلة لم يكتب عنها أحد.
February 03, 2024 / 3:08 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.