أحيا النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية بعنوان "أشعار ملونة"، تناولت التجربة الأدبية للشاعر محمد إدريس، الذي ألقى نصوصاً مختارة من إنتاجه، وعلق عليها الناقد الدكتور إياد عبد المجيد.
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية بعنوان "أشعار ملونة"، تناولت التجربة الأدبية للشاعر محمد إدريس، الذي ألقى نصوصاً مختارة من إنتاجه، وعلق عليها الناقد الدكتور إياد عبد المجيد، وأدار الأمسية الصحافي محمد ولد محمد سالم.
استهلت الأمسية، بإلقاء الشاعر محمد إدريس مجموعة نصوص جال فيها في تجربته الشعرية الممتدة على مدى يقارب ثلاثة عقود، طوّر خلالها أدواته الشعرية، في إطار قصيدة النثر التي خصص لها كل تجربته، واستطاع أن يكون لنفسه أسلوبه الخاص، وذلك عبر عدة إصدارات أدبية من أهمها مجموعة "قبل أن يذبل الياسمين"، ومجموعة "أشعار ملون".
وفي حديثه عن تجربة محمد إدريس، ذكر الناقد الدكتور إياد عبد المجيد، أن إدريس توقف عند ثلاثة مستويات أسلوبية، هي اللغة والصورة والإيقاع، وأنه يتميز بلغة سهلة قريبة، ليس فيها صنعة ولا تكلف، شفّافة شفّافية الماء، وعطرة ملونة تلون أزهار روضة غنّاء، كما يعتمد أيضاً على التصوير البياني الجميل، يتجلى ذلك في اختياراته لاستعارات ومجازات قريبة ينتقيها من معجم الطبيعة الجميلة، فتتردد في نصوصه صور الورود والياسمين والفل والريحان.
وعلى مستوى الإيقاع، رأى د. إياد، أن الشاعر رغم أن نصوصه تندرج في إطار قصيدة النثر، إلا أنه استعاض عن غياب الوزن فيها بإيقاع داخلي يجنح إليه كثيراً، ويتجلى خاصة في نهايات الأسطر، حيث يختار فواصل سجعية تحدث إيقاعاً جميلاً لدى السامع، كما أنه في أحيان كثيرة يجنح إلى التكرار اللفظي الذي يجمل العبارات وينتشي مع السامع مع تردده.
وأضاف د. إياد، أن الشاعر إدريس ينطلق في نصوصه من القلب والمشاعر المتدفقة، فيكتب إحساسه ومشاعره بشكل انطباعي غير متكلف، لذلك تصل أشعاره إلى القلب مباشرة، وقد صرف معظم كتاباته الشعرية إلى وطنه فلسطين وإلى المرأة التي أحبها وتغزل بها، حتى خالطت الوطن وامتزجت به، وجهان لعملة واحدة.
قراءات الشاعر إدريس، جاءت موضوعاتها متنوعة بين الوطن والمرأة، فقد أنشد للقدس وغزة ورام الله، كما أنشد في الغزل عدة نصوص، يقول من نصه "أجملُ الأقمار":
لو اجتمعتْ كلُّ الجميلاتِ/ في امرأةٍ واحدةٍ/ لكنتِ أنتِ.
لو اجتمعت كلُّ الورودِ/ في وردةٍ واحدةٍ/ لكنتِ أنت.
لو اجتمعت كلُّ القصائدِ/ في قصيدةٍ واحدةٍ/ لكنتِ أنتِ.
لو تراقصت الموسيقا/ على خد امرأةٍ/ لكنتِ أنتِ.
لو خيروني بينكِ/ وبين كلِّ النِساءِ/ لما ترددتُ لحظةً/ واخترتُك/ أنتِ.
فكيف يا حبيبتي/ تغارين/ من هذه/ وتلكَ/ أنتِ/ أجملُ الصبايا ِ.
وأنتِ/ أجملُ الأقمار!
الشاعر محمد إدريس بدأ قراءته التي تميزت بالعفوية، واللقطات التصويرية الخاطفة، وهو يولي أهمية للمشاعر الوطنية والحب وبث الفرح والجمال في الكون، كما أنه يتجنب الغموض والتعقيد الذي يغلب على شعراء قصيدة النثر، وفي نصوصه العاطفية استفاد إدريس، من سمة الحكائية التي تسمح بها قصيدة النثر ليرسم مواقف عاطفية كثيرة مر بها ملتقطاً حميمية مشاعره الإنسانية يقول من نص "بدر البدور":
بالأمس/ عندما ذكرتك/ تهادى المساء
وانسابت الموسيقى/ وغنى الشجر
بات البدر ساهراً/ والورود سكرى/ والخزامى متيمة
كان وجهك آية/ وضحكتك أغنية/ وشعرك موالاً
حلمت أننا في الجنة/ أنا وأنت/ والعيون تجرى/ وجنى الجنتين دان
كان الثمر شهياً/ والكروم ممتدة/ والشذى ألوانا
ماء وأشجار/ وموسيقى/ وصبايا حور/ يرقصن من حولك
وأنت كالبدر/ بل بدر البدور.
For an optimal experience, please
