جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بعنوان "مولد الهدى.. وهج القصيدة"

شعراء ومنشدون يمدحون الرسول في أمسية بالنادي الثقافي العربي

07 سبتمبر 2025 / 9:03 PM
شعراء ومنشدون يمدحون الرسول في أمسية بالنادي الثقافي العربي
download-img
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية شعرية بعنوان "مولد الهدى.. وهج القصيدة"، خصصت لمدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وصاحبها أناشيد وابتهالات دينية شكلت تواشجاً جميلاً مع قصائد الشعراء.
الشارقة 24:
 
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة؛ أمسية شعرية بعنوان "مولد الهدى.. وهج القصيدة" خصصت لمدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، واشترك فيها خمسة شعراء هم: مجدي الحاج، ود.محمد الأمين السملالي، ومجدي مصطفى، وعلي مي، ود.جعفر حمدي، وصاحبها إنشاد ديني من أداء المنشد الدكتور أحمد سعد الدين ومشاركة عازف العود عمر عبد الله قصاص، الذين قدما فقرة جميلة من المدح النبوي والابتهال الديني شكلت تواشجاً جميلاً مع قصائد الشعراء.
 
تولى د. جعفر حمدي تقديم الأمسية، وقال فيه "إننا حين نتذكر اللحظة التي خرج فيها إلى الدنيا سرُّها المكنون، وطلع في أفقها بدرُها المصون؛ فإذا الأرض بعد طول تيهٍ تستعيد هداها، وإذا الإنسانية بعد طول عطشٍ تذوق ماءَ السماء، حتى كأن الزمان وقف عند مهدٍ صغيرٍ في مكة، ينصت إلى أنفاس وليدٍ سيغيّر وجه التاريخ، وفي ليلةٌ لم تكن في حساب الزمن إلا ساعات، ولكنها أضافت للوجود دهورًا من النور والهدى، حين أهدت إلى الكون غرته وتاج رأسه محمدا صلى الله عليه وسلم؛  الذي ملأ الدنيا إشراقًا، وزرع في القلوب شعلة لا تنطفئ أبدًا.
 
لقد خرج إلى الوجود طفلٌ صغير، ولكن في قلبه سرّ الرسالة، وفي عينيه وعدُ الغد، وفي جبينه نورٌ سيمتدُّ إلى أقاصي الأرض، يغيّر كل ما اعتاد الناس أن يشاهدوه عاديًا، ويحوّل الصمت الطويل إلى ترنيمةٍ من نورٍ وهداية، ويزرع في كل من يراه أو يسمع به حبًّا لا يمحوه الزمان ولا تنساه الأجيال"
 
وبدأت القراءة الشعرية بإلقاء د.محمد الأمين السملالي قصيدتين في مدح الرسول صلى عليه وسلم، ركز فيهما على كون مولد الرسول "ص" هو ذكرى تحمل كل معاني الإيمان والأخلاق والنور والمجد، ويعود إليها المؤمنون في كل مرة ليستمدوا منها تلك المعاني، ويجددوا منها إيمانهم وقوتهم وقدرتهم على مواجهة الواقع وأملهم في المستقبل، يقول السملالي:
 
ذكرناك فازددنا بذكرك عزة
  نداوي بها ما قد جناه التخلف
ونذكر أنا خير أمة أخرجت
    إلى الناس يهديها نبي ومصحف
وأنا نباهي العالمين بمرسل
       هو الغوث إما اشتد في الحشر موقف
فكيف نسام الخسف وهو نبينا
       وقدوتنا في نوره نتصوف
وتلهمنا أخلاقه وصفاته
     بلى ألهمت كل امرئ هو منصف
 
الشاعر علي مي ألقى قصيدة بعنوان "وذكراك ميلادٌ"، صور فيها كيف ينتشي الشاعر، وتسمو لغته وتزداد سنى حين تكون مدحا للنبي الكريم الذي هو منبع الأخلاق والإيمان والخير والرحمة المهداة للبشر لتنقذهم من الجهل والظلام وترشدهم للخير، يقول علي مي:
 
أُرتّبُ فكري كيْ أصوغَ القصائد
بمدحِك في جيد الزمان قلائدا
وأختارُ مِن وَشْي الحروف محبَّراً
يناسب من تلك المعاني الفرائدا
فتبدو حروفُ الضاد نَشوى تُمدني
سبائكَ تُزري بالمَغاني مَشاهدا
وهَل كفَخار الضاد فخرٌ وقد غدا
ثناؤك فيها مُعجِزَ الذكرِ خالدا
مديحُك توفيقٌ وفخرٌ وقُربةٌ
وبحرٌ من العِرفان يسقي الروافدا
مديحُك تِرياق المحبِّ إذا اشتكى
وذكرُك كمْ أحيا القلوبَ الجلامدا
وذكراكَ ميلادُ الهدى وربيعُه
وهَديُك نبراسٌ ينير الفدافدا
 
قصيدة الشاعر مجدي الحاج جاءت بعنوان "صُحُفُ الْمُخْتَار" صاغها على شكل ملحمة تحكي عن الرسول الأعظم كسيرة أزلية وبشارة حملها الأنبياء إلى البشرية على مدى العصور، وظلت حديثاً يروى وحلماً جميلاً وعالماً من النور المنور تتمناه كل أمة إلى أن كان يوم ميلاده بمكة، فأنار به الكون وفازت به أمة الإسلام، وكانت به خير أمة، يقول:
 
أَنَا التَّرْنِيمَةُ الْأُولَى
يَطِيبُ لِصَوْتِهَا الْإِصْغَاءْ
أَنَا الْمَخْلُوقُ مِنْ عَجَلٍ
وَلَكِنْ طِينَتِي اسْتِثْنَاءْ
وَحِينَ أَتَيْتُ لِلدُّنْيَا
أَتَيْتُ بِفِكْرَةِ الْأَضْوَاءْ
وَأَعْرِفُ أَنَّنِي رَجَلٌ
أَشَاءُ الْحُبَّ حِينَ أَشَاءْ!
2
أَنَا "طَهَ" الذِّي أَسْرَى
بِهِ "الرَّحْمَنُ" فِي الْمَلَكُوتْ
وَكُنْتُ حَقِيقَةَ الْأَشْيَـ
ـاءِ، عِنْدِي فِكْرَةُ النَّاسُوتْ
وَكُنْتُ مُكَمَّلًا فِي الْوَصْـ
ـفِ، كُنْتُ بَقِيَّةَ التَّابُوتْ
وَمِقْلَاعِي الذِّي أَهْدَى
نَجَاةَ الْقَوْمِ مِنْ "جَالُوتْ"!
3
مَقَامِي فِي الْمَدَى الْعُلْـ
ـوِيِّ لَيْسَ يَنَالُهُ الْبَشَرُ
وَحَظِّي دَائِمُ التَّشْرِيـ
ـفِ فِيهِ الْغَيْمُ وَالْمَطَرُ
أَنَا "طَهَ"، وَ"يَاسِينٌ"
وَعِنْدِي الْفَخْرُ مُدَّخَرُ
أَنَا بَشَرٌ أَتَاهُ الْوَحْـ
ـيُ فَاحْتَفَلَتْ بِهِ السُّوَرُ
 
وقرأ الشاعر مصطفى الحاجي قصيدتين حيى فيهما ذكرى مولد الرسول، وعبر عن تعلقه بحب ذلك الرسول الأعظم الذي بعث رحمة للعالمين في لحظة كان الوجود فيها عمه ظلام الجهالة، واستشرى الظلم وغاب العدل، فتاهت البشرية، فكان مجيئه نجاة للكون من تلك الهاوية السحيقة التي هوى فيها، يقول من قصيدة "الغار":
 
في غابر الأزمان في كتب الورى
حيثُ ارتوى التاريخُ عادَ ليسألك
عن شبه أرضٍ لا سماءَ تظلُّها
ساد التغطرس أرضها فيها ملك
وتثاقلت بالجهل روح رجالها
وتمايلت بالثأر كيما تقتلك
وأدوا المحبةَ والورودَ وعِطرَها
كي لا يُقالَ بأنَّ عاراً أخجلك
فَوُلِدتَ يا خيرَ الأنامِ مخلِّصا
سبحان من صلّى عليكَ وأرسلك
 
وختمت القراءات بقصيدة للشاعر لمقدم الأمسية الشاعر جعفر حمدي، قال فيها:
 
شوقٌ كبيرٌ وظبيٌ شاردٌ خرَجَا
مِنْ عتمةِ الكونِ، كي يستجلبَا الفرَجَا
مُذْ مَسَّهُ الوجدُ لمْ يحفلْ بأمنيةٍ
سوىٰ يقينٍ بهِ قلبُ الفتىٰ ولِجَا
لأنَّ ما كانَ مِنْ أفياءِ ضحكتِهِ
ما أدركَ القلبُ مِنْ نورِ الذي عَرَجَا
يبني البيوتَ بقلبٍ هائمٍ فَرِحٍ
وبينَ أضلاعِهِ يستعذبُ المهجَا
عيناهُ: طفلٌ يُعيرُ الناسَ أفئدةً
بها اليقينُ حليمٌ يتركُ الهَرجَا
يُمسِّدُ الريحَ إنْ حفَّتْهُ أمنيَةٌ
ويقتفي مِنْ عيونِ الهائمينَ شَجَا
يصافحُ الحُبَّ أبياتًا وقافيةً
لعلَّهُ يرتجي من إثرهِ وهجَا.
September 07, 2025 / 9:03 PM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.