جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
في الليلة الرابعة من ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل

"الشبح الظريف".. تحث على التعايش باحترام وسلام مع الآخر

21 ديسمبر 2023 / 10:51 AM
صورة بعنوان: "الشبح الظريف".. تحث على التعايش باحترام وسلام مع الآخر
download-img
قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني في الليلة الرابعة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الـ 17 مسرحية "الشبح الظريف"، التي كتبها أحمد الماجد وأخرجها حمد عبد الرزاق، بهدف تشجيع الجمهور على التعايش السلمي والمحترم مع الآخر.
الشارقة 24:

في الليلة الرابعة من ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، في دورته الـ 17، قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني، مسرحية "الشبح الظريف" للكاتب أحمد الماجد، وللمخرج حمد عبد الرزاق، وتمثيل كل من الفنانين: عبد الله مسعود، رائد دالاتي، سارة السعدي، حميد عبد الله، حميد محمد، بدرية العلي، منصور الزعابي، ورنيم، بالإضافة إلى الراقصين حسن مسلم، لوكاس جونيد، هولي اوستن، وإيمان الحاجي.

دارت حكاية "الشبح الظريف" حول شبح كان يسكن في بيته بهدوء وسكينة منذ مئات السنين، وفي منطقة بعيدة ونائية، حتى تصل عائلة مكونة من الأم وابنها وابنتها الصغيرين، كانت قد استأجرت البيت لقضاء الإجازة فيه، ورغم تحذيرات صاحب البيت، من أن بيته يحوي شبحاً، إلا إن الأم أصرت على المكوث فيه غير معترفة بوجود الأشباح في هذا العالم.

وبعد علامات كثيرة تظهر للعائلة ومنذ أول يوم لهم فيه، تثبت جميعها أنه بالفعل هنالك شبح بالبيت، ويبدأ الشبح بتفعيل حيله وخدعه من أجل تخويف العائلة وطردها منه، باعتبار أنه بيته الذي لم يبعه ولم يؤجره لأحد ولا يفضل استقبال ضيوف فيه، كما جاء ذلك على لسانه في المسرحية.

تفشل كل محاولات الشبح في إخافة أفراد العائلة، الذين يختلفون عن الآخرين بالثقة والعلم والمعرفة، فلا يخشون الشبح ولا يخافون منه، ويبدؤون بافتعال المقالب معه، حتى أنه يضيق ذرعاً بهم ويقرر الاستعانة بأبناء عمومته من الأشباح لإيجاد طريقة لإخراج هذه العائلة من بيته، وتفشل جميع الخطط التي اقترحوها عليه، حتى أنه في نهاية الأمر، يقرر ترك بيته ومغادرته إلى الأبد.

غير أن العائلة وبما تمتلكه من وعي وإدراك وحسن تصرف مع الآخر، تقرر الحديث مع الشبح وجهاً لوجه، ومعرفة أسباب تضايقه منهم، فيخبرهم بأنه متضايق من وجودهم، وأنه أيضاً غير مرتاح ووحيد، ويتمنى لو أنه يلتحق بأقرانه وأصدقائه من الأشباح الذين غادروا هذا العالم، غير إنه لا يعرف الطريقة المثلى لتحقيق ذلك، فتقترح عليه الفتاة وبمساعدة المعلومات التي تحصلت عليها من الكتاب الذي اشترته من المكتبة والمختص بالأشباح، أن يسامح كل من تسبب لهم بالأذى والرعب، لعله يتطهر من ذنوبه ويلتحق بعالمه الذي يحب، وبالفعل يقوم الشبح بذلك، ليختفي من البيت، ويلتحق بعائلته وأحبائه في عالمهم الآخر.

العالم للجميع

حوى العرض العديد من الرسائل والقيم المهمة في طروحاته التي تبناها، أهمها التأكيد على احترام الآخر وفكره وتوجهاته حتى لو اختلفنا معه في وجهات النظر، باعتبار أن التعايش أمر لا مفر منه، لنحيا في عالم بإمكان الجميع أن يعيش فيه بوئام وسلام.

كما أكد العرض أهمية التعامل بتقدير واحترام مع من حولنا، وخصوصاً كبار السن، والتأكيد على ثقافة الاعتذار والعمل بها في حال تطلب فعل ذلك.

كذلك، رأى العرض أن الكتاب أهم مصدر للمعلومات، باعتبار أنه رفيق لا يخذل، وأن الإنترنت بإمكانياته وواسع ما يملك من معلومات، قد يتوقف، أو يتعطل، بسبب تغطية محدودة أو ضعيفة للشبكة، وخاصةً في الأماكن النائية، وبذلك يكون الكتاب هو الرفيق على الدوام.
كما حوى العرض رسائل مهمة أخرى، منها تعليم الأطفال الاعتماد على أنفسهم في حل المشاكل التي تواجههم في حياتهم الآنية والقادمة، والسير وراء نصائح الوالدين والعمل بها.

رؤى فنية

تميز هذا العرض بالحضور الطاغي للممثل، وبالرشاقة في الأداء التي رافقت حركة جميع الممثلين وكذلك اللغة العربية الفصحى السليمة التي جرت على ألسنتهم، حيث تمكن المخرج من قيادة فريقه، عبر حلول ومعالجات جمعت بين جمالية الحركة والتوظيفات الفكرية للنص، عبر مشهدية سهلت حركة الممثلين ومنحتهم مساحات رحبة، وعلى إضاءة لم تغفل التكنولوجيا الحديثة وتنويعاتها في بناء المشهد، كما أنها توفقت في أن تأتي كجزء من بنية العرض.

كذلك نجحت الموسيقى في أن تكون عنصراً دافعاً للحدث نحو الأمام، كما أن الديكور وقطعه التي تحرك بعضها بأمر الشبح، ساهم في خلق دلالات خدمت فكرة العرض وعملت على إيصال خطابه للجمهور.

كما أن المجموعة الراقصة والتي تبنت عدة شخصيات في العرض، تمكن المخرج من خلالها من بناء صور درامية قربت العرض من جمهور الأطفال، وعبرت فوق حاجز الملل، وجعلتهم يتفاعلون معه ويصغون إلى تفاصيل الحكاية وما ستؤول إليه.

صمم إضاءة العرض، الفنان ماجد المعيني، والأزياء كانت للفنان علي حامد العامري، والديكور والمناظر المسرحية للفنان عبد الله بن حيدر، والموسيقى والمؤثرات الصوتية للفنان أحمد سالم، وتنفيذ الصوت للفنان مجيد حميد، وتصميم الأداء الحركي للفنان محمد الدشتي، وأدار إنتاج العرض الفنان محمد عادل، ومساعد مخرج الفنان أحمد ناصر الزعابي، وكان الإشراف العام على العرض للفنان القدير أحمد الجسمي.
December 21, 2023 / 10:51 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.