جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل

"جزيرة القمر".. تنبذ الشر وتؤكد على دور العائلة

19 ديسمبر 2023 / 12:14 PM
صورة بعنوان: "جزيرة القمر".. تنبذ الشر وتؤكد على دور العائلة
download-img
في الليلة الثانية من ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، في دورته الـ 17، قدّم مسرح خورفكان للفنون، العرض المسرحي الذي حمل عنوان "جزيرة القمر"، من تأليف الشيخة سارة بنت محمد بن ماجد القاسمي، وإخراج الفنان عبد الله الحريبي.
الشارقة 24:

في الليلة الثانية من ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، في دورته الـ 17، وبحضور جمهور غفير من الأطفال وعوائلهم الكريمة، قدّم مسرح خورفكان للفنون، العرض المسرحي الذي حمل عنوان "جزيرة القمر"، من تأليف الشيخة سارة بنت محمد بن ماجد القاسمي، وإخراج الفنان عبد الله الحريبي، وتمثيل كل من الفنانين: خليفة بحري، محمد عبده، عبد الله أنور، حميد عبد الله، عهود الجسمي، خالد المرزوقي، جودي النبهان، محمد جاسم، منار الدين، خالد أحمد، ومحمد البلوشي.

تدور حكاية العرض، الذي تفاعل مع طروحاته جمهور الأطفال، عن جزيرة تدعى جزيرة القمر، وهي جزيرة أسطورية متخّيلة، يعيش أفرادها في محبة ووئام وسلام، ويسقط على الجزيرة حجر مضيء من السماء أنارها وأسعد شعبها، وجعلهم مميزين بقدرات نادرة ليس لها مثيل، خصوصاً بوجود شخصية المعلم، كبير السن، المسؤول عن حماية الجزيرة والحجر، والذي يتصف بالحكمة والحنكة، والذي زرع الصفات الحميدة والأخلاق العالية بين أفراد الجزيرة، ومن أجل أن يرسي قواعد المساواة في تعامله مع أهل الجزيرة، ولا يفرق بينهم، يختار في كل عام شخصاً ما ليكون هو المسؤول عن حجر القمر، وحمايته، في مبدأ سار عليه أخل الجزيرة منذ سقوط الحجر، غير أن الغرور والتكبر الذي حملته شخصية "بلول"، ومع أنه الأقرب لأن يكون المتوج بحماية حجر القمر حينئذ، جعل من المعلم يغير خططه وأفكاره، ويعيد التفكير في الاختيار، من أجل تلقين "بلول" درساً ليتمكن بعده من تغيير بعض صفاته، ويعود إلى سابق عهده محباً وكريماً ومتعاوناً، فبدأ المعلم بتنفيذ الخطة، وحينها شعر "بلول" بعدم رضا المعلم عنه، وغادر الجزيرة غاضباً، وقرر عدم العودة إليها.

وتستمر حكاية "جزيرة القمر"، حين تقوم بعض شخصيات الجزيرة الطيبة، بالبحث عن "بلول" وإقناعه بحل سريع لمشكلته، وذلك عبر بالذهاب إلى الساحر الكبير، ليروي له قصته بهدف مساعدته للتخلص من الحالة النفسية السيئة التي تسبب بها إحساسه بأنه لن يتوج بحماية الحجر هذا العام، وبعدها العودة إلى الجزيرة.

غير أن الشر الكامن في قلب الساحر، جعله يستغل حالة "بلول" ويخطط لسرقة حجر القمر، وفعلاً سيطر الساحر على الحجر بعد أن سرقه "بلول"، ولولا حكمة المعلم وذكاؤه، بأن استبدل الحجر بحجر آخر مزيف، الذي سرقه "بلول" من أجل إرضاء الساحر الكبير، لذهبت جزيرة القمر إلى ما لا يحمد عقباه، لتنتهي المسرحية، بانتصار الخير على الشر، وعودة "بلول" إلى أحضان أهله وناسه بعد أن أقر بذنبه، ووعد بعدم العودة إليه، وما كان من المعلم إلا أن يقبل عودة "بلول" وينبهه إلى أن الفرد لا يمكنه العيش بدون الجماعة، وأنهم على الجزيرة عائلة واحدة، وهي

القوة الحقيقية التي يمتلكونها وليس الحجر، ليتوج في نهاية المطاف "بلول" بحماية الحجر لهذه السنة.

رسائل

طرح العرض العديد من الرسائل الأخلاقية لجمهور الأطفال، منها التأكيد على أهمية العائلة، ودورها في تنشئة الأفراد، باعتبارها الركيزة الأولى في بناء المجتمعات القوية والسعيدة والمتحضرة، كذلك، شدد العرض على ضرورة نبذ الخلاف والاختلاف بين الناس، باعتبارهما العدو الأكبر للتقدم والتطور، وأنهما يذهبان بالمجتمعات إلى التناحر والتباعد، كذلك أراد العرض إيصال معاني كثيرة ومهمة للأطفال، منها الحث على التعاون، وترسيخ أسس المحبة، وعدم الوقوع في فخ الأشرار الذين يحاولون بشتى الطرق استمالة الأشخاص الأخيار إليهم، من أجل تنفيذ مآربهم وخططهم الشريرة في السيطرة على الأفراد والمجتمعات.

رؤى متميزة

تمكّن النص من صياغة حكاية درامية تعلق بها الأطفال، عبر إعمال الخيال، من خلال حكاية نأت بنفسها عن الحشو والإطالة، وعبر بناء درامي متماسك، ساهم في جذب الجمهور الصغير إليه.

وتمكن المخرج من إيصال رسالة العرض عن طريق توظيف مختلف العناصر المسرحية وتحويل لغة النص إلى لغة درامية عبر الصور والرقصات الاستعراضية التي لم تخل أحياناً من الكوميديا الخفيفة، كذلك فإن لأداء الممثلين المتقن، دوراً في جعل العرض يبتعد عن الرتابة والملل.

وكان للأزياء والماكياج، حضوراً مهماً في هذا العرض، من حيث تناغمها مع الشخصيات، ولم تكن عبئاً أو ثقلاً على الممثل.

كما كانت الإضاءة حاضرة في بنية العرض، وصنعت إبهاراً جميلاً غلفت العرض على طوله بأجواء أسطورية مدهشة، بالإضافة إلى الأغاني التي عبرت عن حالات الشخصيات والجو العام للمشهد، وكانت جزءاً مهماً في تعزيز الحدث على الخشبة، معتمدة على موسيقى متميزة، لامست وجدان الأطفال وتفاعلوا معها.

صمم إضاءة هذا العرض، وليد التميمي، وديكوره لعبد الرحمن الكاس، والماكياج لبسمة مبارك، والأزياء لميلانا رسول، والمؤثرات الصوتية لعلي فضل، والعمليات الإنتاجية والإدارية لعبد الرحمن صلاح وأحمد عوني، ومساعد مخرج ماجد الصوري، وبإشراف عام من رئيس مجلس إدارة الفرقة، الفنان عادل الجوهري.

يذكر أن هذا العرض، هو التجربة الثانية للمؤلفة والمخرج في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، بعد تألقهما في الدورة الأخيرة من المهرجان في العام 2022، بمسرحية "بحيرة السلام" الذي نال جائزة أفضل عرض مسرحي، بالإضافة إلى عدد آخر من الجوائز.
December 19, 2023 / 12:14 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.