انطلقت، أمس الأحد، فعاليات الدورة السابعة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، في قاعة قصر الثقافة بالشارقة، وسط جمهور غفير، بحضور سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح رئيس جمعية المسرحيين رئيس المهرجان.
الشارقة 24:
وسط جمهور غفير، امتلأت به قاعة قصر الثقافة بالشارقة حتى آخرها، وبحضور سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح رئيس جمعية المسرحيين رئيس المهرجان، انطلقت، أمس الأحد، فعاليات الدورة السابعة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، في حفل افتتاح بهيج، تم خلاله تكريم شخصية المهرجان الفنانة القديرة بدور الساعي، واستعراض لجنتي تحكيم الكبار والأطفال، وعرض فيلم وثائقي عن المهرجان.
ورحب عريف الحفل بالحضور، مثنياً على الرعاية الكبيرة والدعم السخي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي بهما واصل المهرجان حضوره وتألقه والقيام بأدواره الكبرى منذ انطلاقته وحتى الآن، عارجاً إلى دور هذا المهرجان في ترسيخ وتأصيل القيم المثلى في نفوس الأطفال، عبر بوابات المسرح ورسائله الإبداعية المتمسكة بالرصين المدهش، والواعي المبهر، الذي يشيع الفرح وينحاز إلى المتعة والفائدة والتسلية.
واحتوى الفيلم الوثائقي المعروض، تعريفاً عن المهرجان وأهم المحطات التي عبرها منذ دورته الأولى في العام 2005، كما تضمن الفيلم نبذة تعريفية عن شخصية المهرجان، منذ أول ظهور لها على الخشبة في العام 2003 بمسرحية "جني أكاديمي"، والتي حصدت خلال مشوارها أكثر من 20 جائزة في مسرح الأطفال ومسرح الكبار.
وأكدت جمعية المسرحيين، الجهة المنظمة للمهرجان في كلمتها المطبوعة في الدليل الخاص بالمهرجان، أهمية هذا الحدث المسرحي، باعتباره المنطقة التي تسكن إليها وتطمئن بها قلوب أهل المسرح، لإيمانهم بأنه ضرورة اجتماعية ومفردة أصيلة في قوائم التطور والتمدن، بطروحاته التي تبحر عميقاً في قضايا الطفولة، بالقصة والفكرة، والحكمة والعبرة، والأضواء والأشكال والغناء والموسيقى، والشخصيات التي اختارتها الفرق المسرحية، لتصوغ الدهشة وتنعش الوعي وتغذي الذائقة، عبر جديد حكاياتها التي ستعرضها أمام الجمهور طيلة ليالي المهرجان.
من جهتها، أشارت دائرة الثقافة بالشارقة في كلمتها المطبوعة أيضاً بالدليل، إلى أن هذا المهرجان هو من أهم الوسائل وأكثرها تأثيراً في توسيع مدارك الصغار، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتمكينهم من مهارات الاستكشاف والتفكير، وتنمية خبراتهم الاجتماعية، وإثراء أذواقهم وطرائقهم في التلقي والتقييم والنقد.
"العالم الآخر" تحث الأطفال على العلم والابتكار
بعد نهاية حفل الافتتاح، قدمت فرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، مسرحية "العالم الآخر"، من تأليف حمد الظنحاني وإخراج إبراهيم القحومي، وتمثيل: أيمن الخديم، وعادل سبيت، وعبد الله نبيل، وجودي، ومحمد العبدولي، وعلي الغيص، ومنى البلوشي، وسعيد الناعور، وسلطان شرارة، وآخرون، حيث تفاعل الأطفال مع أحداث المسرحية التي بعثت بالعديد من الرسائل الأخلاقية والتربوية، أهمها التأكيد على أهمية العلم والاكتشاف، في خلق جيل قادر على مواجهة التحديات.
تدور أحداث المسرحية حول شقيقين هما علي وسلطان، كلٌ منهما له عالمه الخاص، علي يحب المرح والألعاب الإلكترونية، بينما يعشق سلطان الاستكشاف والعلوم، ويطلب سلطان من علي ارتداء نظارة الواقع الافتراضي التي ستنقلهم لعالم آخر غير عالمهم وتساعدهم لاكتشاف ما هو جديد في العلوم، يرفض بداية علي ارتداء النظارة التي ساهم سلطان في تطويرها، غير أنه في النهاية يقتنع، فتنقلهم تلك النظارة لكوكب المريخ وتتعطل نظارة الواقع الافتراضي، هناك حيث لا يستطيعون العودة مجدداً، ويقعون هناك في مشاكل عديدة، أولها الجاذبية حيث لا يمكنهم المشي بصورة طبيعية لانعدامها، ويشاهدون في المريخ كائنات تساعدهم في توازن الجاذبية، الذين استمعوا لقصة سلطان وعلي وعن جهازهم المعطل والذين بدورهم أبلغوا كبير أهل المريخ عن ما حدث ورحب بهم وقرر مساعدتهم، وظل سلطان الذي يحب العلوم يقضي وقته في المريخ للاستكشاف، بينما علي قضى وقته في اللعب واللهو، بالقرب من كهف الديناصورات إلى أن خطفه كبير الديناصورات واتهمه بأنه يريد التخلص من العدد الباقي من الديناصورات بعد انقراضهم على كوكب الأرض، حتى نهاية أحداث المسرحية بالتخلص من قبضة الديناصور، وإصلاح نظارة الواقع الافتراضي بمساعدة أهل المريخ، والعودة مجدداً إلى الأرض.
في "العالم الآخر"، كانت السينوغرافيا بطلة العرض، بما حوته من إبهار وتنوع، جذب جمهور الأطفال إليها، وساهمت في إيصال خطاب العرض كاملاً، كما تميز العرض أيضاً بالأداء التمثيلي المتقن والمنضبط من قبل الممثلين، وبالعفوية التي كانت هي أيضاً واحدة من إضاءات هذا العرض، كذلك نجح المخرج فيما ذهب إليه من حلول إخراجية بصرية حافظ من خلالها على إيقاع العرض، كذلك، تميز العرض بالموسيقى والأغاني، التي كانت جزءاً مهماً في عرض مسرحي تمكن من جذب أفراد الجمهور، وجعلهم يتفاعلون معه، في حكاية مسرحية غير تقليدية أضاءت بكثير من البهجة الليلة الأولى من ليالي المهرجان.