الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة؛ معرضاً تشكلياً بعنوان "وجوه وبقايا ملونة"، اشترك فيه الثنائي الزوجان، النحات ماهر علاء الدين والرسامة هيام سلمان، وذلك بحضور علي المغني، نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وجمهور من الفنانين ومحبي الفن.
ضم المعرض حوالي 22 منحوتة و49 لوحة فنية، وهي أعمال تتكامل أعمال الفنانين، وتتناغم من حيث البيئة وموضوعات الاشتغال التي يعملان عليها، والتي ترتكز على موضوعات الساحل والبيئة البحرية، استلهاماً للبيئة مدينة اللاذقية الساحلية التي عاشا فيها بين الجبال والبحر.
في سياحته الشاطئية يلتقط النحات ماهر علاء الدين حجارة الشاطئ الرملية، ويأخذها إلى معمله في بيته، ثم يبدأ في إعادة تشكيلها بدقة وحساسية فنية عالية لينحت منها وجوها بشرية متنوعة، يعبر كل واحد منها عن مشاعر معينة، فهناك: الصبر والعزيمة، ومشاعر الحزن والهم، والفرح والسعادة، والخوف والترقب، والإقدام والأمل.. إلخ، ويقول الفنان عن أعماله إنها تمثل في الغالب وجوه البحّارة الذين يعرفهم جيداً، وقد عايشهم في البيئة الساحلية التي عاش فيها، وهي وجوه منحوتة من ملح البحر ومائه، وقوته وقساوته وغدره وعطائه وجماله، وكل ما هو متناقض فيه.
أما هيام سلمان، فهي تعمل على صناعة رسومات غير تقليدية عبر فن الخياطة، حيث خاماتها بقايا القماش لدى الخياطين أو الألبسة التي لم تعد مستعملة، فتجمع كل ذلك، وتبدأ في خياطته باستعمال الإبرة والخيط، لتعمل منه لوحة فنية بديعة، تظهر فيها الدقة المتناهية في استعمال قطع القماش الصغيرة جداً وخياطتها، فتعيد تدوير البقايا في عمل فني رائع مستلهمة بذلك حرفة نسائية قديمة، حيث كانت النساء يحولن بأيديهن الماهرة بقايا اللباس إلى شيء مفيد كأغطية للأواني أفرشة وغيرها، ولوحاتها في الأغلب هي لوحات مشهدية تحاكي البيئة الطبيعية في الساحل السوري، تلك البيئة المشكلة من الشواطئ والجبال التي تكتسي بالخضرة، وتتميز أعمال الفنانة هيام سلمان بالاحتشاد والتناسق اللوني، مما يدل على حساسية لونية فائقة، خصوصاً وأنها تستخدم بقايا قماش فوضوية التشكيل واللون، لكنها تحولها إلى شيء منسق جميل.
وفي تعليقه على المعرض قال الفنان خليفة الشيمي مسؤول الأنشطة الفنية في النادي: إن أعمال الفنانة هيام سلمان تمثل ما يطلق عليه في فن "السهل الممتنع" فإعادة تدوير قطع القماش المتناهية الصغر لصناعة مشهدية جميلة منها عن طريق الإبرة والخياط لهو عمل رائع، ويدل على قدرة فنية هائلة، وهذا النوع من العمل الفني نادر، وربما لا يشبهه إلا فن الخيامية في مصر، وهو فن صناعة الأقمشة الملونة التي كانت تستخدم في عمل السرادقات، أما أعمال الفنان ماهر، فهي تظهر قدرته على تشكيل شخوص مختلفة من أحجار البحر معبراً بذلك عن البيئة التي عاش فيها".