أحيا النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية أمس الأول بعنوان "الشعر.. أنت"، استضاف فيها الشاعر أنور الخطيب، الذي بدأ بقصيدة مهداة إلى أمهات الشهداء، رسم فيها جراح الثكالى حين تختلط بحب التضحية والفداء للوطن، فتتحول إلى زنابق وورود وأنوار من الجنة.
الشارقة 24:
استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، الشاعر أنور الخطيب في أمسية شعرية بعنوان "الشعر.. أنت"، أدارها محمد إدريس، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي.
وجاء في تقديم محمد إدريس للأمسية، أن أنور الخطيب شاعر وروائي ومترجم وإعلامي عربي فلسطيني يعمل في دولة الإمارات منذ بداية الثمانينيات، وولد في لبنان، وحصل على ليسانس التعليم باللغات الأجنبية من جامعة قسنطينة في الجزائر، وصدرت له 6 دواوين شعرية، و12 رواية، و3 مجموعات قصصية، إضافة إلى كتابين في النقد والتوثيق الثقافي.
وأضاف إدريس قائلاً: يمثل الشاعر أنور الخطيب تجربة شعرية فريدة، فهو يقطف من كل بستان زهرة، ومن كل غيمة أغنية وحكاية، ويكتب أشعاره ويهديها للحبيبة أحياناً، وإلى الوطن السليب تارة أخرى، وقد يمزج بينهما فلا تدري لمن يكتب، يعيش غربة الفلسطيني بكل مراراتها وعذاباتها، ويحن إلى أرض الوطن.
استهل الشاعر أنور الخطيب، قراءاته الشعرية بقصيدة مهداة إلى أمهات الشهداء، رسم فيها جراح الثكالى حين تختلط بحب التضحية والفداء للوطن، فتتحول إلى زنابق وورود وأنوار من الجنة، وقرأ قصيدة مهداة إلى شيرين أبو عاقلة وعدة قصائد أخرى للوطن والحب.
ويقوم أسلوب الشاعر أنور الخطيب، على مزج الحكاية بالشعر، فيروي الحدث مسترسلاً عبر جمل فعلية قصيرة سريعة، تصف حدثاً متدفقاً متتالياً بدون أدوات عطف، ويلتقط المفردة من قريب، لكنّه لا ينسى أن يصنع المفارقة، التي تقلب ذلك القرب إلى بعد، وتأخذ المتلقي إلى البحث عن ما وراء الجملة، ويفعل ذلك "كلما أنجبتْه سرْوَة وفاض عليه المعنى، وكلما عدّلت رصاصة في الرأس مزاج شهيدة، وكلما كتب نفسه على وتر الهلاك، وعلى قدر ما ملكتْ يمين الشعر".
ويقول الخطيب من قصيدة "سيدة النهايات":
تعالي سيدة النهايات
لدي رصيدٌ كبير من الموت
يكفي لأكون شاهداً
جداريةً تنقشين عليها نصّك الأخير
تعاليْ قبلها وقبّليني أمام قبر أمي
قبلةّ طويلة كمسيرة نازحين
أولها عند خاصرة الدّفلى في الجليل
وآخرها عند صحراء نيفادا
واطلقي أسماء القرى البائدة على جغرافيا الله
تعاليْ، إنهم يقضمونني شجرة شجرة
يجفّفونني نهراً نهراً
يمضغونني كلِبان
يمسحون اسم أبي الرباعيّ
واسم قريته عن شاهده،
هذا ما تبقّى لنا
هواء أصفر يضجّ من ثقل الفراغ
ظلال لأشباه ثائرين
سأبني متراساً هنا
أدافع عن آخر الميتين؛
صوت أمي
وتعاليْ،
بكل ما أوتيتِ من شبق الخراب
سأفتتح الليلة مقهى للصدى
وبعضِ فتات وطن
تعاليْ..