أحيا النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمس الأول، أمسية شعرية، بعنوان "مقام الحب أسمى"، بمشاركة الشاعر السوري الدكتور محمد سعيد محمد العتيق، والشاعرة السودانية منى حسن.
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية، بعنوان "مقام الحب أسمى"، أحياها الشاعر الدكتور محمد سعيد محمد العتيق، والشاعرة منى حسن، وأدارها الشاعر محمد إدريس.
في تقديمه، أوضح محمد إدريس، أن محمد سعيد العتيق هو شاعر سوري ودكتور في الطب البشري، وله ست مجموعات شعرية منشورة، وعضو في عدد من اتحادات الكتاب والجمعيات الأدبية العربية، وحاصل على عدة جوائز أدبية، أما منى فهي شاعرة سودانية وعضو لعدة جمعيات أدبية وحاصلة على عدة تكريمات وشاركت في مهرجانات عربية متعددة.
القراءات الشعرية في الأمسية، افتتحها الشاعر محمد العتيق الذي قرأ عدة قصائد من عدة دواوين شعرية، لخصت مجمل تجربته الشعرية، وبدا فيها شاعراً متمكناً من ناصية القول الشعري الأصيل، وصاحب إيقاع شعري جميل، يراوح فيه بين قصيدة البحر وقصيدة التفعيلة، وأظهر بشكل خاص قدرة على اقتناص الصورة الشعرية البديعة، يقول من قصيدة "فاتحةُ الغيابِ":
وأنا أودِّعُ / صحبَةَ الفجرِ الرقيــــــــــــــــقِ
دونَ اهتمامٍ / للمسافةِ والطريـــــــــــــــــقِ
دونَ انتباهِ العابرينَ / لأدمعي
وتدافعِ الأمواجِ / في الصخرِ العتيـــــــقِ
يمَّمتُ أشرعتي / ومائي مُتعبٌ
يمَّ السماءِ / أدورُ / أبحثُ عنْ رفيـــــــــــــــق!
لكنَّهُ اللَّيلُ المـــــُقَيَّدُ بالظلامِ
مُقيِّدٌ للضوءِ / في خطوِ الغريــــــــــــقِ
وأنا أسلِّمُ / رايةَ الأقدامِ للغُصنِ
المحاصرِ بالرياحِ وبالحريــــــــــــــــقِ !
لأطيرَ خلفَ فراشةٍ / تسعى لغفــــوتها
لعلَّ البابَ يُفتحُ بعدَ ضيـــــــــــقِ.
الشاعرة منى حسن، تبدو في أشعارها كأنما سكنت "مقام الحب" ولم تخرج منه، يؤازرها في ذلك ذوق صوفي أصيل أنجدتها بها تراث الخلاوي والتكيات السودانية، التي عرفت ألواناً من التصوف والعشق الإلهي الذي لا تنتهي معانيه ودلالاته، ففي ذلك البحر الهائل، تسبح الشاعرة يميناً وشمالاً مع تفريعات معنوية على الحب وحكايات عاشقين تجاذبت روحاهما في عالم الأسرار واتلفتا قبل أن يلتقيا في عالم الشهادة التي أصبحا فيها كوناً واحداَ متحداً بعد أن التقيا، تقول منى حسن من قصيدة "كان درويشاً":
ليس يشكو جورَ ما آلمهُ .. أو أنا أشكوه ما يؤلمني
إنما سرٌ سرى في روحهِ .. صادفَ السرَّ الذي يسكنني
كانسكابِ الضوءِ في وجهِ الدُنا .. جاء وحيًا بالجوى يسكبني
وتجلى في يقيني مبصرًا .. جمرةَ المعنى التي تُوقدني
وكما روحٍ سرت في جسدٍ .. عبرت أمواجُه في سفني
وأتاني راغبًا لما غدا .. في مقامِ العاشقِ المُرتهنِ
ساقه توقٌ إلى وصلٍ بدا .. في حروفٍ أشرقتْ من لدُني
لم يكن في حبهِ متهماً .. كانَ درويشاً بشوقٍ مُعلن
ظلَّ يتلوني على أورادهِ.. كي يحلَّ الملتقى في زمني
ويناجيني فينسابُ الهوى .. بين أطيافِ المنى والمحن
لم يكن سُؤْلي ولا كان الهوى .. خاطراً في قلبه رددني
كيف جئنا كيف صرنا واحدًا .. وأفقنا في دروب الوسن
يا لأنفاسٍ بها أكتبه .. صنوَ أنفاسٍ بها يلهمني
جلَّ معناه على غيري فما .. غيره في صمتهِ يقرأُنِي