نجحت إمارة الشارقة، على مدار عقود، في تقديم نموذج متميز من العمل الإعلامي، الذي خدم بكفاءة مختلف القطاعات في الإمارة والدولة على حد سواء، وكرّس خلال مسيرته الممتدة تجربةً وخبرةً متميزتين يُعتد بهما.
وفي الواقع، إنّ هذه النجاحات استندت إلى الإنجازات الكبيرة التي تحققت في الإمارة بفضل الاستراتيجيات التي نفذتها الشارقة في مختلف المجالات، بتوجيهات ورعاية مباشرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وواكب إعلام الشارقة، جنباً إلى جنب مع المؤسسات الإعلامية الإمارتية الشقيقة، بفعالية وعلى نحو ريادي، عملية التنمية والنهضة الثقافية، والحاجات الاجتماعية في الدولة، ونجح في خلق هوية إعلامية للإمارات، ونشرها وتعميمها على نطاق واسع، محلياً وعربياً وعالمياً.
وانطلاقاً من هذه التجربة الثرية، فإنّ الشارقة، بمؤسساتها الإعلامية كافة، تنظر إلى انعقاد الكونغرس العالمي للإعلام في أبوظبي، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، باهتمام بالغ، وتعده مكسباً مستحقاً للإعلام الإماراتي الذي تمكن من تسجيل حضور فاعل في كافة مراحل البناء والتمكين، التي عاشتها الدولة.
لقد أثبتت تجربة إعلام الشارقة، خلال مسيرته المديدة، أن المجتمعات وعملية التنمية تغتني بالتجارب الإعلامية الرائدة، وتكتسب زخماً ملحوظاً متى ما حظيت بمواكبة إعلامية مهنية ورصينة، وأن الإعلام يحتاج إلى اهتمام مقابل.
وانعقاد الكونغرس العالمي للإعلام في أبوظبي، تحت عنوان "صياغة مستقبل قطاع الإعلام"، يمثل منصة استثنائية للتحاور وتبادل المعرفة والخبرات، وتطوير السياسات، واستكشاف مستقبل القطاع والتحديات التي تواجهه، عبر ثلاثين جلسة حوارية يشارك فيها أربعون متحدثاً ومختصاً عالمياً بارزاً.
كما يوفر "الكونغرس"، فرصة لإجراء حوارات حول المستجدات التكنولوجية التي تركت أثراً على طبيعة المهن الإعلامية، إلى جانب مناقشة وسائل دمج وإشراك الجماهير الواسعة في بحث سبل مواجهة التحديات العالمية الراهنة، وهو التوجه، الذي تعد الشارقة رائدة في مضماره.
ومما لا شك فيه، إن إقامة هذا الحدث الاستثنائي، على هذا المستوى العالي من الاهتمام، يعبر عن مقدار الآمال التي تعلقها الإمارات على الإعلام ومشتقاته، كما تجسد السمعة العالمية التي باتت تتمتع بها الدولة في هذا المضمار.
وفي الحقيقة، لقد سارت مجتمعات العالم ودوله طريقاً طويلاً إلى أن وصلت إلى القناعة النهائية المبشرة، التي ترى في الإعلام شريكاً في التنمية، ومساهماً أساسياً في التصدي للتحديات العالمية.
ونحن، في إعلام حكومة الشارقة، نثمن على نحو خاص هذه الرؤية النيّرة.