الشارقة 24:
عقد المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2022" ورشة تدريبية بعنوان "التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاتصال الحكومي"، قدّمها أحمد شحروج، المستشار في الإبداع والابتكار المؤسسي، وذلك ضمن فعاليات اليوم السادس من المهرجان المقام في مركز إكسبو الشارقة حتى 15 فبراير الجاري.
وتطرّق شحروج خلال الورشة التدريبية التي نظمتها إدارة الاتصال الحكومي في المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إلى رحلة التحول الرقمي التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، مستعرضاً البيئة والبنية التحتية الرقمية التي وصلت لها الدولة، وتحديداً في اعتماد حكومة رقمية، تنسجم مع الثورة الصناعيّة الرابعة وعصر البيانات، والتي نجحت من خلالها في تحقيق إنجازات رفيعة المستوى، وساهمت في التعامل مع الظروف والمستجدات الراهنة، كأزمة كوفيد-19.
ولفت مستشار الإبداع والابتكار المؤسسي إلى حجم الاستعداد ات في دولة الإمارات باعتماد تقنيات رقمية للعمل عن بعد، وضمان استدامة تقديم الخدمات، بفضل التأهيل العالي للكفاءات، وتأسيس منظومة رقمية كاملة، وفّرت مبادرات عززت من ريادة الدولة على هذا الصعيد.
وتناول شحروج مفهوم الذكاء الاصطناعي، مروراً بأبعاد وتطبيقات التحول الرقمي، وتأثيره على الوظائف الحالية والوظائف المستقبلية، وقال: "الذكاء الاصطناعي وإن كان قد أثر بشكل سلبي على عدد من الوظائف وساهم في انتهائها، فقد خلق أيضاً وظائف جديدة، وكوننا نحن من يصنع الذكاء الاصطناعي، ويطور أساليبه وأدواته، فمن الضروري أن يكون ذلك وفق منظومة أخلاقية، تهدف إلى خدمة الإنسان، وتحقيق أهدافنا في بناء المجتمعات، فالذكاء الاصطناعي يتمثل في القيام بمحاكاة لعقل وسلوك الإنسان، والقدرة على الإحساس وإظهار المشاعر وفهم الآخرين".
وأضاف شحروج: "إنّ من أبرز الفوائد التي يمكن تحقيقها عبر الذكاء الاصطناعي، المساعدة في صنع القرار، وتعزيز الدقة أثناء عملية اتخاذ القرار، وتوفير منظومة حوسبة عالية للعمليات المعقدة، إلى جانب التعامل وحلّ المشاكل والمعضلات المعقدة".
وأتاح شحروج الفرصة للمشاركين للتفاعل مع البرنامج التدريبي عبر إجراء بحوثهم ومقارناتهم الخاصة لأهم الفروق بين الذكاء الإنساني والذكاء الاصطناعي، بهدف السعي إلى تطوير المهارات والمعرفة العميقة بهذا المجال، مستخلصاً عدداً من النتائج التي شاركها الحضور، مثل عدم وجود أي تحيّز في اتخاذ القرار عند استخدام الذكاء الاصطناعي، والقدرة على القيام بمهام عديدة ومعقدة في ذات الوقت، وإمكانية العمل المتواصل دون كلل أو تعب، ومعالجة كم ضخم من البيانات بسرعة ودقة عالية، وغيرها.
وأوضح أن آلية عمل الذكاء الاصطناعي، تمرّ في أربع خطوات رئيسية، تتمثل في وجود بيانات ضخمة منتظمة وغير منتظمة، يتم تخزينها في قواعد بيانات و"سيرفرات"، ومن ثمّ يجري معالجتها وتحليلها وفقاً لأنظمة تعتمد على الخوارزميات، للوصول إلى عمليات التنبؤ واتخاذ القرار النهائي.
وقدّم شحروج نبذة عن مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في الاتصال الحكومي، حيث قال: "تبدأ خطوات التحوّل الرقمي من خلال بناء استراتيجية رقمية، وإجراء تحسين على الوضع الراهن بعد التحقق من الإمكانات الرقمية، ووضع خطة استراتيجية كاملة ومحكمة، تواجه كافة الظروف وتساعد على تسريع عجلة التحوّل إلى المسار الرقمي المنشود. وهذا الأمر يقود إلى تحقيق فوائد كبيرة، من أبرزها توفير التكلفة والجهد بشكل كبير، وتنظيم الكفاءة التشغيلية، وتحسين الجودة وتبسيط الإجراءات، وتقديم خدمات مبتكرة وإبداعية، تساعد على التوسع والانتشار في نطاق أوسع، وبالتالي الوصول إلى شريحة أكبر من المتعاملين والجمهور".
وشهدت الورشة حضوراً لافتاً من العديد من الجهات الحكومية، وسط تفاعل كبير من الحضور، الذين تعاونوا فيما بينهم كفرق عمل، للخروج بنتائج من شأنها أن تسهم في إثراء الجلسة، وتحقيق أكبر فائدة ممكنة.