يحمل المهرجان الدولي للتصوير الفوتوغرافي بين أروقته الكثير من الروايات والقصص تجسدها مشاهد لوحاته المعروضة في إكسبو الشارقة، حيث استضاف "اكسبوجر" خلال فعاليات دورته السادسة، المصوّر الهولندي العالمي جاسبر دويست، في جلسة حوارية بعنوان "تعرّفوا إلى بوب"، ليميط اللثام عن إضاءات فريدة مفعمة بالمشاعر لعلاقة الإنسان بالطبيعة، ويصبح طائر الفلامنجو المصاب حامياً للطبيعة ومبعوثاً إنسانياُ.
الشارقة 24:
استضاف المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" خلال فعاليات دورته السادسة، المصوّر الهولندي العالمي جاسبر دويست، في جلسة حوارية بعنوان "تعرّفوا إلى بوب"، وضع من خلالها إضاءات على شكل فريد ومفعم بالمشاعر من أشكال العلاقة بين الإنسان والطبيعة.
واستهل جاسبر دويست حديثه بالقول: "إن التفاعل بين البشر والبيئة مصدر إلهام لي"، مشيراً إلى أنه يحاول دوماً ردم الفجوة بين العالم البيئي والإنسان، وأوضح أن "بوب"، هو اسم أُطلق على طائر فلامينغو يعيش في إحدى جزر فنزويلا التي كان يصوّر فيها، وقد اختاره نموذجاً لتبيان علاقة الإنسان بالبيئة، لما بات يمثله "بوب" من دور في تعزيز الوعي بحماية البيئة.
وسرد دويست قصته مع هذا الطائر، الذي أصبح مبعوثاً إنسانياً، قائلاً: "إنه فوجئ ذات صباح بطائر فلامينغو كبير يخفق جناحيه قرب نافذة الفندق الذي كان يقيم فيه، وقد سقط الطائر في حوض السباحة هناك لأنه كان يعاني من التهاب في قدميه أعاق حركته، وهو ما دفع الطبيبة البيطرية أوديت إلى معالجته، ومن ثم تبنّيه، حيث لم يكن ممكناً إعادته إلى الطبيعة لأنه كان يعاني من مرض مزمن، ومن هنا بدأت القصة، حيث قررت أوديت ضمّ الطائر إلى عائلتها، وكان ذلك تحدّياً حقيقياً ومذهلاً".
وأضاف دويست: "عايشتُ لحظات فريدة مع ذلك الطائر، فقد كان يزورني في غرفة نومي، وهذا ليس أمراً مألوفاً، وقد التقطت له الكثير من الصوّر في أماكن ووضعيات داخل منزل أوديت، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي أحد الأيام اصطحبت أوديت طائر الفلامينغو إلى إحدى مدارس الأطفال، وكان اللقاء بين الطرفين حماسياً ورائعاً، وكان الهدف من زيارة المدرسة توعية الأطفال بمدى أهمية حماية البيئة، وقد كان الأطفال مندهشين في البداية وتباينت مشاعرهم، ولكنهم بدأوا بالتفاعل مع "بوب" تدريجياً، وكانت رسالة أوديت هي أننا جميعاً أرواح، ونستحق العيش بسلام".
ويمضي المصور الهولندي بالقول: كان هناك العديد من الطيور من نفس الفصيلة تتلقى العلاج من مشاكل مختلفة في منزل أوديت، لذلك حظي "بوب" بعائلة جميلة وكان سعيداً للغاية، وقد تحولت علاقته مع أوديت إلى ما يشبه الخيال، وأنا أعتبر هذا من أهم أعمالي، وقد انتشرت قصة "بوب" في وسائل الإعلام بشكل مذهل، وتفاعل معها الملايين، أما ريع هذا العمل، فسيعود لمشاريع حماية البيئة في الجزيرة التي عثرنا فيها على "بوب".