الشارقة 24:
تتعدد مضامين الجلسات الفكرية في الدورة السادسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، الذي يختتم فعالياته اليوم الثلاثاء 15 فبراير الجاري في مركز اكسبو الشارقة، ومن هذه الجلسات جلسة "الأنيقون في الكونغو- السلفادور: أمة محتجزة"، التي استضافت المصوّر الفوتوغرافي طارق زيدي، للحديث عن مشاريعه الفنية.
الأنيقون في الكونغو
المصوّر، الحاصل على العديد من الجوائز، والذي استقال من منصب إداري تنفيذي في شركة ليتابع شغفه بالتصوير، ضمن مشاريع قصيرة وطويلة الأمد، قال: إنه تجول في أكثر من 35 دولة حول العالم، وتتركز اهتماماته حول مضامين ترتبط بكرامة البشر وقوة روح الناس في بيئتهم، وتوثيق القضايا الاجتماعية وعدم المساواة والتقاليد.
في مشروعه الفني "الأنيقون في الكونغو" أراد أن يكسر الصورة النمطية المتداولة عن القارة السمراء كمكان للمجاعة والحروب، وتقديم وجه مغاير من خلال تقاليد حاضرة وحقيقية، متمثلة في تقليد "الأنيقون"، وهو تقليد ظهر كنوع من المقاومة للاستعمار وإظهار الندية وتخطي الاستعلاء الاستعماري، ليتحول إلى موضة وفلسفة ذائعة الصيت، والغريب في الأمر التناقض الصارخ بين هذه الأناقة والبيئة والأوساط التي يعيش فيها هؤلاء الأنيقون، حيث وثقت عدسته شخصيات من مختلف الأعمار ترتدي أفخم الملابس والماركات في أحياء فقيرة وعشوائية، في محاولة لتحدي ظروفهم الصعبة.
هؤلاء الأنيقون يعدون جزءاً من الثقافة الكونغولية، عرضهم زيدي في سلسلة صوّر وثقت أنواع الملابس وعلاقتهم بنشر الأمل والسعادة، إذ قال: "إنهم يمضون وقتاً طويلاً في الاهتمام بزينتهم، وهم يرون هذا الحس الجمالي تعبيراً عن سلوك، وأنهم بشر رغم كل شيء، وأنهم يستحقون أن يكونوا مذهلين رغم كل الظروف"
وأضاف: "هذه الرغبة في التأنق تمنح هؤلاء الأشخاص المتعة والسلام، وتجعلهم يشعرون أن كل شيء على ما يرام، ففي حديثي مع أحدهم قال لي: (إن كان البيض هم من اخترعوا الملابس فنحن من جعلنا منها فناً)".
سلفادور: أمة محتجزة
ولا تتوقف اهتمامات زيدي عند تقاليد الشعوب، فقد وثق العديد من القصص المصورة عن مواضيع مختلفة، من ضمنها صور عن كنائس إثيوبيا، وأخرى عن "البقر..ماشية الملوك" في جنوب السودان، ومشاريع أخرى، من ضمنها مشروع "سلفادور: أمة محتجزة"، حيث عمل خلال سنة 2020 ضمن فريق دولي تطوعي واستطاع أن يزور أغلب دول أميركا اللاتينية، لكنه وقف بشكل مباشر على دموية العنف الذي تخلفه العصابات في السلفادور، والتي صنفت كأكثر دولة في ضحايا القتل بغير الحرب في العالم خلال العقدين الأخيرين.
صوّر الزيدي العديد من الصور في السجون ولعمليات القتل وجرائم الشوارع وبعض مواجهات العصابات التي تشكل أرقاً مجتمعياً وسياسياً، وقال: "يعيش أغلب الناس في خوف بسبب العنف والعنف المضاد وحالات الخطف والاختفاء، وهو ما خلق حالة استنفارية دائمة، فقد أجج هذا العنف إرث سياسي دموي خلال الحرب الأهلية في الثمانينات، وقوة التنظيمات العصابية التي تعمل في تهريب المخدرات وغسيل الأموال، وتشكل تحدياً لأجهزة القضاء وجهات إنفاذ القانون".
وأضاف: "يرتدي أغلب عناصر الشرطة في السلفادور سترات واقية بسبب الاغتيالات، كما أن السجون تخطت قدرتها الاستيعابية، في مسلسل عنف بلا هوادة، لهذا اخترت أن أنقل واقع السلفادوريين الذين يتحدون خوفهم ويرفعون أصواتهم لوقف هذا العنف".