استعرض المصوّر جونكالو فونسيكا، خلال جلسة "توثيق أزمة السكن"، ضمن الحوارات الملهمة التي يقيمها المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2022"، رحلته في تصوير معاناة السكان المهددين بالإخلاء من منازلهم في لشبونة.
الشارقة 24:
تحدث المصوّر جونكالو فونسيكا، خلال جلسة "توثيق أزمة السكن"، ضمن الحوارات الملهمة التي يقيمها المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، حول رحلته في تصوير معاناة السكان المهددين بالإخلاء من منازلهم في لشبونة، حيث شكلت صوره نقلة نوعية في حياة الكثير من أبناء الأحياء الفقيرة، في واحدة من أصعب الفترات التي مرت على سكان تلك المناطق.
وأوضح فونسيكا، أنه بدأ مشروعاً له يرصد من خلاله مظاهر التراث الذي يوشك على الاندثار في المدينة، ولكنه وجد أن الصوّر خالية من الروح، فاقدة عنصر الحكاية التي يرغب في أن يقتنصها من خلال عدسته، وهذا ما جعله ينتقل إلى منطقة العشوائيات في المدينة، والتي تحتوي أكثر من 10 آلاف شخص هُدِّدوا بفقدان مساكنهم عقب تفاقم أزمة وباء كوفيد-19.
وأضاف فونسيكا، ازدادت أسعار الإيجارات في المدينة، حتى بلغ متوسط أجرة المسكن 1300 يورو، ومتوسط دخل الفرد فيها 700 يورو، وهذا ما دفعني لعمل مسح عام لتلك المساكن التي كان أهلها مهددين من قبل المالكين بالإخلاء، لأجل إقامة نزل فندقية مكانها، فسكنت مع تلك العائلات، ورافقتها في حياتها اليومية، ووثقت كافة تفاصيل المباني وأحياء المدينة من داخلها ومن خلال الأفق البعيد، ومعاناة السكان قبل بدء عملية الهدم وتنفيذ مشروعات فندقية مكانها.
ويبين جونكالو فونسيكا، أنه أراد من خلال مشروعه أن يبعث رسالة مفادهها أن المنزل لا يعد رفاهية يمكن الاستغناء عنها، بل هو حاجة بشرية أساسية لا تقوم حياة الإنسان دونها، وهذا ما دعاه إلى إنشاء مدرسة تصوير في المدينة تتبنى رصد معالم المدينة وأهلها، حيث أقاموا المعارض التي تحكي مجموعة متنوعة من قصص المعاناة والحاجة المنتشرة بين فقراء المدينة، وهذا ما وسع من نطاق المشروع حتى تعرف العالم على أزمة أولئك الناس، وبدأ التحرك لعلاجها.