لخورفكان الماضي العريق حكاية، ولحاضرها المشرق حكايات، وحلم راود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حلم أقرب لمعجزة، خطّ حروفه، وشق دروبه، ليبصر النور، ويتغير واقع ومستقبل خورفكان.
وعلى مدار العشر سنوات الأخيرة، تشرفت بمرافقة صاحب السمو حاكم الشارقة بجولاته الميدانية المتتالية في خورفكان، من قمم الجبال إلى باطن الوديان، يرصد، يراقب، يفكر، يضع صورة لغد أفضل، وإذا به اليوم حاضراً مشهوداً.
وخلال سنوات من العرق والجهد والصبر والعطاء، كان سموه يتوقف في كل زاوية من زواياها، مروراً بمناطقها الجبلية المقفرة من شيص، والنحوة، إلى وادي شي، مروراً بجبال منطقة الجرادية والحراي، تنقل وترجل سموه على تلك الصخور الصماء والطرق غير المعبدة يضع رؤيته وخططه مع مهندسي المشاريع، ونحن متأملين هل ممكن أن تصبح هذه الجبال المقفرة البعيدة يوماً واحات غنّاء وطرق انسيابية وبحيرات كما يريدها صاحب السمو؟
إن تحديات جمة كانت تطل برأسها في كل خطوة ابتداء من صعاب الجغرافيا، والتكلفة المالية الباهظة، ولكن لصاحب الرؤية بعد نظر ورأي آخر، فقد سخر كل الإمكانيات، وروض أعالي قمم الجبال وطوع صخورها القاسية في وقت قياسي.
فالناظر لمدينة خورفكان اليوم من أعلى قمة فيها وهي استراحة السحب التي ترتفع لأكثر من 600 م ويجلس على تلك الإطلالة الآسرة التي سوف تفتتح بعد أيام قليلة يدرك أن خورفكان الأمس ليست كخورفكان اليوم، كيف لا وباتت تعانق المجد كما أراد لها صاحب الأيادي البيضاء ونبع العطاء.
ومن طريقها المعجزة الذي اختصر بأنفاقه العملاقة الزمن والجهد، يصل الزائر لحديقة شيص العائلية، ثم استراحة سد الرفيصة، مروراً بقرية نجد المقصار التاريخية، وأكاديمية العلوم والتكنولوجيا البحرية والعديد من المقار الحكومية الجديدة.
ومن مدخلها الساحر ببحيراته، ونوافيره الراقصة، يحيط بها بساط أخضر، نصل لكورنيش خورفكان المبهر، وعلى جانبيه لوحة جمالية أخرى هي مدرج خورفكان وشلاله المتدفق، ثم شاطئ اللؤلؤية الجاري لتحقيق الحلم به، وفِي الرحلة يشاهد الزائر العديد من المعالم التاريخية على قمم جبالها كنصب المقاومة، وحصن الرابي، وبرج العدواني، وأخيراً وليس آخراً استراحة السحب.
واليوم باتت خورفكان وجهة القاصي والداني من داخل الدولة وخارجها، للاستمتاع بمعالمها السياحية ومقوماتها الجاذبة، وهذا الإقبال لا تخطئه العين ونراه يتجسد في الأعياد والمناسبات بشكل مدهش يخطف الأنظار.
فشكراً لمن سهر الليالي وتكبد العناء، وأعطى بسخاء...شكراً سلطان.