جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
في أمسية شعرية

بيت الشعر بالشارقة يستعرض تساؤلات الحياة وتجارب إنسانية

14 أغسطس 2025 / 12:29 AM
بيت الشعر بالشارقة يستعرض تساؤلات الحياة وتجارب إنسانية
download-img
استعرض بيت الشعر في الشارقة؛ تساؤلات الحياة وتجارب إنسانية ومشاعر الألم والأمل وأحلام الكتابة وأوجاع الفقد والذكريات، في أمسية شعرية نظمها في مقره بمدينة الشارقة يوم الثلاثاء، شارك فيها كل من الشعراء: طلال الصابري من الإمارات، شمس الدين بوكلوة من الجزائر، السر مطر من السودان، وذلك بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير البيت.
الشارقة 24:
 
نظم بيت الشعر في الشارقة؛ أمسية شعرية، يوم الثلاثاء، في مقره بمدينة الشارقة، شارك فيها كل من الشعراء: طلال الصابري من الإمارات، شمس الدين بوكلوة من الجزائر، السر مطر من السودان، وذلك بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير البيت، إضافة إلى حشد كبير من الجمهور، الذي تنوعت مشاربه من نقاد وشعراء ومحبين للقصيدة، والذين امتلأ المسرح بهم، وازدان بتفاعلهم وتصفيقهم.
 
وقدمت الأمسية د. إيمان إيبو، التي رحبت بالحضور، ورفعت أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وقالت: "من هنا.. الشارقة... المرتع اليانع لكل صوت يزهر في فسحة العربية. إنها حاضنة العقل الذي يصنع رغيد الروح، ويترجم إلهامه لخلود إنساني".
 
افتتح القراءات الشاعر طلال سالم الصابري، الذي استحضر تحولات الشاعر وتساؤلاته في عوالم الكتابة، متسائلاً عن جدواها ورؤاها في قصيدة بعنوان "لمن"، من أبياتها:
 
ﻟﻤﻦ ﺳﻮف ﺗﻜﺘﺐ هذه القصيدة
ﺑﺮﻏﻢ اﻷﺳﻰ وحنين العيون
وكيف ﺳﺘﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﻋﺎد ﺻﻮﺗﻚ
يشجي ويطرب ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮن
وكيف ﺳﺘﻜﺒﺮ فيك اﻷﻣﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺐٍ ﻣﺎﺋﻞ ٍ ﺑﺎﻟﻐﺼﻮن
وكيف ﺳﺘﻨﺜﺮ ورد اﻷﻏﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻏﺎرب اﻟﺤﻆ رﻏﻢ اﻟﺸﺠﻮن
 
ثم ألقى نصوصاً عن الحياة والتجارب الإنسانية وعلاقته بالشعر، مصوراً مشاعر الألم والأمل وأحلام الكتابة، فيقول في أحدها:
 
ما زال يمسحُ أحلامًا ويكتبها
يخط حرفاً ويأتي الحرف يلغيه
يجرد العمر ينسى كل أمنيةً
يخنق الوهم في روحٍ ويحييه
تلك الطباشير في جدران موعده
تبوصل الوجهة الأولى وتثنيه
وكلما رف طيرٌ في قصيدته
تصيده طلقةٌ أخرى وترديه
 
بعد ذلك، قرأ الشاعر شمس الدين بوكلوة مجموعة من نصوصه، بدأها بنص لإمارة الشارقة معبراً عن حبه وتقديره لها، وهو بعنوان "طريق الشمس"، فيقول:
 
على سككِ الحقيقةِ قدْ مشيْتُ
وقاطرةُ الزمانِ عليَّ وقْتُ
أنا المعنى المسافر في مجازي
إذا تعبَ الجوادُ إليَّ عُدْتُ
أنا المعنى القريب إلى صفاتي
إذا رجعَ الصدى كِسَفا رجعْتُ
وتتبعني خطايَ إلى بلادٍ
بكلِّ جهاتها شمسا أضأتُ
 
أما في نصه المعنون "حوارية الموت"، فجعل من الفقد موضوعاً يتعالق مع الذكريات والآلام، فيقول:
 
أبدًا بذكْركِ تنقضي ساعاتي
ما بين أحزاني وفي خلواتِي
 وبموتكِ انكسرتْ صفاتي مثلما
لحياتكِ انعطفتْ جميع جهاتِي
 كنتِ القصيدةَ والرفيقةَ، كنتِ آ
خر ما تبقَّى منْ صدى الكلماتِ
 كنتِ الحقيقةَ، تزرعُ الأملَ الجميــ
ــلَ بكلِّ ماضٍ في الحياةِ وآتِ
 
واختتم الأمسية الشاعر السر مطر، الذي قرأ قصيدة "معارج لشرفة عذراء"، ساد فيها أسلوب حواري شفيف يمزج بين البحث والتساؤلات عن آفاق الوجود واصطياد المعنى، ومما جاء فيها:
 
سأَرسِمُ صَيْدًا لِتَائِهِ بِيدٍ
وفي اللَّحْظَةِ البِكْرِ أُخْطِئُ سَهْمِي!
ولَيلًا طَويلًا لِحَاطِبِ لَيلٍ
وفَأْسًا لِيَقْطَعَ أشْجارَ حُلْمِي!
سأرسِمُ شَيبًا بِمَفْرِقِ طِفلٍ
وأكْسِرُ دُمْيَةَ شَيْخٍ بِحَجْمِي!
ومَوتًا يُطِلُّ بِمَكْرٍ عَلَينا
لِيُثْبِتَ أنَّا نَعِيشُ بِوَهْمِ!
 
كما ألقى نصا آخر محملا بأسئلة القصيدة، بعنوان " بكائيّة بين يدي مالك بن الريب" ، استحضر فيه الشاعر الشهير، وحاور روحه الشجاعة وتاريخه المضيء، فقال:
 
على شاطِئِ الدُّنيا أَرَقْتُ سُؤَالِيا
فزادَ وُضوحُ الماءِ إذ كان عارِيا
وفَرَّ إِوَزُّ الوقتِ واصْطَفَّ في الفَضَا
فنادَيْتُهُ: يا عُمْرُ، حَلَّقَ عاليا
لماذا اقترَحْتَ التِّيهَ.. ثم تَركتَني؟
-على كل حالٍ قد أَلِفْتُ المَنافيا-
لأَجلِ غَدِي المَجهول؛ ضَيَّعتُ حاضري!
لألقَى المُنَى شَيخًا؛ أضَعتُ شَبابيا!
 
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدمة الأمسية.
August 14, 2025 / 12:29 AM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.