جار التحميل...
يؤمن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن القراءة ضرورة حضارية وإنسانية تتجاوز مجرد فهم المكتوب لتصبح مكوناً رئيسياً لبناء الشخصية المثقفة، وبأن الكتاب هو جوهر الثقافة والعلم والمعرفة، وقد ترجم هذا الإيمان إلى واقع ملموس من خلال توجيهاته المستمرة لتعزيز دور المكتبات ومؤسسات المعلومات، كما يتضح في دعمه لاحتفالية مئوية المكتبات العامة في الشارقة.
وتأتي جائزة الشارقة للأدب المكتبي تجسيداً لهذه الرؤية، وترجمةً عمليّةً لتوجيهات سموه الرامية إلى بناء مشروع حضاري يقوم على الارتقاء بالمكتبات، وإثراء مضامينها المعرفية، وضمان وصول أفراد المجتمع إلى منابع العلم والثقافة والتعلم، وتُعد هيئة الشارقة للكتاب الجهة الرسمية المسؤولة عن هذه الجائزة، فيما تتولى إدارة مكتبات الشارقة العامة، بصفتها إحدى إدارات الهيئة، الإشراف على تنظيم الجائزة وتنفيذ فعالياتها.
وتسلط السطور التالية الضوء على أبرز المعلومات المرتبطة بجائزة الشارقة للأدب المكتبي، والتي تُمثّل منارةً علميّةً رائدةً في احتفائها بالإبداع والمعرفة في رحاب المكتبات ومؤسسات المعلومات:
تحمل جائزة الشارقة للأدب المكتبي رسالة علمية نبيلة تهدف إلى ترسيخ البصمة المعرفية المتميّزة في منظومة الثقافة، فقد واصلت الجائزة مسيرتها التطويرية عبر أكثر من عقدين من الإبداع والعطاء؛ إذ شكلت معالم طريقها وحددت آفاق رسالتها بوضوح، كما حرصت هيئة الشارقة للكتاب على دعمها لرعاية الوعي المكتبي والمعلوماتي ونشره على مستوى المتخصصين والجمهور، وقد تمكنت من تحقيق هدفها في النهوض بالثقافة، وتعزيز الإنتاج الفكري في مجالات المكتبات، والوثائق، والأرشيف، والمعلومات على مستوى العالم العربي، من خلال تقديم رؤى تطبيقية وتجارب واقعية.
تُسجل جائزة الشارقة للأدب المكتبي مسيرة تاريخية حافلة بالإنجازات منذ انطلاقتها؛ فقد تناولت موضوعات متنوعة ومتطورة عبر دوراتها المتعاقبة؛ فقد ركزت على قضايا المكتبات والتنمية، والمكتبة والإنترنت، والقراءة وعلاقتها بالتنمية الفكرية، كما تطرق في إحدى دوراتها إلى حركة النشر العربية، وخدمات المعلومات والمراجع في عصر التكنولوجيا، وقد واكبت الجائزة التطورات المعاصرة من خلال التركيز على المكتبات الرقمية، والشبكات الإلكترونية، وحماية المعلومات، مما جعلها تُواكب احتياجات العصر، وتُلبي متطلبات التطوير المستمر.
ويركز موضوع الجائزة لعام 2025 -في إطار هذه المسيرة المتطورة- على "مؤسسات المعلومات والصناعات الثقافية والإبداعية"، مما يعكس رؤية متقدمة تتجاوز الأدوار التقليدية للمكتبات؛ لتشمل دورها المحوري في تعزيز الإبداع والابتكار، ويركز على أهمية المكتبات في كونها دعامة أساسية للبنية التحتية المعرفية، ودورها في دعم النمو الاقتصادي من خلال الشراكات مع مجتمع الأعمال، وتقديم الدعم لريادة الأعمال.
تتميّز جائزة الشارقة للأدب المكتبي بهيكلتها المتطورة التي تشمل ثلاث فئات رئيسة تُغطي جوانب متعددة من الاحتفاء بالمعرفة، فالفئة الأولى تُركز على الجائزة البحثية التي تُمثل القوام الرئيس للجائزة وتُحدد موضوعاً متخصصاً كمحور للأبحاث المقدمة، بينما تُعنى الفئة الثانية بتكريم أفضل مكتبة ومؤسسة معلومات عربية تُسهم في خدمة مجتمعها بطرق احترافية.
وتركّز الفئة الثالثة على المشاريع الجماعية التي تنفذها فرق العمل في المكتبات ومراكز المعلومات العربية، وتستهدف المبادرات المتخصصة التي تسعى لتحقيق أهداف محددة في مجالات حيوية مثل؛ التحول الرقمي، والاستفادة من التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي.
تضع جائزة الشارقة للأدب المكتبي معايير دقيقة لضمان التميز الأكاديمي عبر فئاتها المختلفة؛ إذ تشترط الجائزة البحثية في أهم متطلباتها أن تتميّز الدراسات بالأصالة العلمية والموضوعية وألا تكون منشورة مسبقاً، كما تُلزم الباحثين بالالتزام بالمنهجية العلمية الصحيحة مع تقديم مقدمة شاملة وملخص تنفيذي ثنائي اللغة، بالإضافة إلى عدم تجاوز البحث لحدود 35 صفحة أو 10000 كلمة مع الالتزام بقواعد التوثيق المعتمدة، وضرورة خلو النص من الأخطاء اللغوية مع تضمين النتائج والتوصيات والكلمات الدالة.
وفيما يخص جائزة أفضل مكتبة؛ فإنَّ أهم متطلباتها تركز على شمولية المصادر والكتب الحديثة، وجودة الخدمات المقدمة للمستفيدين، علاوة على ضرورة توفير إمكانية الوصول لجميع الفئات بمن فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والمنصات الرقمية، كما تؤكد على أهمية امتلاك كوادر متخصصة مؤهلة وخطط ابتكارية واضحة لاستشراف المستقبل، بجانب تفعيل الشراكات التعاونية على المستويين المحلي والإقليمي وبرامج التواصل المجتمعي الفعالة والمؤثرة.
وتتمثل معايير جائزة أفضل مشروع بالتوضيح كيف دعم التحول الرقمي، وعزز ثقافة الإبداع والابتكار المؤسسي، وحسن ممارسات الضبط الببليوغرافي، ووظف التقنيات المتطورة مثل؛ الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، إضافة إلى تفعيل استثمار المجموعات وتحقيق تأثير قابل للقياس على المستفيدين والمجتمع، مع التأكيد على التفرد، والريادة في الممارسات، والاستدامة طويلة المدى، وقابلية نقل التجربة، وتوريث الخبرات لمؤسسات أخرى مماثلة.
تُقدم جائزة الشارقة للأدب المكتبي حوافز مالية مجزية تقديراً عن الجهود المبذولة في تطوير هذا المجال؛ إذ تبلغ قيمة المركز الأول في الفئة البحثية 20000 درهم، والثاني 15000 درهم، والثالث 10000 درهم، كما يُخصص مبلغ 20000 درهم لأفضل مكتبة ومؤسسة معلومات عربية، ويخصص مبلغ مماثل لأفضل مشروع أو ممارسة في التخصص، وهذا التقدير المادي يُرافقه تقدير معنوي كبير يُعزز من مكانة الفائزين في مجتمع المتخصصين، ويُحفز الآخرين على الإبداع والتطوير.
ختاماً، تبقى هذه الجائزة شاهداً حياً على التزام الشارقة الراسخ بالنهوض بالحضارة الإنسانية، وترسيخ مكانتها في كونها عاصمة عالمية للثقافة، والمعرفة، والإبداع المستدام.
المراجع
[1] sheikhdrsultan.ae, عشق سلطان للقراءة والكتاب
[2] sba.gov.ae, جائزة الشارقة للأدب المكتبي
[3] spll.shjlib.gov.ae, جائزة الشارقة للأدب المكتبي 2024- 2025
[4] shjlib.gov.ae, عرض تاريخي لموضوعات جائزة الشارقة للأدب المكتبي
[5] sharjah24.ae, "الشارقة للأدب المكتبي 2024" يؤكد أهمية المكتبات في دعم الثقافة