ماراثون الشارقة عنوانٌ للياقة وروح التحدي في الإمارة

وتعدّ هذه الجمعية مؤسّسةً تطوّعيةً اجتماعيةً، تأسست عام 2009 تحت مظلة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتترأسها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وتسعى الجمعية لنشر الوعي الصحي حول أمراض المفاصل، وأساليب الوقاية منها، وتقديم الدعم للمرضى المحتاجين، بالإضافة إلى تعزيز وحدات العلاج المتخصصة.

ويأتي هذا الماراثون ترجمةً للرؤية الشاملة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم الأنشطة الرياضية المختلفة، والتي تساهم بدورها في الحفاظ على صحة أبناء المجتمع بمختلف فئاته، وهذا يعني ضرورة توفير البيئة الإيجابية الجاذبة لممارسة الرياضة، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من نمط الحياة الصحي في الإمارة.

ويتمثّل دور هذا الماراثون في تعزيز اللياقة البدنية وروح التحدي في الإمارة بالنقاط الآتية:

التطور المستمر: نمو ماراثون الشارقة عبر السنوات

يشهد الماراثون السنوي الذي تنظمه الجمعية تطوراً ملحوظاً في أعداد المشاركين من عام لآخر، فبينما بدأ عام 2013 بثلاثمئة متسابق في نسخته الأولى، وصل في النسخة الثانية عشرة عام 2025 إلى أكثر من خمسة آلاف مشارك، ويعكس هذا النمو المتزايد نجاح الحدث في غرس ثقافة الرياضة والحركة بين أفراد المجتمع، وإدراكهم المتزايد لأهمية النشاط البدني في الوقاية من آلام المفاصل، والحفاظ على اللياقة البدنية كجزء لا يتجزأ من نمط الحياة الصحي.

تنوع الفئات: إتاحة المشاركة لجميع الأعمار والقدرات

صُمم ماراثون الشارقة ليكون حدثاً رياضياً شاملاً يلبي احتياجات وقدرات جميع شرائح المجتمع من مختلف الأعمار ابتداءً من سن الثانية وحتى كبار السن، وذلك من خلال خمس مراحل متنوعة ومتدرجة الصعوبة؛ إذ يفتح أبوابه للصغار من عمر السنتين فما فوق من خلال مسار المشي لكيلومتر واحد، كما يتاح للأطفال من عمر 8 سنوات فما فوق فرصة خوض تجربة الجري لمسافة 2.5 كيلومتر.

بينما يمكن للمشاركين من عمر 13 سنة فما فوق التحدي في مسافة 5 كيلومترات جري، وتتاح الفرصة أيضاً للمشاركين من عمر 16 سنة فما فوق للاختيار بين تحدي الجري لعشرة كيلومترات أو المسافة الأطول 21 كيلومتراً.

وشهدت النسخة العاشرة من الماراثون -مثالاً على هذا التنوُّع العمري الواسع- مشاركةً استثنائيةً لمتسابق يبلغ من العمر 94 عاماً، وقد مثّلت مشاركته مصدر إلهام للمشاركين الآخرين، كما جسّدت الروح الحقيقية للماراثون التي تؤكد أن الرغبة في التحدي والمشاركة الرياضية لا تعرف حدود العمر، مما يعكس نجاح الحدث في تحقيق هدفه بكونه منصة رياضية جامعة تحتضن جميع الأعمار والقدرات.

الأنشطة المصاحبة: برنامج تثقيفي وترفيهي متكامل

يرافق الماراثون برنامج غني بالأنشطة التوعوية والترفيهية التي تخدم جميع أفراد العائلة؛ إذ يشمل الفحوصات الطبية المجانية، والاستشارات الصحية، والغذائية المتخصصة، كما يتضمن عروضاً بحرية متنوعة بالتعاون مع نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية، مثل: الكاياك، والتجديف، بينما تضيف الأنشطة الترفيهية للأطفال مثل: الرسم على الوجه، والعروض الرياضية المتنوعة بُعداً عائلياً يجعل الحدث تجربة شاملة تجمع بين الفائدة والمتعة لجميع الحضور.

الأثر المجتمعي: تعزيز الوعي الصحي ودعم المرضى

يمتد تأثير هذا الحدث الرياضي ليتخطى مجرد كونه نشاطاً بدنياً؛ فقد تحوَّل إلى منصّة أساسية لبث الوعي بشأن التهابات المفاصل وسبل تجنبها، كما يساهم في تجميع الجهود المجتمعية لمؤازرة المصابين بهذه الأمراض عبر التجاوب الفعّال مع احتياجاتهم وتحدياتهم اليومية.

ويتيح الماراثون آفاقاً واسعة لتقديم العون المالي والنفسي للمرضى المحتاجين، في الوقت الذي يعمق من قيم العمل الخيري والتضامن المجتمعي الذي يعكس هوية إمارة الشارقة ويجعلها مثالاً يقتدى به في رعاية الفئات المحتاجة من المجتمع.

الرعاية المؤسسية: شراكات استراتيجية تدعم النجاح

تحظى فعاليات الماراثون بدعم واسع من المؤسسات الحكومية والخاصة في الإمارة؛ إذ تشارك القيادة العامة لشرطة الشارقة ومجلس الشارقة الرياضي في تنظيم الحدث، كما تساهم جهات عدّة في رعاية الفعالية مما يضمن تقديم تجربة متكاملة للمشاركين، بينما تتضافر هذه الجهود لتوفير بيئة آمنة ومحفزة تجعل من الماراثون منصة مثالية؛ لتعزيز ثقافة التحدي الرياضي في المجتمع.

التتويج والتقدير: تكريم الإنجازات والشراكات المتميّزة

تختتم فعاليات الماراثون بتكريم المتسابقين المتميزين في المسارات الخمسة المختلفة، كما يشهد تقدير الجهات الداعمة، والمؤسسات الشريكة التي ساهمت بفعالية في إنجاح هذا الحدث الرياضي الاستثنائي، وبذلك يؤكد هذا التكريم على الدور المحوري للماراثون كعنوان بارز للياقة البدنية وروح التحدي في الإمارة؛ إذ يجسد هذا التقدير قيم التميز والإنجاز التي تسعى الشارقة لترسيخها في مجتمعها على المستوى الرياضي والصحي.

ختاماً، يمثل هذا الماراثون نموذجاً مثالياً للمبادرات المجتمعية الشاملة؛ فهو يجمع بين الرياضة والخير والتوعية، مما يجعله رمزاً لقيم التضامن والعطاء التي تميّز إمارة الشارقة.

المراجع 

[1] hpd.sharjah.ae, جمعية أصدقاء مرضى إلتهاب لمفاصل
[2] uhs.ae, الماراثون السنوي الحادي عشر “الحركة هي الحياة”
[3] sharjah24.ae, الأحد.. "أصدقاء مرضى التهاب المفاصل" ستطلق الماراثون السنوي الـ12