مبادرات تحمل الأمل من جمعية أصدقاء مرضى السرطان في الشارقة

وتتمثل أبرز المبادرات التي تحمل بصمات الأمل والتفاؤل في رحلة مواجهة مرض السرطان، والتي تجسد فلسفة الجمعية في تقديم الدعم الشامل للمرضى وأُسَرِهم بما يأتي:

خُصل الأمل: إعادة الثقة والجمال للحياة

تُشكّل مبادرة "خُصل الأمل" إحدى أجمل صور الدعم النفسي التي تقدمها الجمعية للمصابين؛ إذ تركز على توفير شعر مستعار طبيعي عالي الجودة للأشخاص الذين فقدوا شعرهم بسبب العلاج الكيميائي، كما تستقبل الجمعية بشكل دائم تبرعات الشعر الطبيعي من الجمهور وفق معايير محددة لطول الشعر وجودته، مما يتيح للمجتمع المشاركة الفعالة في إنجاح هذه المبادرة النبيلة.

وتسعى هذه المبادرة الإنسانية إلى إعادة الثقة بالنفس لدى المرضى من خلال مساعدتهم على استعادة مظهرهم الطبيعي، ممّا يُعزّز من قدرتهم على مواجهة المجتمع بنظرة إيجابية ومتفائلة، كما تساعد على كسر الحواجز النفسية التي قد تنشأ نتيجة تغيرات المظهر الخارجي، وبذلك تحمل الأمل والسعادة إلى قلوب المصابين عبر استرداد شعورهم بالجمال.

القافلة الوردية: بوابة الكشف المبكر والتوعية

تُمثّل القافلة الوردية التي انطلقت عام 2011 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، نموذجاً مشرقاً للمبادرات الوقائية؛ فهي تهدف إلى نشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي والوقاية منه.

وتحمل هذه المبادرة الأمل للمجتمع من خلال تمكين النساء من اكتشاف المرض في مراحله الأولى، مما يزيد من فرص العلاج الناجح والشفاء التام، كما تقدم الدعم النفسي للمشاركات عبر توعيتهن بأن الكشف المبكر ليس مصدر قلق بل يعد طريقاً للطمأنينة والحماية، وبذلك تغرس في نفوسهن شعوراً بالأمان والتفاؤل تجاه المستقبل.

مسيرة لنحيا: تضامن مجتمعي يحتضن الأمل

تشكل مسيرة "لنحيا" التي وصلت إلى نسختها الرابعة عام 2025 حدثاً مجتمعياً استثنائياً يجمع جميع فئات المجتمع لدعم مرضى السرطان، وتحمل هذه المبادرة الجماهيرية الأمل من خلال إظهار حجم التضامن المجتمعي والدعم الواسع للمصابين؛ فهي تثبت لهم أنهم ليسوا وحدهم في رحلة العلاج، كما تقدم دعماً نفسياً قوياً عبر الطاقة الإيجابية المنبعثة من المشاركين والتي تنعكس على معنويات المرضى، وتعزز ثقتهم بقدرتهم على التغلب على المرض.

مبادرة أنا: اهتمام خاص بسرطان الأطفال

أطلقت الجمعية عام 2014 مبادرة "أنا" المخصصة للكشف المبكر عن سرطان الأطفال والتوعية بأعراضه، بتوجيه من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مؤسسة وراعية الجمعية.

وتحمل هذه المبادرة الأمل للأطفال المصابين وأسرهم من خلال تشجيعهم على تقبل الذات والاحتفاء بتفردهم رغم التحديات الصحية؛ إذ تعزز ثقتهم بأنفسهم وتساعدهم على التعامل مع المرض بشجاعة، كما تقدم دعماً نفسياً للوالدين عبر تزويدهم بالمعلومات اللازمة للكشف المبكر، مما يمنحهم شعوراً بالسيطرة والقدرة على حماية أطفالهم.

رحلة عمرة للمرضى: الدعم الروحي والمعنوي

تنظم الجمعية رحلات عمرة سنوية للمرضى المسجلين لديها بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية، وتحمل هذه المبادرة الروحانية الأمل إلى قلوب المصابين من خلال تحقيق أمنية روحية عزيزة على قلوبهم؛ إذ توفر لهم فرصة للتقرب إلى الله والدعاء في الرحاب المقدسة، كما تقدم دعماً نفسياً عميقاً عبر إشعار المرضى بأنهم محل اهتمام ورعاية، مما يعزز شعورهم بالانتماء والأمل، ويساعدهم على مواجهة تحديات المرض بقوة وإيمان أكبر.

الدعم الرمضاني المتكامل: مبادرات تخفف الأعباء وتنشر الفرح

تسعى الجمعية خلال شهر رمضان إلى توزيع الطرود الغذائية على المرضى والمتعافين، وتنظيم إفطار جماعي يجمعهم بعائلاتهم في أجواء من التآلف والمحبة، بالإضافة إلى تنظيم رحلات تسوق لشراء ملابس العيد للأطفال المصابين.

وتحمل هذه المبادرات الاجتماعية الأمل من خلال تخفيف الأعباء المالية عن الأسر المتضررة اقتصادياً بسبب تكاليف العلاج، وتشعرهم بالكرامة والاهتمام المجتمعي، كما تقدم دعماً نفسياً للأطفال بشكل خاص عبر إدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم من خلال تجربة تسوق ممتعة، مما يساعدهم على تجاوز صعوبات المرض بروح إيجابية.

كتاب الناجون: قصص الإرادة والانتصار

يضم هذا الكتاب الذي أصدرته الجمعية في معرض الشارقة للكتاب 2021 قصصاً حقيقية لخمسة عشر شخصاً تغلبوا على السرطان؛ إذ تظهر هذه القصص قوة الإرادة والصمود أمام المرض، ويحمل الكتاب رسائل دعم وتوعية للمتعافين، ويوضح أهمية المساندة النفسية خلال العلاج، كما يبث الأمل في نفوس المرضى الذين ما زالوا يكافحون من خلال عرض قصص نجاح واقعية، ويقدم نموذجاً مشجعاً لتبادل التجارب والدروس التي مر بها المتعافون والصعوبات التي تجاوزوها بعزيمة وإصرار.

ختاماً، إلى جانب ما ذُكر أعلاه أطلقت الجمعية مبادرات أخرى، مثل: مبادرة "لوّن عالمي"، التي تتضمّن تنظيم مجموعة من الأنشطة على مدار العام، مثل: الرحلات الترفيهية، والفعاليات الرياضية، وورش العمل التفاعلية؛ إذ تُمكّن المرضى من الانخراط في أنشطة تُشعرهم بالمتعة، وتُعزز لديهم روح التفاؤل في مواجهة التحديات. 

وتوجد أيضاً مبادرة "عربة المرح"، التي تهدف لرسم الابتسامة والأمل على وجوه الأطفال المصابين، وغيرها العديد، وبذلك تستمر جمعية أصدقاء مرضى السرطان في الشارقة برسم خارطة الأمل والعطاء، مؤكِدةً أنَّ الإنسانية الحقيقية تتجلى في لحظات المحن، وأنَّ التضامن المجتمعي قادر على تحويل التحديات إلى قصص نجاح ملهمة. 

المراجع 

[1] focp.ae, نبذة عن الجمعية
[2] sheikhdrsultan.ae, سلطان: ندعم جهود البحث العلمي للوصول إلى حلول لأمراض السرطان
[3] sharjah24.ae, مسيرة "لنحيا" 2025 تعود إلى الشارقة لتنشر الأمل والوعي بالسرطان
[4] hpd.sharjah.ae, جمعية أصدقاء مرضى السرطا ن