جار التحميل...
ويُجسد المهرجان رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء جيل مبدع ومتمسك بهويته الثقافية، بتمكين الأطفال والشباب، وتعزيز وعيهم الفكري والإبداعي، وتأتي رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة للمهرجان تأكيداً على التزام الإمارة بدعم الفنون الهادفة التي تسهم في تنمية الذائقة الفنية للأطفال والشباب، وتوفير منصة تتيح لهم التعبير عن أنفسهم، واكتشاف ثقافات العالم.
انطلق مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب عام 2013 بعدّه أول مهرجان سينمائي متخصص يستهدف الأطفال والشباب على مستوى دولة الإمارات والمنطقة، وتتولى مؤسسة "فن" التابعة لحكومة الشارقة تنظيم هذا الحدث السنوي البارز.
ويهدف المهرجان إلى تحفيز المواهب السينمائية المحلية وعرض الأعمال السينمائية التي يقدمها الأطفال والشباب، كما يهدف إلى تعريف النشء الإماراتي بالثقافات العالمية المتنوعة بعروضه السينمائية، ويوفر لهم الفرصة لتطوير مهاراتهم في مجال صناعة الأفلام، وذلك بلقاءات مباشرة مع مبدعين في هذا المجال، ما يسهم في تثقيفهم وإلهامهم ليصبحوا صناع أفلام مبدعين في المستقبل.
كما يقدم المهرجان عروضاً متنوعة لأفلام من مختلف دول العالم تستهدف الأطفال والشباب، ويستضيف في دوراته المتعاقبة عشرات القصص السينمائية والأفلام التي تُختار بعناية فائقة من عشرات الدول، ما يتيح للأطفال والشباب استكشاف ثقافات متنوعة، وقصص ملهمة تغذّي خيالهم، وتفتح آفاقاً جديدة أمامهم للتعرُّف إلى عوالم مختلفة، وتنمية الذائقة الفنية لديهم.
ويضم المهرجان ثماني فئات، هي كالآتي: فيلم من صنع الأطفال والناشئة، وفيلم من صنع الطلبة، وفيلم روائي عربي قصير، وفيلم روائي دولي قصير، وفيلم رسوم متحركة طويل، وفيلم رسوم متحركة قصير، وفيلم وثائقي، وفيلم روائي طويل.
يرحب مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب بالمبدعين والمنتجين السينمائيين ممن هم في عمر 18 عاماً أو أكبر، لتقديم أعمالهم القصيرة، والمشاركة في جلسات العرض المتخصصة ضمن فعاليات المهرجان.
وتمثل هذه المبادرة منصة استثنائية للتواصل مع صناع القرار، والخبراء في الصناعة في مدة انعقاد المهرجان؛ لأنها تركز على استقطاب المشروعات المميزة، وتقديم فرص حقيقية للدعم والتمويل، ما يساعد المبدعين على تحويل أفكارهم إلى أعمال سينمائية متكاملة.
تتنوع شروط المشاركة لتشمل المبدعين من جميع الجنسيات ممن تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق، ويشترط أن تكون المشروعات موجهة للأطفال حتى سن 17 عاماً أو للشباب بين 18 و25 عاماً، وألا تتجاوز مدة العرض 30 دقيقة، فضلاً عن إمكانية تقديم المشروعات بمختلف مراحلها الإنتاجية، مع قبول الأنماط الفنية جميعها من روائية ووثائقية ورسوم متحركة، على أن تلتزم بالمعايير الأخلاقية وتخلو من المحتوى غير المناسب.
يحرص المهرجان على تقديم باقة متنوعة من الورش التدريبية المتخصصة التي تمنح المشاركين الفرصة لتحويل إبداعاتهم إلى واقع ملموس، ويقود هذه الورش خبراء متمرسون في مجالات السينما والفنون الإعلامية، وتغطي هذه الورش مجالات حيوية؛ مثل فنون الرسوم المتحركة، وتقنيات التصوير السينمائي، وأساسيات كتابة السيناريو، والمؤثرات الصوتية، ما يعزز روح الابتكار لدى المشاركين، ويطلق عنان قدراتهم الإبداعية، ويمكّنهم من التعبير عن أفكارهم بأساليب فنية متنوعة.
كما تُقام العديد من الجلسات الحوارية في المهرجان، يُديرها نخبة من الخبراء في مجال صناعة الأفلام من العرب والأجانب، تُناقش فيها سُبل دعم الجيل الجديد من الشباب الموهوبين، واستعراض الفرص المتاحة أمامهم لإنتاج أفلام معاصرة تُعبّر عن أفكارهم وتتناول قضاياهم.
يفتح المهرجان أبوابه للمواهب الشابة المهتمة بالسينما، فقد أطلق برنامج "المحكمين الواعدين"، لإتاحة الفرصة للمشاركة في لجان التحكيم وتقييم الأعمال السينمائية، ويهدف البرنامج إلى صقل مهارات المشاركين في التفكير النقدي والتحليلي وتطوير رؤيتهم السينمائية المعتمدة على الخيال البنّاء.
يختار المشاركون وفقاً لمعايير محددة، فيشترط البرنامج أن تتراوح أعمار المتقدمين بين 12 إلى 20 سنةً، ويجب أن يُظهر المشاركون شغفاً حقيقياً بالسينما، ويمتلكون قدرات تحليلية ونقدية متميزة، ويشترط أيضاً إتقان التواصل باللغة العربية أو الإنجليزية، والاستعداد إلى المشاركة الفعالة في الاجتماعات والنقاشات مع أعضاء اللجان وصناع الأفلام جميعهم، ويرحب بمشاركة الشباب من مختلف الجنسيات ودول العالم، ما يثري التجربة بتنوع الرؤى والثقافات.
شهدت النسخة الحادية عشرة من المهرجان إطلاق مبادرة "ضيف شرف المهرجان"، وحظيت فلسطين بباكورة هذا التكريم؛ تقديراً لإرثها الفني المتميّز، ودورها في إغناء المشهد السينمائي العربي، وقد أتاحت هذه المبادرة للحضور نافذة لاستكشاف الإبداع الفلسطيني عبر باقة من الأفلام التي تجسد الهوية، والتراث، والثقافة الفلسطينية بأبعادها المختلفة.
يحتفي المهرجان بالإبداع السينمائي بباقة متنوعة من الجوائز التحفيزية التي تتراوح قيمتها بين 5000 درهم إماراتي للأفلام من صنع الأطفال واليافعين، و10000 درهم إماراتي لفئات الأفلام الاحترافية، وتغطي هذه الجوائز مختلف الأنماط السينمائية من الروائية والوثائقية إلى الرسوم المتحركة، ويُخصص المهرجان جائزة بقيمة 7000 درهم إماراتي لأفضل فيلم من صنع الطلبة، ما يعكس التزامه بدعم المواهب الناشئة، وتشجيع روح الإبداع السينمائي لدى الأجيال الجديدة.
وتوكل مهمة تقييم الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان المختلفة إلى أعضاء لجان تحكيم تضمّ مخرجين وخبراء من مختلف دول العالم.
ختاماً، يمثل مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب حاضنة للمواهب الشابة، وجسراً يربط بين أحلامهم وصناعة السينما العالمية؛ فهو لا يكتفي بعرض الأفلام، بل يسعى إلى بناء جيل مبدع قادر على استخدام الخيال بعدّه سلاحاً ضد التنميط، والكراهية، وأداة للتعبير عن الذات، وتغيير العالم نحو الأفضل.
المراجع
[1] siff.ae, عن المهرجان
[2] sharjahevents.ae, مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال و الشباب
[3] sharjah24.ae, مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب يفتتح نسخته الـ 11
[4] yoursharjah.com, مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب 2025