جار التحميل...
ويعدّ فيلم "خورفكان" من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ فقصته وأحداثه مستوحاة من الكتاب التاريخي "مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي: سبتمبر 1507" لصاحب السمو حاكم الشارقة.
وقد تولّت هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون إنتاج العمل، بالتعاون مع شركة "جيت جو فيلمز ليميتد" المتخصّصة في الأفلام التاريخية، وفي عام 2020 شهد مدرج خورفكان عرضاً للفيلم على شاشة كبيرة، في تجربة بصريّة حيّة، ومن ثم عُرض في دور السينما المنتشرة في الدولة.
يُسلّط فيلم خورفكان الضوء على الحملة البرتغالية التي استهدفت سواحل الإمارات الشّرقية بقيادة ألفونسو دي ألبوكيرك عام 1507، وتبدأ أحداث الفيلم بمشاهد تمهيدية ترسم خلفية تاريخية وبيئية للمدينة، لتأهيل المشاهد لفهم السياق الزمني والمكاني للصراع الذي سيجري.
ويبرز الحدث المفصليّ في الفيلم، عند وصول أخبار وإشارات للسكّان باقتراب أسطول برتغالي من المنطقة، وكان الأسطول تحت قيادة ألبوكيرك، ويضمّ ست سفنٍ حربيةٍ ضخمة مجهّزة بالمعدّات العسكرية المُتقدّمة، والمدافع، والجنود.
ويتحدّ الأهالي معاً ببسالة في إطار حبكةٍ متقنة، ومشاهد مملوءة بالدراما، والملحمية، والبطولة، ويتفانون في بذل كلّ ما يملكون رغم بساطته في سبيل الدّفاع عن أنفسهم، ووطنهم، وثرواتهم، ومقاومة الاجتياح البرتغاليّ وطرده، ولا يكون الأمر سهلاً؛ فهم سيواجهون جنوداً وقادةً يريدون سفك الدماء.
ويُمثّل الفيلم توثيقاً تاريخياً دقيقاً؛ ومصدراً معرفياً وثقافياً أسهم في توضيح ملامح الحضارة العربية عموماً والحضارة الإماراتية تحديداً للباحثين أو المهتّمين في هذا المجال.
وأولى صاحب السمو حاكم الشارقة لهذا المشروع السينمائي دعماً ورعاية كبيرين؛ إذ لم يكتفِ سموه بالدعم العام، بل شارك بفاعلية في تفاصيل العمل في مراحله الأولى، بدءاً من الزيارات الميدانية لمواقع التصوير، والإشراف المباشر على اختيار الشخصيات والعناصر البصرية التي تُعبّر بدقة عن الفترة التاريخية التي يُسلط الفيلم الضوء عليها، ليصبح الفيلم مرجعاً بصرياً وروحياً يحفظ تضحيات أبناء خورفكان، ويخلّد صمودهم في وجه العدوان.
يُعدّ فيلم خورفكان أحد أهم الأعمال السينمائية التاريخية الخليجية الضخمة؛ ويعكس انتشاره على نطاقٍ واسع -ضمن صالات العرض السينمائية المحلّية والعالمية- وحصوله على جوائز عدةٍ في هذا الخصوص العمل الدؤوب الذي بذلته هيئة الشّارقة للإذاعة والتلفزيون بِعَدّها جهةً منتجةً للعمل.
فضلاً عن جهود المخرجيْن العالميين موريس سويني من أصولٍ إيرلندية وبين مول من أصولٍ بريطانية، وبراعتهما -تحت إشراف وتنفيذ الهيئة وشركة جيت- في بناء المدينة التاريخية على نحو احترافيّ وكامل؛ بدءاً من تجهيز مواقع التصوير من شواطئ خورفكان، وجبالها، ومزارعها، بما فيها شاطئ الزبارة الذي عُدَّ موقع عملٍ أساساً بفضل طبيعته التي تعكس مشهداً حضارياً وتراثياً مُلهماً يُلائم طابع الفيلم التاريخيّ.
وقد برعت الجهات المُشاركة في إنتاج الفيلم وإخراجه أيضاً في اختيار الأدوات التاريخية؛ كالأدوات الحربية، والسّفن، والقوارب، واختيار الشّخصيات، والأزياء، والمكياج السينمائيّ، والمؤثّرات الصّوتية والبصرية والضوئية وتقنيات التصوير الاحترافية؛ كلّ ذلك بما يتلاءم مع الحقبة الزمنية المنشودة، ويعكس في الوقت نفسه ملحمةً سينمائية تبقى حاضرةً في وجدان الأجيال.
كما ضمّ الفيلم مجموعةً من نجوم الفنّ المُبدعين الإماراتيين ومن مختلف الجنسيات العربية أيضاً؛ الذين جسّدوا أدوارهم باحترافيةٍ وإتقان أسهما في الخروج بعملٍ متكاملٍ؛ أبرزهم: رشيد عسّاف بدور ألبوكيرك، وقيس الشيخ نجيب، وقاسم ملحو، وأحمد الجسمي، ومحمد العامري، وحبيب غلّوم، ومحمد العامري، وعبد الله بن حيدر، وغيرهم.
تُوّج ذلك المجهود كلّه بحصول الفيلم على جوائز عديدة في المهرجانات السينمائية الدولية، من أبرزها الجوائز الثلاثة التي حصدها في مهرجان أثفيكفاروني السينمائي الدولي في الهند عام 2022، وجائزة أفضل فيلم روائي طويل في الدورة الثامنة من مهرجان فيجن للأفلام في إيطاليا، إضافةً إلى ذلك تُرجم الفيلم للّغات عدة، من بينها الإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، وعُرِضَ على أبرز منصات الأفلام العالمية.
ختاماً، استحضر فيلم خورفكان الذّاكرة التاريخية للوطن عبر عملٍ سينمائيٍّ إبداعيٍّ ضخم، اجتمعت فيه خبرات الجهات المُنتجة، والمخرجين، وطاقم العمل معاً، بما يُحقّق رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة في حفظ تاريخ المنطقة، وهويّتها، وبالاستناد إلى أحداثٍ تاريخية دقيقةٍ.
المراجع
[1] sheikhdrsultan.ae, سلطان وسعود القاسمي يشهدان العرض الأول لفيلم «خورفكان 1507»
[2] sgmb.ae, فيلم "خورفكان" يواصل حصد الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية
[3] sharjah24.ae, فيلم "خورفكان" رسالة حاكم الشارقة لأهالي المنطقة