جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
هُنا تشم عبق الماضي

بيت السركال وبيت عبيد بن حمد الشامسي نافذة على الماضي العريق

21 يوليو 2025 / 10:08 PM
بيت السركال وبيت عبيد بن حمد الشامسي نافذة على الماضي العريق
download-img
تُعد البيوت التراثية في منطقة قلب الشارقة شاهداً حياً على تاريخ المنطقة وعمارتها الأصيلة، ومن أبرزها بيت السركال وبيت عبيد بن حمد الشامسي اللذين يجسدان أصالة التراث المعماري في المنطقة.


فيما يأتي استعراض لهذين البيتين التراثيين، وما تحمله جدرانهما من قصص تاريخية:


جدران تسرد حكاية النشأة: شاهد على القرن التاسع عشر

تروي جدران بيت السركال قصة عريقة داخل حدود سور المدينة القديمة تعود إلى عام 1840م، فهو يبرز كأحد البيوت القليلة ذات الطوابق الثلاثة في تلك الحقبة، ويتميّز بتصميمه المربع الأنيق الذي يمتد على مساحة تقدر بنحو 429.5 متراً مربعاً، ما يجعله معلماً بارزاً في النسيج العمراني للمدينة.

في المقابل تسرد جدران بيت عبيد بن حمد الشامسي تاريخاً يعود إلى عام 1845، وتحتضن بين أركانها 16 غرفة موزعة على طابقين، منها ثلاث غرف في الطابق العلوي، وتتربع هذه التحفة المعمارية على مساحة شاسعة تبلغ 1,160 متراً مربعاً مطلة على كورنيش الشارقة، ما يجعلها شاهداً حياً على روح العصر الذي شُيدت فيه.


جدران عاصرت التحولات: شهادة على تغيُّر الوظائف

تحكي جدران بيت السركال مسيرة حافلة بالتحولات الوظيفية المتعاقبة، فقد بدأت مقراً للمعتمد البريطاني في منطقة الخليج، ثمَّ تحولت في ستينيات القرن الماضي لتصبح أول مستشفى في إمارة الشارقة متمثلاً بمستشفى سارة هوسمان الذي شهدت أروقته ولادة عدد من الشخصيات البارزة في تاريخ الإمارة، ليصبح حالياً موقعاً ومنارة لاستضافة معارض ومناسبات فنية مختلفة.

أمَّا جدران بيت عبيد الشامسي فتحمل قصة تطور مختلفة، فقد أُضيف إليه بعد اكتمال أعمال ترميمه عام 1997 ثلاثة عشر مرسماً مجهزاً بالكامل لخدمة الفنانين المحترفين، ما أهّله إلى اكتساب هوية جديدة عُرف بها لاحقاً باسم "رواق الفنون"، ليصبح هو الآخر منارة إبداعية في قلب المدينة.


جدران تعكس براعة التصميم: توثيق للعناصر الهندسية

تبوح جدران بيت السركال بتفاصيل التصميم المعماري التراثي الذي يُحاكي الطراز التقليدي لبيوت المنطقة، فهو يتميَّز بنوافذه الواسعة التي تزين واجهاته الخارجية، لا سيما في الطابقين الأول والأخير، وتتألق بزجاجها الملون البديع، الذي يضفي انعكاسات ألوانه سحراً خاصاً على المساحات الداخلية، إلى جانب أشكال الأعمدة والأقواس، والزخارف الجصية بأشكالها الهندسية المختلفة، والواجهات المميزة.

بينما تجسد جدران بيت عبيد الشامسي روائع العمارة الخليجية التقليدية بالأواوين المميَّزة، والسلالم المتقنة، والملاقف الهوائية المعروفة محلياً باسم "البراجيل"، والملاحق، إضافة إلى الفناء المفتوح في الطابق الأرضي الذي تحيط به عدة غرف، مشكلاً بذلك متحفاً حياً للعمارة .


جدران تحمل أسرار البيئة: تكيف مع المناخ الصحراوي

تشهد جدران بيت السركال على براعة المعمار المحلي في استخدام مواد وأساليب بناء للتكيف مع ظروف البيئة المحيطة ولتنظيم درجات حرارة المنزل، فشُيدت الجدران بسماكة ملفتة تتراوح بين 65 سنتمتراً إلى 70 سنتمتراً باستخدام الحجارة المرجانية المستخرجة من البيئة البحرية التي تمتاز بخصائصها الفريدة في مقاومة الحرارة والرطوبة والمياه، إلى جانب تصاميم الأفنية الداخلية والخارجية لتأمين مساحات مظللة، إضافة إلى حجم النوافذ وفتحات التهوية والمشربيات وغيرها من التصاميم للتحكم بتهوية المنزل وإضاءتها.

أمَّا جدران بيت عبيد الشامسي فتكشف عن براعة التكيف مع الظروف المناخية الصحراوية الحارة، بتصميم فناء مركزي مفتوح يمثل رئةً للمبنى تسمح بتجديد الهواء وتوفير الإضاءة الطبيعية، إضافة إلى شرفة علوية فسيحة تتيح للمقيمين الاستمتاع بالهواء الطلق والأجواء الخارجية في الأوقات المناسبة من اليوم. 


جدران استعادت رونقها: قصة الترميم والإحياء

تسرد جدران بيت السركال فصولاً من جهود الترميم الدقيقة التي خضع إليها على مرحلتين، الأولى بين عامي 1991 و1992، وشملت معالجة شاملة للعناصر المعمارية والإنشائية جميعها بهدف تفادي الانهيارات المحتملة، ثمَّ كانت الثانية بين عامي 1993 و1995 بالتزامن مع عمليات ترميم مجموعة أخرى من البيوت التراثية في منطقة الشويهين التاريخية.

بينما تحكي جدران بيت عبيد الشامسي حكاية جهود الإحياء المميزة التي اكتملت عام 1997، و أسهمت على نحو جوهري في صون هذا المعلم التراثي الفريد من الاندثار، مع إدخال مرافق عصرية متطورة عليه تمكنه من النهوض بدوره الثقافي الجديد، ليصبح جسراً يربط بين أصالة الماضي ومتطلبات الحاضر.


جدران تنبض بالإبداع: منارات ثقافية معاصرة

تزدهر أروقة بيت السركال بالحيوية الثقافية، فهو يحتضن أنشطة متنوعة تحت مظلة مؤسسة الشارقة للفنون، ويشكل مقراً لبينالي الشارقة المرموق، ويستضيف معارض وورشاً فنية، ويتيح أمكنته للاحتفالات والفعاليات الثقافية والندوات الحوارية.

أمَّا بيت عبيد الشامسي، فقد تحوَّل إلى وجهة عالمية تستقطب نخبة الفنانين المعاصرين من شتى أنحاء العالم، ويمنحهم فرصة الاستفادة من مراسمه المتميَّزة بدعوة من مؤسسة الشارقة للفنون، ويتميَّز بمرونته الوظيفية، إذ يوفر قاعاته لورش العمل، والدورات التدريبية، والبرامج الفنية المختلفة.

 

المراجع 

[1] sharjahart.org, بيت السركال
[2] altibrah.ae, بيت السركال : تحليل العناصر المعمارية وعمليات التدخل
[3] visitsharjah.com, بيت السركال وبيت عبيد بن حمد الشامسي
[4] sharjah24.ae, مؤسسة الشارقة للفنون تنظم "أمسيات بيت الشامسي"


July 21, 2025 / 10:08 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.