جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
يستضيف معرضاً لمحمد أمين منقذ ملايين الأرواح خلال مجاعة إثيوبيا

"اكسبوجر 2025" يوجه تذكيراً بقدرة الصورة على تغيير الواقع

21 فبراير 2025 / 9:44 PM
"اكسبوجر 2025" يوجه تذكيراً بقدرة الصورة على تغيير الواقع
download-img
من معرض "مجموعة محمد أمين" في اكسبوجر
يستضيف المهرجان الدولي للتصوير بدورته التاسعة "اكسبوجر 2025"، معرضاً للمصور الكيني الراحل محمد أمين، الذي ساهمت عدسته بإنقاذ ملايين الأرواح، وحوّلت اليأس إلى أمل، وألهمت العالم ليكون أفضل، عندما وثق المجاعة المميتة التي ضربت شمال جمهوريّة إثيوبيا في الثمانينات من القرن الماضي، موجهاً نداءً للبشريّة، وصرخة استيقظ عليها العالم، ودفعت ملايين البشر إلى التحرّك في أكبر حملة مساعدات إنسانيّة في التاريخ لإنقاذ الملايين من الموت جوعاً في هذا البلد الإفريقي.

الشارقة 24:

"إن كانت الصورة بألف كلمة" كما يقولون، فإنّ صورة واحدة من عدسة الكيني محمد أمين، تعتبر بحجم أكبر حملة مساعدات إنسانيّة في تاريخ البشريّة؛ هكذا يُمكننا أن نختصر قوة الصورة التي قدّمها المصوّر الصحافي الشهير الذي أنشأت وكالة رويترز للأنباء جائزة تحمل اسمه بعد وفاته تقديراً لشجاعته، والذي حوّل لحظات من الألم إلى نداء عالميّ واسع الضمير، وأيقظ من خلالها الوعي الإنساني، فما القصّة التي يحتضنها "اكسبوجر 2025" بين أروقته؟

جفاف مدمّر

في منتصف الثمانينات، ضربت المجاعة شمال جمهوريّة إثيوبيا، نتيجة موجة جفاف مدمّر، تزامناً مع ظروف سياسيّة قيّدت الإمدادات الغذائيّة، لتكون النتيجة كارثة إنسانيّة مروّعة حوّلت الشمال الإثيوبي إلى أرض للموت والجوع، حيث أُزهقت أرواح مليون إنسان، وأكثر من مليوني نازح ومشرّد داخل إثيوبيا ونصف مليون مهاجر هربوا خارجها بحثاً عن حياة جديدة.

صوت للبشريّة

هنا، لم تكن عدسة محمد أمين، مجرّد أداة توثيق للألم، بل كانت صوتاً للبشريّة، وصرخة استيقظ عليها العالم، ودفعت ملايين البشر إلى التحرّك في أكبر حملة مساعدات إنسانيّة في التاريخ لإنقاذ الملايين من الموت جوعاً، فعندما انتشرت صوره إلى جانب صور أخرى في وسائل الإعلام العالميّة، لم يعد بالإمكان تجاهل المأساة، لتبدأ حملات مثل "باند إيد" و"أميركا من أجل إفريقيا"، و"لايف إيد" والتي كانت نتاجاً مباشراً لتلك الصور التي لامست قلوب الملايين.

طفل إثيوبي يذوب من الجوع

في تلك اللحظات الحالكة، لم يكن محمد أمين الذي وثّق للعالم أول صور لاستقلال كينيا، مجرّد مصوّر صحافي، بل كان شاهداً على الفاجعة، يلتقط بعدسته الحقيقة العاريّة التي لم يرغب الكثير في مواجهتها، ومن بين تلك الصور التي تُعرض في المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025" تبرز ثلاث صور تختزل عمق المأساة: الأولى لطفل إثيوبي، جسده الهزيل يكاد يذوب من الجوع، ووجهه يعلوه المرض والجوع، ونظراته الحزينة تنطق بكل ما لا تستطيع الكلمات وصفه، ويلخصها سؤالٌ واحد: "لماذا؟".

استجداء الحياة

وهناك صورة أخرى لضحايا المجاعة، ينحني بعضهم لالتقاط حبات الحبوب المتساقطة من طائرات الإغاثة، في مشهد يجسّد استجداء الحياة بأبسط أشكالها، وبالحدّ الأدنى من الحقوق الآدميّة، وعلى الرغم من أن هذه الحبوب كانت بالنسبة لهم رمزاً للأمل، لكنّها في عدسة أمين رمزٌ للظلم الذي يعيشونه.

جثّة محمولة

ولعلّ أكثر الصور إيلاماً هي تلك التي تُظهر جثّة طفل محمولة لتوضع مع جثث أخرى في مخيم كوريم شمال إثيوبيا، في مشهد متكرر يومياً آنذاك كان بمثابة تذكير قاسٍ بأنّ الموت ينتظر الجميع هناك، وأنّ الحياة كانت تتحوّل إلى مجرّد رقم في إحصاءات المأساة.

وقود الحركة العالميّة

وفي يونيو 1985، وصلت حملات الإغاثة ذروتها، رافقها سلسلة حفلات "لايف إيد" التي نظمها المغني الإيرلندي الشهير بوب غيلدوف، والتي أقيمت في عدة مدن حول العالم وجمعت ملايين الدولارات لإنقاذ الجياع في إثيوبيا، وكانت صور أمين وقوداً أشعل هذه الحركة العالميّة.

تذكير

في "اكسبوجر 2025"، تُعرض هذه الصور ليس فقط كتوثيق للتاريخ أو استرجاع لذكرى أليمة، بل هي تذكير دائماً بقدرة الصورة على تغيير الواقع، وبأنّ الإنسانية ما زالت قادرة على التحرّك عندما تلمسها الحقيقة، وهذا هو الإرث الحقيقي لمحمد أمين، حيث عدسته أنقذت ملايين الأرواح، وصوره حوّلت اليأس إلى أمل، وألهمت العالم ليكون أفضل.

February 21, 2025 / 9:44 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.