جار التحميل...
الشارقة 24:
سلط المصوّر الوثائقي الأميركي الألماني الأصل جيرد لودفينغ، الضوء على تفاصيل رحلته إلى "المنطقة المحظورة" في تشيرنوبيل عام 1993، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث أصبح من أوائل المصورين الذين وثّقوا تداعيات الانفجار الذي أدى إلى تعرّض أكثر من 8 ملايين شخص للإشعاع، وأضاف كانت أصعب لحظة في مسيرتي المهنية، عندما طُلب مني تجهيز معداتي خلال دقائق لدخول قلب الكارثة.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية في الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حيث عرض صوراً لتفاصيل الكارثة، منها صورة لغرفة مشعّة عالية التلوث، وأخرى لساعة حائط توقفت عند الثامنة وخمس وعشرين دقيقة، لحظة توقف المفاعل عن العمل إلى الأبد، كما وثّق المعدات المشعّة المدفونة في الأرض، واللصوص الذين خاطروا بحياتهم لسرقة وبيع القطع الملوثة بالإشعاع.
عاد لودفيغ إلى تشيرنوبيل عام 2005، ليكون أول مصور فوتوغرافي يدخل أعمق مناطق المفاعل المنكوب، وتابع ارتديت بدلة واقية وقناعاً خاصاً، وسرت داخل أنفاق المفاعل وسط الركام والإشعاع القاتل، مدركاً أنني لن أعود إلى هناك مجدداً.
إحدى أقوى صوره وثّقت التداعيات الصحية للكارثة، إذ جمع ثمانية أطفال ولدوا بذراع واحدة بسبب التعرض للإشعاعات، في مشهد لخص المأساة الإنسانية للكارثة، وأوضح لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض، لكني جمعتهم وتحدثت مع أمهاتهم لتخفيف وقع اللحظة عليهن قبل التصوير.
إلى جانب توثيق الكوارث البيئية، ركّز لودفيغ، على التناقضات الاجتماعية الحادة في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، ومن أبرز أعماله صورة لشابة تقدّم مساعدة طبية لرجل مشرّد، تجسد الفجوة الطبقية العميقة. كما التقط صورة للرئيس فلاديمير بوتين وأخرى لمتمردين داخل الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو، والتي كشف أن بوتين لم تعجبه.