جار التحميل...
الشارقة 24:
في زخم الفعاليات والمعارض التي يحتضنها المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، يبرز معرض "الطريق إلى اكسبوجر"، الذي ينظمه اتحاد المصورين العرب، كواحد من أبرز المحطات البصرية التي تعيد تعريف مفهوم السرد الفوتوغرافي، إذ يجمع بين التراث والتكنولوجيا والروح الإنسانية، ويقدّم شهادة حيّة على الإبداع العربي، حيث تلتقي عدسات المصورين لتوثّق مشاهد من التاريخ والثقافة والطبيعة بأسلوب فني يعكس رؤية عميقة وثرية.
في المعرض، تتنوّع الأعمال بين توثيق المعالم الأثرية، واللقطات الرياضية، والمشاهد الطبيعية التي تجسّد تفرّد البيئة العربية والعالمية، فمن القدس، تروي عدسة عبد الله خضر قصة "قبة الصخرة" بكل تفاصيلها، حيث تتوهج معمارياً كرمزٍ خالد في قلب المدينة المقدسة، ومن سحر الطبيعة، يقدّم عمار السيد أحمد صورة "ريش الطاووس"، التي تعكس ألوان الحياة وتنوعها الساحر، أما أسماء غانم عبد الله، فتلتقط لحظة رياضية استثنائية في صورة "المباراة"، التي تجسّد شغف التنافس خلال بطولة كأس آسيا.
وفي انتقال إلى المرتفعات، تأخذنا عدسة فاضل عبد الله المتغوي، إلى أعالي جبال الهيمالايا، حيث وثّق في صورة "جمال الأريان" ملامح طفلة تحمل في تفاصيل وجهها إرث أجدادها، الذين يُقال إنهم من بقايا جيش الإسكندر الأكبر، بينما تبرز الطبيعة اللبنانية في صورة "تضاريس جزّين الخيالية"، بعدسة هشام طقش، حيث تتداخل المياه والضوء لتصنع لوحة بصرية استثنائية.
المعرض ليس مجرد مساحة عرض، بل هو تتويج لمسيرة إبداعية شارك فيها 338 مصوراً قدّموا 941 صورة، خضعت جميعها للتحكيم، ليتم اختيار 108 أعمال استثنائية، ومن بين هذه الأعمال، تُعرض 30 صورة مختارة أمام جمهور المهرجان حتى 26 فبراير في مقره الجديد بالجادة في الشارقة، حيث تتحوّل كل لقطة إلى نافذة تفتح على عالم مليء بالقصص واللحظات التي قد لا تُروى إلا بعدسة مبدعيها.
تحت شعار النسخة التاسعة من "اكسبوجر"، "لا شيء أكبر من الصورة"، يعكس معرض "الطريق إلى اكسبوجر" رؤية فلسفية تتجاوز مفهوم التصوير التقليدي، فالصورة هنا ليست مجرد مشهد مجمّد، بل حقيقة تُوثَّق، ورسالة تُنقل، وعاطفة تُلامس القلوب.