جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
عبر تنظيم معرض "العطور عبر العصور"

في دورتها الـ 22.. أيام الشارقة التراثية تنشر عطر التراث

15 فبراير 2025 / 5:19 PM
في دورتها الـ 22.. أيام الشارقة التراثية تنشر عطر التراث
download-img
تعتبر العطور جزءاً من ثقافة غنية تعكس مشاعر خاصة، مما يجعل الناس يشعرون بالسعادة عند الحديث عنها. وفي هذا الإطار، خُصِّص جزء من أيام الشارقة التراثية لمعرض "العطور عبر العصور"، الذي يُعتبر أحد المعارض المميزة في الدورة الـ 22 من هذه الأيام. حيث يتيح المعرض للزوار فرصة التعرف على فن صناعة العطور وتطورها عبر التاريخ.
الشارقة 24:

تنشرح النفوس بمجرد ذكر العطور لما يحمله هذا الاسم من معانٍ وإشارات، وهو ثقافة شعبية، لها مدلولاتها، وبصمتها التي تميز كل شعب من الشعوب، ومن هنا كان للعطور نصيب في أيام الشارقة التراثية في معرض "العطور عبر العصور"، وهو أحد معارضها الرئيسة التي تميز دورتها الحالية، لتنقل زائري المعرض في رحلة معرفية حول هذه الصنعة، وأبرز تحولاتها التراثية التاريخية.

انطلق معرض "العطور عبر العصور" للحديث عنها منذ عصر الفراعنة حيث كانت العطور تصنع في المعابد، ولها صبغة دينية، ومن هنا اكتسبت أهميتها الشعبية، فقد استخدمت على شكل بخور محترق أو زيوت عطرية لطلاء التماثيل، وتم تدوين الكثير بشأن صناعتها وأسرارها.

ومن الفراعنة إلى الجزيرة العربية التي تميزت بالخبرة ووفرة المواد الخام حتى صارت مركزاً مهماً لتجارة العطور، حيث كانت تنتج مكونات نادرة مثل المسك والعنبر واللبان والكافور وخشب العود. وكانت القوافل تسير منها عبر طرق التجارة التي تمتد إلى الهند والصين، وكانت العطور من أهم متطلبات التجارة بين هذه البلدان.

ثم يشير تاريخ العطور كما يبينه معرض "العطور عبر العصور" إلى تطور اتقان العرب لتقطير الزهور، كما انتقل فن صناعة العطور الذي برعت فيه الحضارات اليونانية والرومانية إلى العالم الإسلامي، ومنذ القرن 8 الميلادي قام علماء مسلمون مثل الرازي وابن سينا بتطوير تقنية التقطير التي أحدثت تحولاً مهماً في هذه الصناعة.

وبين القرنين 11-13 الميلادي أعادت أوروبا اكتشاف ثراء العطور التي لم تُستخدم قبل ذلك إلا الأغراض طبية، وقد أسهم وصول فن التقطير العربي إلى بلاط فرنسا في تعزيز حضور العطور وتطور انتاجه ليبلغ بين القرنين 16-17 مداه بعد أن شهدت العناية بالجسم تطوراً ملحوظاً، حيث تم استبدال الماء الذي كان يُعدّ ناقلاً للأمراض بالمياه المعطرة، كما تم ابتكار عطر الكولونيا من قبل فارينا لأول مرة في عام 1709.

وفي القرن 18 تطورت الأذواق نحو الروائح الخفيفة، مثل روائح اللوز أو باقات الزهور أو الحمضيات، التي كانت تحظى بتقدير كبير من الملكة ماري أنطوانيت، كما تأسس العديد من دور العطور الشهيرة مثل فارجون، وبيفر (1774)، وهوبيجانت (1775)، ولوبين (1798)، واستمر المعرض بسرد نبذة تاريخية عن العطور الى أوائل القرن العشرين عندما اقتحمت الموظة عالم العطور.

حيث ابتكر مصمم الأزياء الراقية بول بواريه فكرة دمج الأزياء الراقية مع صناعة العطور في عام 1911، ليطلق علامته التجارية "عطور روزين"، وفي الخمسينيات استعمل العطر كوسيلة للتعبير عن الهوية، كما شهدت صناعة العطور الرجالية تطوراً ملحوظاً مع إطلاق عطري "لو أو دي هيرمس" و "بور ميسيو" من دار جيورلاين.

ولم يغفل معرض العطور عبر العصور عن توفير طاولات تضم مجموعة من أنواع العطور الصلبة والسائلة والمساحيق، كما أتاحت للزائرين فرصة شم مجموعة منها من خلال زجاجات متفاوتة التصاميم والأحجام، والتي حمل بعضها شكل النجمة والبرج والصدفة وغيرها، ليمتزج العطور بالتاريخ فيخرج أجمل القصص عن تاريخ العطور.
February 15, 2025 / 5:19 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.