جار التحميل...
الشارقة 24:
اختتم معهد الشارقة للتراث، اليوم الخميس، فعاليات "مخيم الراوي الصيفي 2025" الذي أقيم في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية، وسط أجواء احتفالية مبهجة عكست حصاد 10 أيام من الإبداع والمعرفة وصون الموروث الثقافي الإماراتي.
شهد اليوم الأخير سلسلة من الورش التفاعلية التي جمعت بين الفن والمهارة، كان أبرزها ورشة "شمعتي" التي صنع خلالها الأطفال شموعاً ملونة تحمل بصمتهم الخاصة، وورشة "المزارع الصغير" التي أتاحـت لهم فرصة غرس البذور والعناية بالنباتات، في رسالة رمزية عن رعاية الأحلام كما تُرعى الشتلات الصغيرة.
واختتمت الفعاليات بمراسم تكريم المشاركين، حيث قام أبو بكر الكندي، مدير معهد الشارقة للتراث، بمنح كل طفل "وسام المستكشف" تقديراً لالتزامه وروحه الإبداعية، وسط تصفيق الحاضرين وابتسامات الفخر على وجوه أولياء الأمور الذين شاركوا أبناءهم اللحظة.
من جانبه، أثنى سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، على النجاح الذي حققته فعاليات مخيم الراوي الصيفي في دورته الرابعة، مؤكدًا أن المخيم شكّل مساحة غنية للأطفال للتعرّف إلى التراث والحكاية الشعبية، وتنمية مهاراتهم الإبداعية في أجواء تعليمية وتفاعلية، وأن ما قدمه المشاركون من إبداعات وأفكار يعكس روح الانتماء إلى الموروث الثقافي وأهمية الاستثمار في الأجيال الناشئة.
وأضاف أن المخيم مثّل خطوة تمهيدية لانطلاقة النسخة الـ 25 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، من خلال إعداد جيلٍ قادر على التفاعل مع التراث بأساليب حديثة والمساهمة في صونه ونقله إلى المستقبل بروح متجددة، مشيرًا إلى استمرار المعهد في تطوير برامجه الموجهة للأطفال لضمان استدامة هذا النهج الثقافي.
من جانبها، عبّرت عائشة الحصان الشامسي، مديرة مركز التراث العربي، عن فخرها بما حققه الأطفال خلال المخيم، قائلةً: "كل ورشة كانت حكاية، وكل ضحكة طفل كانت فصلاً جديداً في كتاب ذكرياتهم. في هذا المخيم، لم نكن نعلّمهم فقط، بل كنا نتعلّم منهم كيف نروي الحكاية بأسلوب جديد، وكيف يمكن للتراث أن يظل حيّاً في قلوبهم. نحن لا نصنع مهارات فنية فقط، بل نصنع جيلاً من الرواة الصغار الذين سيحملون إرث الإمارات إلى المستقبل".
على مدار أيامه، قدّم "مخيم الراوي الصيفي" باقة من الورش والأنشطة في مجالات الحرف اليدوية، الفنون التشكيلية، إعادة التدوير، وصناعة المجسمات، بهدف تنمية مهارات الأطفال وصقل قدراتهم في بيئة تعليمية ممتعة تعكس رؤية الشارقة في الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة.