جار التحميل...
الشارقة 24:
شارك سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، في ندوة بعنوان "تجارب في توثيق التراث العربي"، التي انعقدت في قاعة الوفود بمركز المؤتمرات، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الـ20، بحضور نخبة من المثقفين والأكاديميين والمهتمين بالتراث من مختلف الدول العربية.
وفي مستهل الندوة، رحّب الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بسعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، مؤكداً أن هذه الفعالية تأتي ضمن رؤية المكتبة في تعزيز الوعي الثقافي، ونشر رسالة توعوية موجهة إلى الأجيال الشابة بأهمية الحفاظ على التراث العربي بوصفه قيمة ثقافية وهوية حضارية.
وأشار مدير مكتبة الإسكندرية إلى أن مكتبة الإسكندرية أطلقت خلال العامين الماضيين سلسلة من الأفلام الوثائقية التي تتناول موضوعات متصلة بالتراث الثقافي العربي، وقد لاقت هذه المبادرة تفاعلًا واسعًا وإقبالًا كبيرًا من الشباب، مؤكدًا في الوقت نفسه أن المكتبة تولي اهتمامًا بالغًا بصون التراث وتعمل على ترسيخ دوره في تشكيل الهوية الثقافية.
وفي كلمته، سلّط الدكتور عبد العزيز المسلم الضوء على تجربة إمارة الشارقة الرائدة في صون التراث الثقافي، منذ البدايات الأولى في سبعينيات القرن الماضي، وصولاً إلى تأسيس معهد الشارقة للتراث عام 2014؛ ليكون أول صرح علمي متخصص في حفظ وتوثيق التراث الثقافي الإماراتي والعربي.
واستعرض المسلم المحاور الأساسية للتجربة، بدءاً من الجهود الفردية والمؤسّساتية الأولى، مروراً بتأسيس إدارة التراث وتوثيق الروايات الشفاهية، وانتهاءً بالمشروعات الكبرى التي يتبناها المعهد، مثل: "جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي"، و"موسوعة الحرف والمهن الإماراتية"، و"مكنز التراث الثقافي غير المادي في العالم العربي"، مشيداً بالدور الفاعل الذي تلعبه مكتبة الإسكندرية في رقمنة هذه الجهود ضمن إطار علمي متكامل.
كما كشف المسلم عن توجّه المعهد نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في توثيق العناصر التراثية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي من خلال "مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي" التابع للمعهد، والذي يُوفّر منصةً لتبادل الخبرات والمعارف بين المؤسسات الثقافية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكّد المسلم، خلال الندوة، أنّ التراث الثقافي غير المادي ليس مجرد ماضٍ نحفظه، بل مستقبل نصوغه عبر فهم عميق لهويتنا، وهذا ما نسعى إليه في إمارة الشارقة، من خلال العمل الميداني، والأبحاث، والنشر الأكاديمي، والتعاون الإقليمي والدولي.
واختتمت الندوة بإهداء عدد من إصدارات معهد الشارقة للتراث للحضور، تأكيداً على رسالة المعهد في صون التراث، وحفظ الهوية، وعلى استمرار الجهود المشتركة بين الشارقة والإسكندرية في خدمة الثقافة العربية.