جار التحميل...
يقع مركز مليحة للآثار في مدينة مليحة بإمارة الشارقة، على مسافة 65 كيلومتراً تقريباً جنوب شرق مدينة الشارقة، ويمكن الوصول إليه عبر طريق الشارقة- كلباء "E102"، ثمَّ الانتقال إلى طريق أم القيوين- الشعيب "E55".
ويتميَّز موقع المركز بقُربه من جبل فايه؛ ممّا يضفي عليه أهمّية جغرافية وتاريخية، ولا داعي للقلق إن لم تتوفَّر وسيلة نقل خاصَّة؛ إذ تتوفّر خدمة المواصلات التي تُسهِّل على الزُّوّار الوصول إلى المركز والعودة منه بسهولة.
ويمكن القول إنَّ مركز مليحة للآثار هو نواة مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية الذي يُشكِّل تجربة سياحية متكاملة؛ إذ يمكن للزُّوّار ممارسة العديد من الأنشطة والفعاليات المُتنوِّعة، بالإضافة إلى استكشاف الآثار في مركز مليحة.
يأخذ مركز مليحة للآثار زُوّاره في رحلة شَيِّقة عبر الزمن؛ إذ يُقدِّم عرضاً شاملاً للحِقَب التاريخية المختلفة التي مرَّت بها المنطقة؛ فيبدأ من العصر الحجري القديم، مروراً بالعصرَين؛ البرونزي، والحديدي، وصولاً إلى فترة ما قبل الإسلام، ثمَّ إلى العصور الإسلاميَّة الحديثة؛ ممّا يُتيح للزائرين فرصة فريدة لاستكشاف تطوُّر الحياة البشرية في المنطقة عبر آلاف السنين.
ويتعرَّف الزُّوّار في هذه الرحلة الزمنية إلى جوانب مُتنوّعة ومُثيرة من حياة السكّان القدماء؛ إذ يستكشفون النظام الاجتماعي الذي كان سائداً في كلّ عصر، والطقوس التي مارسوها، ويتعرَّفون أيضاً على النظام الغذائي الذي اتَّبعوه للتكيُّف مع البيئة المحيطة.
وهم يتعمَّقون أيضاً في استكشاف التحدِّيات الصحِّية والأمراض التي واجهها السكّان، والصعوبات التي تغلَّبوا عليها في حياتهم اليومية، إضافة إلى أنّه يُسلِّط الضوء على أنماط التجارة القديمة، وكيف أثَّرت في تطوُّر الفنون والحِرَف المحلّية، بما في ذلك تصميم الفخار والمجوهرات، وهذه الجوانب مجتمعة تُقدِّم صورة متكاملة وغنيّة عن الحياة في العصور القديمة، مُرتكِزة في ذلك على الأدلَّة التاريخية والأثرية.
يضمّ المركز مجموعة قَيِّمة من المُقتنَيات الأثرية التي اكتُشفِت في المنطقة، إلى جانب أدوات قديمة تعود إلى العصر الحجري تكشف عن الأهمية الاستراتيجية لموقع مليحة بوصفها نقطة اتِّصال بين القارة الأفريقية والشرق والغرب، إضافة إلى آثار حصن في مليحة يعود إلى فترة ما قبل الإسلام، وهو يعكس الوضع السياسي والاقتصادي المُهِمّ للمنطقة في تلك الفترة، بينما يقع ضريح أمّ النار بالقُرب من مركز مليحة للآثار، وهو من أهمّ مقابر العصر البرونزي التي تعود إلى نحو عام 2300 قبل الميلاد.
يُقدِّم مركز مليحة للآثار عروضاً تفاعُلية وآثاراً معروضة تُساعد الزُّوّار في التعرُّف بشكل أوسع إلى البيئة العتيقة والفريدة في منطقة مليحة، والمواقع التي عُثِر فيها على المُكتشَفات والمُقتنَيات الأثرية، ويوفِّر جولات سياحية في المنطقة، بإشراف مُرشِدين مُتمرِّسِين ذوي خبرة وكفاءة عالية؛ للعناية بمُتطلِّبات الزُّوّار كلِّها، وتلبية أعلى معايير السلامة، ويتميَّز فريق العمل بقدرته على التواصل باللُّغتَين؛ العربية، والإنجليزية؛ ممّا يضمن جودة التجربة لمختلف الزُّوّار أثناء فترة وجودهم في مليحة.
لا يقتصر مركز مليحة للآثار على الجانب التاريخي فحسب، بل يُقدِّم مجموعة مُتنوِّعة من الأنشطة والمغامرات تُتيح للزُّوّار فرصة الاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية، والتواصل الحِسّي مع الماضي الأثري، وتشمل هذه الأنشطة ركوب الخيل، واستكشاف الكُثبان الرملية بالدرّاجات الصحراوية، والتخييم ليلاً تحت سماء الصحراء المُرصَّعة بالنجوم.
ويُوفِّر المركز أيضاً رحلات السفاري المثيرة بسيّارات الدفع الرُّباعي إلى مواقع فريدة، مثل: صخرة الأحفور، وصخرة الجمل، إضافة إلى تجربة الطيران بالمِظلَّة المِروَحية من أعلى تلال مليحة؛ ممّا يمنح الزُّوّار منظوراً جديداً ومُذهِلاً للمنطقة.
يُوفِّر مركز مليحة للآثار مجموعة من المرافق والخدمات لراحة الزُّوّار، ومن بينها مقهى ومطعم يُقدِّمان تشكيلة مُتنوِّعة من الأطباق والمشروبات، علماً بأنّ المقهى يتميَّز بإطلالة خلّابة على صحراء مليحة تُمكِّن الزُّوّار من الاستمتاع بمشاهدة الرمال ذات الألوان المُتَبايِنة بين الحمراء والذهبية، أثناء تناول القهوة، أو الوجبات الخفيفة، كما يُضفي تصميمه وألوانه المُتناغمة انطِباعاً دافئاً يجمع بين الأصالة والمعاصرة بما يُمكِّن الزُّوّار من الاسترخاء في الشرفة المفتوحة أو على المقاعد المريحة بجانب النوافذ.
بالإضافة إلى أنّ في المركز مكتبة صغيرة تضمّ مجموعة مُختارة من الكتب، ولتسهيل وصول الزُّوّار إليه، يُوفِّر المركز أيضاً مواقف للسيّارات، ونقطة مُخصَّصة لشحن السيّارات الكهربائية.
حصل مركز مليحة للآثار على جوائز وشهادات تقدير عِدَّة، منها: جائزة السفر العالمية لعامَي 2019 و2020 في فئة أفضل مبادرة سياحية مستدامة في الشرق الأوسط، إضافة إلى شهادات الامتياز من موقع تريب أدفايزر العالمي لسنوات عِدَّة مُتتالية؛ ممّا يُؤكِّد جودة الخدمات والتجارب التي يُقدِّمها المركز لزُوّاره.
وفي الختام، يُعَدّ مركز مليحة للآثار وجهة فريدة تجمع بين الغنى التاريخي، والطبيعة الخلّابة، والمغامرات المُثيرة؛ ممّا يجعله مَقصداً مثالياً للسُّيّاح، والباحثين، والمُهتَمّين بالتاريخ والثقافة، وهو يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها وجهة سياحية وثقافية مُتميِّزة على المستوى العالمي، ويبقى مركز مليحة للآثار مصدراً مُتجدِّداً للمعرفة والإلهام؛ بما يُوفِّره للزُّوّار من دعوة مُتجدِّدة؛ لاستكشاف المزيد من أسرار الماضي العريق لهذه الأرض.
المراجع
[1] moccae.gov.ae, مركز مليحة للآثار
[2] visitsharjah.com, مركز مليحة للآثار
[3] discovermleiha.ae, اكتشف الجديد كل مرة
[4] sharjahevents.ae, مركز مليحة للآثار
[5] worldscoolestwinter.ae, مركز مليحة للآثار