جار التحميل...
تضمّ المدينة مجموعة مميزة من الأماكن التي تجذب مُحِبّي المغامرات واستكشاف الغموض؛ لما تحتويه من عناصر مُشوِّقة وأنشطة وفعاليات مُتنوّعة، وفيما يلي توضيح أبرز هذه الأماكن:
تحتضن مدينة المدام قرية مهجورة صغيرة تُعرَف حاليّاً باسمـ "القرية المدفونة"، بينما كانت تُعرَف قديماً باسم "مدينة الغريفة"، وعلى الرغم من أنّها كانت مأهولة بالسكّان كأيّ قرية أخرى قبل نحو 50 عاماً، إلّا أنّها تعرَّضت لتيّارات هوائية شديدة حملت إليها رمال الصحراء، ممّا شكَّل كمّيات كبيرة من الكُثبان الرملية فيها، إلى جانب الصُّعوبات المعيشية المُتزايدة، الأمر الذي جعل العيش في منازلها أمراً مستحيلاً، فاضطرّ أهلها للانتقال والبحث عن مناطق أخرى؛ للعيش فيها.
أصبحت القرية نائية وخالية من مَعالم الحياة الطبيعية التي كانت تتمتَّع بها، ومع مرور الوقت، زادت كمّية الرمال المُحيطة ببيوتها إلى أن أصبح معظمها مُغطّىً بالرمال، فاختفت معالمها تقريباً وبدت كأنَّها قرية مدفونة تحت الأرض، ومن هنا جاء اسمها.
وتقع القرية المدفونة على الطريق الواصلة بين مدينتَي "دبي" و"حتا"، وتحديداً جنوب غرب مدينة المدام بمسافة كيلومترَين اثنَين، وهي تُعَدّ اليوم وُجهة مُميّزة للمغامرين ومُحِبّي الاستكشاف والغُموض؛ إذ يُمكن الانطلاق في جولات ممتعة بين بيوتها المهجورة ومَعالمها النائية، والتقاط صور مُميّزة، وسماع العديد من القصص الخيالية التي تُروى عنها، ممّا يزيد عنصر الإثارة والتشويق خلال هذه الجولات الممتعة.
تقع منطقة البداير على الهضبة العُليا من مدينة المدام، وتَبعُد مسافة 65 كيلومتراً عن الجهة الجنوبية الشرقية في مدينة الشارقة، وهي منطقة صحراوية واسعة تُغطّيها الكثبان الرملية ذات اللون البرتقالي المُميَّز، وكانت "واحة البداير" قد أُنشِئت فيها ضمن إنجازات هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، مُتَّخِذة نمط الواحات القديمة التي تقع بين أشجار النخيل، بحيث تتناغم مع البيئة الصحراوية المحيطة بها، وتُحافظ على الأصالة والتراث الإماراتي في تصميم البيوت القديمة.
ويُشار إلى أنّ هناك العديد من الأنشطة التي يمكن ممارستها في هذه الواحة المُميَّزة، بما في ذلك تجربة التخييم، ومراقبة النجوم في جَوّ يملؤه الهدوء والراحة وسط الطبيعة الصحراوية الخلابة بعيداً عن صخب المدينة، بالإضافة إلى الاستمتاع بالمنظر المميز لغروب الشمس، والسباحة في البِرَك الداخلية والخارجية، كما تحتوي الواحة على مجموعة أخرى من المرافق التي تشمل مطاعم ومقاهيَ تُقدِّم ألذّ المأكولات المحلية والعالمية، ونادياً صحِّياً مُجهَّزاً بأحدث الأجهزة الرياضية، ومركزاً للأعمال.
بالإضافة إلى مجموعة متنوّعة من الأنشطة والفعاليات التي يُمكن ممارستها في صحراء المنطقة؛ فهي تُعَدّ المكان الأنسب لكلّ مَن يبحث عن المغامرة وسط الطبيعة الصحراوية الخلّابة، والوجهة الأولى لمُحِبِّي قيادة سيّارات الدفع الرُّباعي؛ لما تمتلكه من مواصفات طبيعية تجعل تجربة القيادة فيها مليئة بالحماس، والاندفاع، والطاقة الإيجابية، إلى تجربة التزلُّج على الرمال، أو الذهاب في إحدى رحلات السفاري المميزة، والاستمتاع بمشاهدة عروض الطيور، وغير ذلك.
افتتح سُمُوّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، متحف تاريخ الدفع الرباعي في السادس من يناير 2020، وهو المتحف الأوّل من نوعه المُختَصّ بعرض مجموعة نادرة من سيارات الدفع الرباعي، ولأنّ دولة الإمارات العربية المتحدة منطقة صحراوية، فإنّ غالبية سُكّانها يستخدمون سيّارات الدفع الرباعي كوسيلة للتنقُّل، ولخوض المغامرات في الصحارى، ومن هنا جاء إنشاء المتحف؛ لتثقيف الزُّوّار وتعريفهم بالتاريخ المميز لتطوُّر سيارات الدفع الرباعي على مَرّ الزمن.
ويحتوي المتحف على أكثر من 350 سيّارة بطرازات مُتنوّعة ضمن أقسام مختلفة، ومنها: قسم السيّارات العامّ، وقسم السيّارات التاريخي الذي يشمل مجموعة من السيارات القديمة صنعتها شركات يابانية، وأميركية، وأخرى أوروبية، وقسم السيارات العسكرية المُخصَّص لعرض مجموعة متميزة من السيارات العسكرية، ومعلومات حول تاريخ صناعتها، وطبيعة استخداماتها.
ويضمّ المتحف عشرة من أهمّ السيّارات في العالم وأكثرها نُدرة؛ كسيّارة فورد موديل تي "Ford Model T" الوحيدة في العالم، والتي تُعَدّ واحدة من أهمّ السيارات الموجودة في المتحف؛ إذ صُمِّمت خلال الحرب العالمية الأولى في عام 1915 تقريباً، تَليها شاحنة إف دبليو دي "FWD" التي يعود تاريخها إلى عام 1918، بالإضافة إلى سيّارة لارك 60 "Lark" التي تُعَدّ أكبر سيارة دفع رُباعي في العالم، وغيرها الكثير.
وختاماً، يُولي صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، عنايةً كبيرة بمدينة المدام؛ إذ أمر سُمُوّه بضرورة المحافظة على "القرية المدفونة"، وتهيئتها لاستقبال الزُّوّار والسُّيّاح من كلّ مكان، كما أمر بإنشاء "مرعى النزهة" في المدام؛ بهدف توفير مراعي طبيعية للحيوانات، وزراعة مختلف أنواع الأشجار والنباتات، بالإضافة إلى إنشاء "مستشفى جامعي تخصُّصي"؛ لخدمة المنطقة الوُسطى، على أن تكون آليّة العمل فيه مُشابهة لآليَّة العمل في مستشفى الجامعة الموجود في مدينة الشارقة.
المراجع
[1] visitsharjah.com, القرية المدفونة
[2] shurooq.gov.ae, واحة البداير
[3] sgmb.ae, ولي عهد الشارقة يفتتح متحف تاريخ الدفع الرباعي
[4] sharjahevents.ae, Al Madam
[5] sheikhdrsultan.ae, حاكم الشارقة يوجه بالمحافظة على القرية المدفونة بالمدام