جار التحميل...
ولا يُمثِّل هذا المنتزه وجهة سياحية فحسب، وإنّما يُمثِّل تجربة متكاملة تعكس روح دولة الإمارات وقِيَمها الأصيلة، وفيما يأتي بعض المعلومات عن منتزه الشرطة الصحراوي:
يُعَدّ منتزه الشرطة الصحراوي الذي جاءت فكرته بقرار من سعادة اللواء سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة، عام 2016، حَدَثاً سنوياً استثنائياً في منطقة الكهيف بالبطائح، ويُشكِّل هذا المنتزه واحة صحراوية فريدة تنضمّ إلى قائمة الوجهات السياحية المُميَّزة في إمارة الشارقة.
ويهدف المنتزه في المقام الأوّل إلى خدمة مُنتَسِبِي القيادة العامّة لشرطة الشارقة وعائلاتهم، ويُتيح لهم فرصة ثمينة؛ للتمتُّع بأوقات عائلية دافئة وسط أجواء تُعزِّز الأُلفة والترابط، ويمتدّ نطاق الاستفادة منه ليشمل أفراد المجتمع كلّه، ممّا يجعله وجهة مُميَّزة للجميع.
كما يُعَدّ المنتزه أيقونة تُراثية تروي قصّة إنجازات الشارقة، ويُوفِّر تجربة متكاملة تمزج بين الترفيه والثقافة في رِحاب الطبيعة الصحراوية الخلّابة، مُجسِّداً التزام قيادة الشرطة العامَّة بتعزيز جودة الحياة لمُنتَسِبِيها والمجتمع على حَدٍّ سواء.
يُعَدّ منتزه الشرطة الصحراوي من أبرز المُبادَرات الرائدة التي تقف وراءها القيادة العامّة لشرطة الشارقة، وتتولّى شرطة الشارقة زمام المبادرة في تنظيم هذا المشروع الفريد من نوعه وإدارته، مُستَفيدة في ذلك من خبرتها الواسعة والمُتراكِمة عبر السنين في مجال تنظيم الفعاليات المجتمعية الكُبرى والمُهمّة، وفي هذا السِّياق، أكَّد اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، على الدور المحوري والحيوي الذي تمارسه الشرطة في تخطيط إدارة هذا الحدث السنوي المميز وتنظيمه، والذي بات يشكِّل علامة فارقة في المشهد السياحي والثقافي لإمارة الشارقة.
وتتبلوَر هذه الجهود أيضاً بالتعاون الوثيق بين شرطة الشارقة والمؤسسات والدوائر الحكومية المختلفة في الإمارة؛ بمشاركة عدد من الجهات في دَعم فعاليات المنتزه وإثرائها، ممّا يُعزّز قيمته المجتمعية وتنوُّع أنشطته.
يتميّز منتزه الشرطة الصحراوي بمجموعة واسعة ومتنوّعة من المرافق والفعاليات الممتعة التي تُلبّي مختلف الأذواق والاهتمامات للفئات العُمرية جميعها، وتشمل هذه المرافق القرية التراثية الجميلة، والمجالس التراثية الصحراوية الأصيلة، التي تعكس على نحو مُميَّز الثقافة المحلّية العريقة وتراثها الغني، ويضمّ المنتزه منطقة خاصَّة ومُميَّزة للأطفال، مُجهَّزة بألعاب مُتنوّعة، ووُرَشاً تعليمية وترفيهية شَيِّقة تُناسب الأعمار المختلفة.
ولمُحِبِّي المغامرة والنشاط الحركي، وَفَّر المنتزه منطقة الترفيه المُثيرة التي تتضمَّن متاهة مليئة بالتحدّيات، ومساراً انزلاقيّاً ممتعاً، وحلبات مُتعدِّدة للدرّاجات، بالإضافة إلى ملاعب رملية واسعة لكرة القدم والكرة الطائرة، إلى جانب منطقة مُخصَّصة لركوب الحيوانات، أمّا عُشّاق الطعام والمأكولات اللذيذة، فتُوفِّر القرية لهم المطاعم المُتنوّعة، ومناطق الشواء المُخصَّصة والمُجهَّزة جيّداً، ممّا يُوفِّر تجربة طعام فريدة ومُميَّزة في أجواء صحراوية ساحرة.
ويضمّ المنتزه أيضاً بُحيرة صناعية جميلة، وعَربات سفاري مُتطوِّرة تُتيح للزُّوّار المُتحمِّسين فرصة استكشاف جمال الصحراء الخلّاب وسحرها الأخّاذ، بينما يحتوي على مسرح كبير مُجهَّز لإقامة الفعاليات الثقافية والمجتمعية المتنوّعة، بما في ذلك العروض المسرحية والمسابقات المختلفة التي تُضفي حيوية وتنوّعاً على تجارب الزُّوّار.
ومراعاةً لخصوصية الزُّوّار، خصَّص المنتزه أمكِنة خاصّة للرجال، وأخرى للنساء، بالإضافة إلى مناطق مُخصَّصة للعائلات، ووفَّر مُصلَّىً واسعاً بطاقة استيعابيّة كبيرة، ممّا يضمن راحة المُصلِّين، ومن الجدير بالذكر أنّ المنتزه في تطوُّر مُستمِرّ من دورة إلى أخرى؛ لضمان تقديم أفضل الخدمات.
في عام 2024، شهدت إمارة الشارقة حَدَثاً مميّزاً مع انطلاق النسخة الخامسة من منتزه الشرطة الصحراوي تحت شعار مُلهِم (معاً الوقت أجمل)، وفي مشهد احتفالي مَهيب، افتتح اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، الفعاليات رسمياً، مُدشِّناً بذلك موسماً جديداً من الإبداع والترفيه، وقد اكتسبت هذه الدورة أهمّية استثنائية؛ فقد مثَّلت عودة قوية للمنتزه بعد انقطاع دام عِدَّة سنوات بسبب جائحة كورونا، ممّا أضفى على الحَدَث طابعاً خاصّاً من الحماس والترقُّب.
ومنذ لحظة افتتاحه، حقَّق المنتزه نجاحاً باهراً تجاوز التوقُّعات كلّها؛ إذ استقبل الآلافَ من الزُّوّار في الأسبوعَين الأوَّلَين فقط من انطلاقه، وهذا الإقبال الجماهيري الكاسح يُعَدّ شهادة حيّة على المكانة المرموقة التي يحتلّها المنتزه باعتباره وجهة سياحية وترفيهية فريدة في قلب إمارة الشارقة، ويُؤكِّد هذا النجاح الباهر على فعالية الجهود الحثيثة المبذولة في تخطيط هذا الحدث الاستثنائيّ وتنظيمه وتطويره، وكفاءتها.
وختاماً، يُعَدّ منتزه الشرطة الصحراوي نموذجاً رائداً في مزج الأصالة بالمُعاصَرة؛ بما يُقدِّمه من تجربة فريدة تجمع بين سحر الصحراء وروعة التراث الإماراتي مع أحدث وسائل الترفيه والتعليم، وهو ليس مُجرَّد وجهة سياحية، بل مساحة للتواصل الاجتماعي والثقافي تُعزّز الهوية الوطنية، وتغرس قِيَم المسؤولية البيئية في نفوس الزُّوّار، ويُمثّل هذا المشروع رؤية مستقبلية لاستثمار الموارد الطبيعية على نحو مُستَدام، ويُرسِّخ مكانة الشارقة باعتبارها وجهة سياحية مُتميّزة على المستوَيَين؛ الإقليمي، والعالمي.