الشارقة تُبهر زائريها بتجربة الغرفة الماطرة

الغرفة الماطرة: تجربة مُبهرة لا تُنسى 

تمنح الغرفة الماطرة زائريها بوصفها عملاً فنّياً تركيبياً تجربةً مُميَّزة تبدأ بسماعهم أصوات الهُطول المليئة بالإثارة أثناء السَّير في محيط الغرفة قبل دخولها، ثمّ وقوفهم تحت المطر مع الاستمتاع بشكل هطوله، وصوته، ورائحته المُكثَّفة، ودون الإصابة بأيّ بلل مُزعج، ويُمكن أيضاً المشي تحت المطر، والتنقُّل في أرجاء الغرفة المختلفة، على أن يكون مَشياً هادئاً وبطيئاً؛ لتجنُّب البلل والحفاظ على الجفاف.

ولأنَّ الهطول في الغرفة لا يتوقَّف على مدار العام، سيكون بإمكان الزُّوّار التوجُّه إليها في أيّ وقت، وخلال الفصول كلِّها بما فيها فصل الصيف؛ للتمتُّع بالأجواء الماطرة والباردة والمُنعِشة، علماً بأنّ الغرفة تستقبل الزُّوّار من الفئات العُمرية كلِّها على أن لا يتجاوز عددهم في الوقت نفسه عن سبعة أشخاص.

ويهدف هذا المشروع إلى التركيز على تفاعل الجمهور، إلى جانب تسليط الضوء على العلاقة بين الإنسان والطبيعة من جهة، والإنسان والتكنولوجيا والعمل الفنّي من جهة أخرى.

إنشاء الغرفة الماطرة بأحدث التقنيات الرقمية 

أُنجِز مشروع الغرفة الماطرة بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية؛ إذ جرى إنشاء أجهزة استشعار حركيّ تُوقِف الهطول عند النقطة التي يقف فيها الزائر، وفور اكتشاف أيّ حركة للتنقُّل؛ ممّا يعني حمايته من البلل غير المريح، ومن جهة أخرى، تستهلك الغرفة نحو 1,200 لتر من الماء النقيّ المُعالَج، ولأنَّه مشروع صديق للبيئة، ومنعاً لإهدار الماء، تجري إعادة تدوير المياه باستمرار وتنقيته بوساطة فلاتر ذاتية التنظيف.

ويعود الفضل في هذا الإنجاز إلى مؤسسة الشارقة للفنون؛ بوصفها الجهة الداعمة دائماً والمُنتِجة للفنّ المُعاصِر في إمارة الشارقة؛ إذ تتبنّى العديد من المبادرات والبرامج التي تُرسِّخ دور الفنّ في حياة المجتمع، مثل: المعارض الفنِّية السنوية، وأبرزها: معرض بينالي الشارقة الدولي، والبرامج التعليمية والمجتمعية، والمطبوعات، وغيرها.

والجدير بالذِّكر أنّ إنشاء الغرفة الماطرة كان من قِبَل استوديو راندوم إنترناشونال (أُسِّس عام 2005 في لندن) الذي يعمل من خلال مجموعة من الوسائط؛ كالضوء، والصوت، والحركة؛ لضمان تجربة تفاعُلية فنِّية فريدة من نوعها لكلّ الأنشطة التي يتبنّى إنشاءها، أمّا المبنى، فقد صُمِّم من قِبَل مؤسسة الشارقة للفنون، واستوديو التصميم سبيس كونتينوم، في دولة الإمارات، بالتعاون مع مركز "شَكل" للبحوث والاستشارات الهندسية في الشارقة.

الأنظمة واللوائح لضمان تجربة آمِنة وممتعة

عند زيارة الغرفة الماطرة، يُوصى الالتزام بالتعليمات الآتية: الوصول قبل 10 دقائق من ميعاد الحجز، ومرافقة الأطفال في كلّ وقت، ويُمنَع في المقابل إدخال أيّ أطعمة أو مشروبات إلى الغرفة، واستخدام المِظلّات أو المُعدّات ذات الصِّلة بالمطر، وارتداء الأحذية ذات الكعوب العالية، وارتداء الملابس داكنة اللون أو اللامعة؛ إذ من شأنها التأثير في عمل المُستشعِرات.

أمّا التصوير لغايات عُروض الفيديو، أو الموسيقى، أو الترويج لمُنتَجات مُعيَّنة، أو أزياء مُحدَّدة، فغير مسموح به، ويُمنَع أيضاً التصوير الفوتوغرافي الاحترافي دون الحصول على تصريح مُسبَق من قِبَل مُؤسَّسة الشارقة للفنون.

ويُمكن زيارة الغرفة الماطرة من يوم السبت وحتى الخميس، من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة التاسعة مساءً، أمّا في يوم الجمعة، فيمكن زيارتها من الساعة الرابعة مساءً وحتّى العاشرة مساءً، وللحجز يمكن شراء التذاكر من مبنى الغرفة الماطرة، وعبر الموقع الإلكتروني.

وتختلف أيّام العمل في شهر رمضان على النحو الآتي: من السبت وحتّى الخميس من الساعة العاشرة صباحاً وحتّى الثالثة مساءً، ثمّ من الساعة التاسعة مساءً وحتّى الثانية عشرة منتصف الليل، أمّا في يوم الجمعة، من الساعة التاسعة مساءً وحتّى الثانية عشرة منتصف الليل.

وختاماً، تُعَدّ الغرفة الماطرة الأولى من نوعها في منطقة العالم العربيّ، لكن يمكن إيجادها حول العالم، وتحديداً بباربيكان في لندن، ومتحف الفنّ الحديث (MoMA) في نيويورك، ومتحف يوز في شنغهاي، ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون (LACMA) في لوس أنجلوس، وجناح جاكالوب للفنون في ملبورن، ومتحف الفنّ المعاصر في بوسان، ومؤسسة ماكسين وستيوارت فرانكل للفنون في ميشيغان. 

المراجع

 [1] visitsharjah.com, الغرفة الماطرة
 [2] sharjahart.org, الغرفة الماطرة
 [3] random-international.com, RAIN ROOM, 2012