فإنّ قادة العمل التطوعي من الشباب يمثلون طاقة إبداعية وحيوية، تسهم في إحداث تغييرات إيجابية داخل المجتمعات، إلى جانب دورهم المحوري في استمرارية الأهداف التطوعية لإمارة الشارقة والتي تركز على "الإنسان" كمحور أساسي للتنمية، فإنّهم يمتلكون المهارات اللازمة لتوجيه وتحفيز فرق العمل التطوعية، وإدارة المشاريع المجتمعية بروح المبادرة وبكفاءة عالية تجمع بين التخطيط والتنظيم والإبداع.
وفي إطار رؤية جائزة الشارقة للعمل التطوعي نحو دعم وصناعة القيادات الشبابية في المجال التطوعي، وبفضل جاهزيتها ومرونتها في قراءة المشهد التطوعي، واستشراف المستقبل، استحدثت الجائزة منذ العام 2022 جائزة جديدة تستهدف فئة الشباب، بعنوان "أفضل قائد شاب للفرق التطوعية"، وتُمنح هذه الجائزة للشباب القادة الذين يتميزون بصفات قيادية ملهمة، ويبدعون في تحفيز فرقهم لتحقيق التميز، على أن يتم تكريم الشخصيات القيادية التي تترك بصمة واضحة في فرق العمل التطوعي، وتسهم في تحفيز أعضائها على خدمة المجتمع بإخلاص وتميز.
فالجائزة المخصصة للقادة الشباب تأتي ضمن برامج تعزيز الروح القيادية وتشجيع الشباب على تحمل مسؤوليات القيادة في مجال العمل التطوعي؛ فهي تسعى لتكوين قيادات شابة قادرة على أن تكون قدوة حسنة تترك أثراً إيجابياً لدى الآخرين، وتسهم في تحقيق بصمات فارقة وقيم تنافسية لفرقهم التطوعية.
ولعلّ سعي جائزة الشارقة للعمل التطوعي منذ انطلاقتها في العام 2021 بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى تحقيق أهداف تركز على تكوين قيادات مستقبلية للعمل التطوعي، ويتمثل ذلك في تكريم وتقدير المتميزين في هذا المجال، بالإضافة إلى تشجيع المبادرات الداعمة والمؤازرة التي ترفد التطوع ومؤسساته بعطاءات دائمة ومستدامة.
كما تحرص الجائزة على إثارة الاهتمام بضرورة استقطاب الأجيال الشابة من مختلف الفئات العمرية من خلال جوائز أخرى؛ كـ "جائزة الطالب الجامعي" و"جائزة فارس العمل التطوعي" كل ذلك من أجل غرس ثقافة العمل التطوعي على نفوس الشباب، تجسيداً لرؤية قيادتنا الرشيدة.
ومن خلال روح المبادرة والإبداع، فإن قادة التطوع الشباب يسهمون في توجيه الجهود التطوعية لتحقيق أثر إيجابي مستدام، فهم يمثلون عناصر محورية في تعزيز التنمية وتقديم حلول مبتكرة للقضايا المجتمعية، كما يُبرز دورهم في نشر ثقافة التطوع بين أقرانهم والمجتمع، مما يجعلهم قدوة حسنة تُحتذى في العطاء والإلهام، ويحفزون الآخرين على الانخراط في الأعمال التطوعية.
وبفضل مهاراتهم القيادية، يتمتع قادة التطوع الشباب بالقدرة على تحديد القضايا التي تواجه المجتمع وتطوير حلول مبتكرة لمعالجتها، سواء كانت التحديات تتعلق بمساعدة الأسر المتعففة، والتعليم، والبيئة، أو الصحة، أو غيرها من المجالات التي تخدم المجتمع؛ فإن إسهاماتهم تعزز إيجاد حلول عملية ومستدامة، ما يرسخ دورهم كعناصر فعالة في تحقيق التنمية المجتمعية؛ إذْ أن هذه الجهود تعد ركيزة أساسية لبناء مجتمع أكثر تماسكاً واستدامة، ويعكس دور قادة التطوع الشباب مستقبلاً واعداً للعمل التطوعي في إمارة الشارقة وخارجها.
ومن الأهمية بمكان؛ أن تتكامل المؤسسات في دعم هؤلاء الشباب ليكونوا قادة، وتوفير الموارد والفرص التي تعزز من تأثيرهم الإيجابي على المجتمع، على غرار "جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب" و"مؤسسة ربع قرن" لصناعة القادة والمبتكرين، و"مؤسسة الشارقة لتطوير القدرات" ومركز الشارقة للعمل التطوعي وغيرها من المؤسسات والمبادرات التي تتصف الشارقة بريادتها.