استضاف المقر الجديد لبيت الشعر في الشارقة، أمسية شعرية؛ أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، شارك فيها الشاعر د. محمد العثمان، والشاعرة د. أماني الزعيبي، والشاعر أحمد عبد الغني، وقدمتها الإعلامية د. جيهان إلياس. وشهدت الأمسية إيقاعات التغني بالحنين، وعواطف الحب والاشتياق، والبوح والمناجاة، والسفر إلى عوالم الذات والحوار الداخلي، وقدمت صوراً تعكس القلق الذي ينتاب الشاعر.
الشارقة 24:
في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقيمت مساء أمس الثلاثاء؛ أمسية شعرية في المقر الجديد لبيت الشعر في الشارقة، بمشاركة الشاعر د. محمد العثمان، والشاعرة د. أماني الزعيبي، والشاعر أحمد عبد الغني، وتقديم الإعلامية د. جيهان إلياس، وحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور من محبي الشّعر، والشعراء والنقاد والإعلاميين، الذين توافدوا من كل إمارات الدولة، واعتادوا أن يكونوا في الموعد، وأن تغص بهم القاعة، ليشاركوا الشعراء رحلة السفر نحو الدهشة بين دروب القصائد.
وبدأت الأمسية مع الإعلامية جيهان إلياس التي قدمت أسمى معاني الشكر إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على هداياه التي لا تنقطع للمشهد الشعري، واعتبرت أن بيت الشعر هو ملاذ لكل الباحثين عن الجمال والإبداع وقيم الحياة، وقالت: "نلتقي بالشعر الذي عودنا عليه بيت الشعر في الشارقة، نلتقي بالدهشة لنهرب من رتابة الحياة إلى أحضان ديوان العرب، فبيت شعري آسر، كفيلٌ بأن يقلب الحال المكبلة بالأسى إلى حالٍ منطلقة في هذا الوجود".
وافتتح القراءات الشاعر أحمد عبد الغني، فقرأ نصاً بعنوان "أوما إلى المرآة"، حمل إيقاعات التغني بالحنين والمرأة والحب، واستخدم فيه انعكاس مرايا الأنا على الحياة، وعلى القصيدة وأحزان الفراق والوداع، فيقول:
على المَناديلِ أنْ ترتاحَ بينَ يَدٍ
تودِّعُ المُشتَهى حَيْثُ الوداعُ بَكى
على القصيدةِ ألّا تَنتَهي فَرَحاً
لأنَّ ثمةَ حزنًا لنْ يُودِّعَكا
أجلْ.. وليسَ على منْ ضلَّ غايتَهُ
إلّا الرجوعُ وحيداً حيثما تُرِكا
يَكونُ حزنُكَ عطراً في يَدِ امرأةٍ
ترشُّ منهُ.. إلى أنْ تبلغَ الضّحِكا
ثم قدم نصاً مشحوناً بعواطف الحب والاشتياق، بعنوان "محور العدم"، وظف في مضامينه تقنيات التساؤل والحوار مع الحبيبة، فيقول:
أمامي طَريقانِ:منّي إليَّ
وآخرُ..منكِ إلى المُطلقِ
خذينيْ إلى حيِّزٍ في الوجودِ
مِنْ العَدَمِ الواسعِ الضّيِّقِ
أنا واقفٌ ها هُنا مِنْ زَمان
أدقُّ على بابِكِ المُغلقِ
لِذا -باختصارٍ شديدٍ- يُلقــــ
ـبُني المُشتهى: بالهَنيِّ/ الشَقيْ
بعد ذلك، قرأت الشاعرة أماني الزعيبي قصيدة بعنوان " الوقوفُ على ضفّةِ الرّيح"، تزينت بإيحاءات الشعر والحب، وكانت أقرب إلى البوح والمناجاة، فتقول:
مولايَ عندَ ضجيجِ الرُّوحِ يَسْمِعُني
بَــــــــوحُ النُّجــــومِ فَكادَ الشِّعرُ يُقْـــتَــرَفُ
يقولُ عنّي تنامُ الأرض في رِئـــــــــتي
بيـــــنَ الـــوَرِيدَينِ، بالأنفاسِ تَلْتَحِـــــــــفُ
يا شعـــــــــرُ بَـــــــــــشِّرْ أمانينَا لنا أَمَـــــــــــــــلٌ
سيَـخْلُـــــــــــقُ الحُبَّ والأحزانُ تَنْجــــــــــــــرِفُ
نَحنُ التَقَينا وَشَدْوُ البَــــــــــــدْوِ يَـــــــــــجْمَعُنا
كالمُتْعَبــــــينَ منَ الأوطانِ نَنْــــــــــــــــصرفُ
كما قرأت نصاً آخر تحت عنوان "أجراس الكنايات"، سافرت به إلى عوالم الذات والحوار الداخلي، وقدمت فيه صوراً تعكس القلق الذي ينتاب الشاعرة، فقالت:
مُـــــــــــــــــــرّي عــــــــــــــليَّ كــــــــــأنّــــي ضفّة ظمئت
فَاضَ الـــــــــمــــــعيـــــــــــنُ وأشـــــــــواقي ستنبجسُ
مُـــــــــرّي عــــــــــليَّ فـــــــــــقـــــــد أضــــــرمتُ أفئدتي
أفْــــــــــــلَـــــــــــتُّ مِــــــــنِّــــــــــــــــــي كَــــأنَّ القلب يفْتَرِسُ
مُـــــــــرِّي ولـــــــــــــو كُـــــــنتُ أَهذِي ملء أوردتِي
حـــــــرفــــــــــي غــــــــريـــــــــــبٌ وفي بـــــيـــــــدائه يبسُ
مــــــــرّي كــــــــأنّـــــــــي نَـــــــقشـــــتُ الفجرَ في رئتي
ألَــــــــــــــسْـــــــتِ شَـــــــمـــــــــــــــسًا وفِي أمدائِك النفسُ
واختتم القراءات الشاعر د. محمد العثمان، الذي قرأ نصاً بعنوان "العابرون من المجاز"، نسج فيه صوراً محملة بأسئلة الحب والشعر والحنين، فيقول:
العَابرونَ من المَجازِ إلى دَمِي
والشّارِبُونَ مِنَ الشَّذا مَا أهْرقُوا
هُم زمّلُوا الوَجَعَ الكفِيفَ بِبَسْمَةٍ
ورَمُوا الخطيئةَ خَلْفَهُم كي يُشْرقوا
في غفلة مِنْ جرحِ قَلْبي أوْلَمُوا
قَلَــــــقَ الحِكايـــــةِ.. فاسْتَراحَ المُطْلَقُ
كَادُوا يُضِيئونَ الجِرارَ بِعطْرهم
لكنّـــهَم كسروا الصدى فتَعَتّـــــــــــقوا
وقرأ في الأخير نصوصاً بعنوان "شيخ الماء"، طرق فيه أبواب استذكار الحزن والوطن، واستحضر ضمنه ملامحاً من التاريخ العربي وشخصياته، إضافة إلى دلالات عن الموت والانتماء والخسارات، ومما جاء فيه:
لي من بــلادي ضلـــــوعُ مــــــَقبَرةٍ
ورجفـــــةُ الذاهبيـــنَ للشّــــرفِ
فأكْـــبرُ الخاسريـنَ.. لهـــــــفتُهم
وأثْـــمرُ الحزنِ، بَوْحُ مُـــــرتجِفِ
ألزمْتُ كأسي ماءً بلا أملٍ
كما التزامِ الأنّاتِ في الأَلِفِ
وجئْــتُ أبكي عــــلى غـــــدٍ كَــــمِدٍ
حتى طَردْتُ الأحلام.. مِن كَنفي
وفي ختام الأمسية، كرّم الشاعر محمد البريكي، الشعراء ومقدمة الأمسية.