أمور عليك معرفتها حول تربية الصقر

وتجدر الإشارة إلى وجود أنواع متعددة من الصقور؛ مثل الصقر الحرّ، والشاهين، والجير، ولكل نوع احتياجاته وسلوكه الخاص، لذا عند اتخاذ قرار بتربية الصقر لا بدّ من اختيار النوع المناسب وفقاً للخبرة والقدرة على الرعاية، وفيما يأتي ملخص لأهم الأمور التي يجب معرفتها حول تربية الصقور:

الحصول على صقر: اشتراطات قانونية صارمة

إنَّ الطريقة القانونية الوحيدة لاقتناء صقر في بعض الدول تكون من خلال مراكز متخصصة، وفي حال كان الطائر قادماً من خارج البلاد، يجب الحصول على شهادة "سايتس"، وهي اتفاقية دولية لحماية أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض، لذا من الضروري مراجعة القوانين المحلية والحصول على التصاريح اللازمة قبل اقتناء صقر.

تصميم المسكن: معايير صارمة للصحة والسلامة

تخضع مساكن الصقور لمعايير صارمة تضمن راحة الطائر وسلامته، إذ لا يمكن استخدام أقفاص الطيور التجارية لإيواء هذه الجوارح، بل يجب إنشاء مرافق خاصة تستوفي المتطلبات القانونية، وتخضع للتفتيش والموافقة من الجهات المختصة بالحياة البرية قبل استقبال أي صقر.

ويتكون المسكن النموذجي للصقور من جزأين؛ جزء داخلي بأبعاد لا تقل عن 2.4 متر في كل اتجاه، مع وجود باب للدخول، ونافذة على الجانب الشرقي أو الجنوبي لضمان التهوية ودخول أشعة الشمس، وقد تختلف هذه الأبعاد قليلاً باختلاف حجم الصقر ونوعه.

أما الجزء الخارجي فيجب أن يكون واسعاً بما يكفي للسماح للصقر المربوط بمحاولة الطيران دون اصطدام أجنحته بالجوانب أو السقف، كما ينبغي توفير أماكن وقوف قوية وثابتة في كلا الجزأين لتمكين الطائر من الوقوف بأمان.

ضبط الحرارة والرطوبة: ركيزة أساسية في تربية الصقور

من الضروري التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة في مناطق تربية الصقور لضمان صحتها وبقائها، إذ تحتاج الصقور المعروفة بحدة بصرها وسرعتها الفائقة في الانقضاض إلى بيئات منظمة بعناية لتنمو، ويُشار إلى أنَّ ارتفاع نسبة الرطوبة يؤثر سلباً على معدل بقاء الصقور، خاصة خلال مرحلة التكاثر.

ولمواجهة هذه التحديات، ينصح المختصون بالحفاظ على درجة حرارة تتراوح ما بين 3-4 درجات مئوية، ونسبة الرطوبة عند 35% مع هامش تفاوت يصل إلى 5% زيادةً أو نُقْصاناً.

التغذية المتوازنة: ضرورة لصحة الصقور

تعد التغذية المتوازنة ضرورية لرعاية الصقور والحفاظ على صحتها وحيويتها، لذا يمكن تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالبروتينات والمغذيات الضرورية لها.

ويُفضل أن يحتوي النظام الغذائي للصقر على اللحوم النيئة المشابهة لما قد يصطاده في البرية، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، يمكن تقديم الفئران أو السمان المجمد بعد إذابته، كما يحرص المربون على توفير هذه الأطعمة يومياً لضمان تلبية احتياجات الصقور الغذائية، مما يساعد في الحفاظ على لياقتها وجاهزيتها للصيد في جميع الأوقات.

جودة المياه: عامل حيوي في صحة الصقور

يحرص مربو الصقور على توفير المياه النقية باستمرار للطيور، إضافة إلى العناية بأواني الشرب والتغذية، وذلك من خلال تعقيمها بانتظام وبصورة متكررة، إذ تهدف هذه الممارسة إلى منع نمو البكتيريا الضارة التي قد تؤثر سلباً على صحة الصقور، مما يساهم في تهيئة بيئة صحية ومثالية لنموها.

الرعاية الطبية المنتظمة: لضمان سلامة الصقور

تُعد المتابعة الطبية الدورية للصقور من الأمور المهمة أيضاً، إذ يوصي الخبراء بإجراء ما بين 8-10 فحوصات طبية سنوياً لكل صقر، وتوزع هذه الفحوصات على مدار العام، مع التركيز على فترات معينة؛ مثل إجراء الفحص الأول في بداية موسم الصيد أو عند اقتناء صقر جديد، كما يُنصح بإجراء فحص آخر في نهاية موسم الصيد؛ أي حوالي شهر أكتوبر.

وتساهم هذه الفحوصات المنتظمة في الكشف المبكر عن المشكلات الصحية التي قد تواجه الصقر، مما يتيح علاجها في الوقت المناسب، ويحافظ على أداء الطائر بأفضل مستوياته.

خطوات التدريب: بناء الثقة والمهارات

على المدرب أن يكسب ثقة الصقر أولاً، إذ تتطلب هذه الطيور البرية وقتاً وجهداً كبيرين لبناء هذه العلاقة، لذا من المفيد الاحتفاظ بالصقر في المنزل خلال الأسابيع الأولى حتى يتعود على وجود المدرب.

ويُعد الطعام المحفز الأساسي الذي تستجيب له غرائز الصقور، لذا يجب أن يتمكن الصقر من القفز أو الطيران إلى يد المدرب للحصول على الطعام، وبعد ذلك يتم تعليمه الطيران لمسافات أبعد لتطوير عضلاته وتقوية قدراته، وذلك بوضع طعم جذاب في طائرة ورقية ليقوم الصقر بالطيران خلفها، ومن المهم وضع جهاز إرسال على ساقه قبل بدء التدريب لتفادي فقدانه.

الأدوات اللازمة: ضمان السلامة والحماية

تتطلب رياضة تدريب الصقور توفر مساحة كبيرة، لذا عادةً ما يمارسها المدربون في المناطق الريفية، كما يجب ضمان استيفاء شروط الصحة والنظافة، واستخدام بعض الأدوات الأساسية للحفاظ على سلامة الطائر والمدرب.

على سبيل المثال؛ تساعد قبعة الصقر الجلدية التي تغطي عينيه على إبقائه هادئاً، أما قفاز المدرب الجلدي فهو يوفر الراحة للطائر ويحمي المدرب من مخالبه، كما تستخدم الرباطات الجلدية لتثبيت أرجل الصقر ليستطيع المدرب التحكم به أثناء تدريبه.

وفي الختام، تُعد تربية الصقور فناً له تاريخ عريق في العالم العربي، لذا ينبغي أن تكون العناية بها أولوية قصوى لعشاق هذه الرياضة التقليدية للحفاظ على هذا التراث الغني. 

 المراجع 

[1] avian-behavior.org, Seven Tips to Building Trust with Birds of Prey
[2] myanimals.com, How To Train a Falcon
[3] vetafarm.com.au, Hygiene Tips for Falcons
[4] animals.mom.com, How to Keep a Falcon
[5] falcon-breeder.com, falcon - breeder