هل أنت مستعد للتحليق؟ أهم شروط القفز المظلي

اختيار الطقس المناسب للقفز

يُعد الطقس من العوامل الأساسيّة المهمّة التي تؤثر في تجربة القفز المظلي؛ حيث إنّ هنالك ظروفاً مناخيّة معيّنة يُمنَع فيها ممارسة هذه الرياضة، كارتفاع درجات الحرارة، والتي تُزعج الشخص أثناء مرحلة السقوط الحُرّ، بينما يُمكن للرياح الشديدة والأمطار الغزيرة أن تسبب تمزّق المظلات، وانحرافها عن مسارها، في حين أنّ السحب الكثيفة والكبيرة قد تحجب الرؤية، وتُعيق الطيّار والمظليّ على حدٍّ سواء، فلا يتمكّنا من تحديد مكان الهبوط المناسب.

ومن جهةٍ أخرى فإنّ الطقس المثالي الذي يُوصَى خلاله بممارسة القفز المظلي، والتحليق في السماء دون قلق، ويُتيح الحصول على تجربةٍ ناجحة وممتعة، يكون عندما تغدو الشمس مشرقة، والسماء زرقاء وصافية تماماً، ودرجة الحرارة معتدلة، والرؤية واضحة بشكلٍ كامل؛ حتى يتمكن المظليّ من الاستمتاع بجزئية السقوط الحُرّ، بالإضافة إلى التحكّم في مظلته، واختيار توقيت ومكان الهبوط المناسبَين.

التمتع باللياقة البدنية والصحة الجسدية

تتطلب ممارسة القفز المظلي معايير خاصة، فيما يتعلق باللياقة البدنية، وصحة المظلي الراغب بالقفز، حيث يجب أن يكون لائقاً بدنياً، ولا يُعاني من عجز، أو مشاكل في الحركة تُصعّب عليه عملية الهبوط، أو تهدد سلامته، كما يجب ألا يزيد وزنه عن الحدّ الأعلى المسموح، والذي يُقدّر بـ 100 كغ للرجال، و90 كغ للنساء.

وألا يقل عمر المظليّ عن 18 عاماً، وفي حال كان عمره أقل من ذلك، فلا بُد من الحصول على موافقة ولي الأمر، بالإضافة إلى مراعاة عدم إصابة المظلي بمشاكل صحيّة تهدد سلامته أثناء القفز من ارتفاعات شاهقة، مثل: أمراض القلب، وضغط الدم، وإصابات النخاع الشوكي، وآلام الظهر والعمود الفقري، وكذلك الصرع، والأمراض النفسية، كما لا يُسمح للنساء الحوامل بالمشاركة في القفز المظلي. 

ارتداء الملابس المناسبة 

يترتب على من يرغب بخوض تجربة القفز المظلي ارتداء حزام أمان، وخوذة، ونظارات للحماية، بالإضافة إلى ارتداء ملابس رياضية مُريحة، ويُفضّل أن تكون رقيقة وغير واسعة؛ بحيث لا تُعيق الحركة، وتُسبب الإزعاج أثناء القفز الحرّ في الهواء الطلق، كما يُمكن ارتداء البدلات المخصصة للقفز، مع ضرورة ارتداء أحذية رياضيّة مريحة ومُناسبة، كما يجب ألّا تتضمن الملابس والأحذية أجزاء بارزة، يُمكن أن تعلق بالمظلات أثناء الهبوط.

التحقق من سلامة معدات القفز

قد لا يعلم المظلي كيفية التحقق من سلامة معدات الرحلة، لكن يقع على عاتق الجهة المنظمة لهذه الفعالية مسؤولية هذا الأمر، وخاصةً نظام المظلة الذي يضم بدوره مظلتين، أحدهما رئيسية، وأخرى احتياطية، وكلتاهما تخضعان بالضرورة لفحوصات تضمن تحمّل الضغط العالي، إضافةً إلى أنّهما مزودتان بأنظمة أمان، وأنظمة تنشيط تلقائية، حيث إنّه في حال عدم فتح المظلة الرئيسية تلقائياً تُفتح المظلة الاحتياطية، لضمان الهبوط الآمن، مع ضرورة اتباع المِظلي للإرشادات التي يُمليها عليه الطيار والمدرب المشارك معه في الرحلة.

اختيار المكان والارتفاع المناسب للقفز

يتم اختيار الأماكن المخصصة للقفز بحيث تكون آمنة ومناسبة من قِبل الجهات المسؤولة عن القفز المظلي، ويُشترط أن تكون بعيدة عن التجمّعات السكانيّة، والأماكن الأخرى الخطرة.

بينما تختلف ارتفاعات السقوط الحُرّ بحسب مهارة المظليّ وخبرته، إلّا أنّها في المتوسط غالباً ما تكون حوالي 3,000 متر عن سطح الأرض، كما توجد أجهزة إلكترونية خاصة لقياس الارتفاعات، لغاية تحديد التوقيت المناسب لفتح المظلة، والذي غالباً ما يكون على ارتفاع يتراوح ما بين 900-1,500 متر تقريباً عن سطح الأرض، وإن كان الرياضيون المتمرسون من أصحاب الخبرة قادرين على تحديد الارتفاع المناسب دون هذا الجهاز؛ إلّا أنّه يضمن الحصول على قراءات دقيقة.

الالتزام بالإرشادات وإجراءات السلامة العامّة

توجد مجموعة من الإرشادات التي يجري توضيحها للمظلي قبل الرحلة والواجب عليه الالتزام بها، ومن بينها عدم تناول المهدئات خلال 24 ساعة قبل ممارسة القفز المظلي، وتناول وجبة خفيفة صحيّة، بالإضافة إلى مجموعة من المعايير والإجراءات التي تحافظ على سلامته أثناء الرحلة، والواجب أيضاً التقيّد بها وعدم المجازفة، ومن الأمثلة على ذلك استخدام الهاتف، أو كاميرا التصوير بطريقةٍ عشوائية أثناء السقوط.

كما يجب الانصياع لقرارات وتوجيهات المدرّب المرافق أو الطيار اللذين يشاركان المظلي الرحلة؛ لأنّهما يتمتعان بالخبرة الكافية لاتخاذ أيّ قرار يُحافظ على سلامة المظلي، وبالمقابل يُمكن الاستفسار منهما عن أيّ شيء يتعلّق بالرحلة أو بالسلامة العامّة، أو غيرها.

ختاماً، يُنصَح قبل اليوم المُخطط لممارسة القفز المظلي فيه بالنوم جيداً، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، لأنّ ذلك يُحسّن المزاج، ويحدّ من الخوف والتوتر الذي قد يُصاحب الرحلة في البداية، بالإضافة إلى ضرورة الاستعداد النفسي والذهني لهذه التجربة المشوّقة، وإن كان القلق يراود ممارسها، لكن عليه أنّ يتشجع لخوض المغامرة، ويُطمئن نفسه، ويعيش اللحظات الجميلة، ويثق بأنّ المدرب سيُساعده ويرشده، ولن يتبقى له إلّا الذكريات الجميلة الواجب استغلال كل ثانية فيها.

 المراجع   

[1] skydivenewengland.com, Skydiving Rules and Regulations
[2] go-skydiving.com, The Ultimate Guide for First-time Skydivers
[3] skydivecarolina.com, Rules of Skydiving
[4] uspa.org, Section 9: FAA Documents
[5] eaf.ae, القفز المظلي الحر